تعيش الأمهات تحت ضغط مستمر بين تلبية احتياجات الأسرة والاهتمام بالأطفال، واللحاق بركب أحلامهن المنتظرة في طابور المسؤوليات التي لا تنتهي.
كل ذلك يجعلهن عرضة للإجهاد والتوتر. ومع ذلك، فإن العناية بالصحة النفسية ضرورة لضمان التوازن النفسي والعاطفي للأم، وذلك حتى ينعكس إيجابًا على عائلتها.
فكيف يمكن للأم أن تجد وقتًا لنفسها وسط زحام المسؤوليات؟
تؤثر الصحة النفسية على جميع جوانب حياة الأم، بدءًا من علاقتها بأطفالها وشريكها وصولًا إلى قدرتها على التعامل مع الضغوط اليومية.
فالأم التي تعاني من الإرهاق النفسي تكون أكثر عرضة للقلق والاكتئاب، وذلك قد يؤثر على جودة رعايتها لأطفالها.
ولذلك؛ فإن تخصيص وقت للعناية الذاتية ليس أنانية، بل استثمار في صحة الأسرة بأكملها.
رغم كثرة المهام اليومية، هناك طرق عملية تساعد الأم على إيجاد وقت خاص بها دون التأثير على التزاماتها الأسرية عبر:
لا بأس في تأجيل بعض المهام غير الضرورية أو توزيعها على مدار الأسبوع بدلًا من إنجازها دفعة واحدة. كما أن تفويض بعض المسؤوليات للزوج أو أفراد الأسرة يخفف من الضغط على الأم.
حتى لو لم يكن لديكِ وقت طويل، يمكنكِ استغلال فترات قصيرة خلال اليوم للاسترخاء، مثل الاستمتاع بكوب قهوة في هدوء، أو ممارسة تمارين التنفس العميق لمدة 5 دقائق.
خصصي وقتًا ثابتًا لنفسكِ يوميًّا، حتى لو كان 20 دقيقة فقط. استخدمي هذا الوقت في شيء تحبينه مثل القراءة، المشي، التأمل، أو ممارسة هواية مفضلة.
لا يجب أن تشعري بالذنب عند رفض الالتزامات غير الضرورية. تعلّمي وضع حدود تحمي وقتكِ الخاص وتمنحكِ مساحة شخصية.
يمكن للأمهات استغلال وقت نوم الأطفال لممارسة الأنشطة التي تمنحهن الراحة، سواء كان ذلك عبر مشاهدة فيلم، الكتابة، أو حتى الاسترخاء في حوض استحمام دافئ.
تساعد التمارين الرياضية على تحسين المزاج وتقليل التوتر، حتى لو كانت مجرد تمارين خفيفة في المنزل. كما أن التأمل وتمارين التنفس العميق تعمل على تهدئة العقل وتعزيز الصفاء الذهني.
لا تترددي في طلب الدعم من شريكك أو عائلتك أو حتى صديقاتك. التواصل مع أمهات أخريات يمررن بتجارب مشابهة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي، كما أن الحديث عن المشاعر والضغوط يساعد في تخفيف العبء النفسي.
إن العناية بالصحة النفسية للأمهات ليست خيارًا، بل ضرورة لضمان حياة متوازنة وسعيدة. عبر تنظيم الأولويات، استغلال الوقت بذكاء، وطلب الدعم عند الحاجة، يمكن للأم أن تجد وقتًا لنفسها دون أن تشعر بالذنب. فالراحة النفسية للأم تنعكس على كل من حولها، وذلك يجعلها قادرة على العطاء بحب وطمأنينة.