تشعر بعض الأمهات بالقلق إذا لاحظن أن أطفالهن يفتقرون إلى مهارات التعاطف مع الآخرين، سواء كانوا أقرانهم، الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو كبار السن.
وربما يؤدي ذلك إلى تصرفات قد تبدو قاسية أو غير مبالية؛ ما يضع الأم في موقف محرج ويثير تساؤلات حول كيفية معالجة الأمر.
المسؤولية الأساسية هنا تقع على عاتق الأم، إذ تلعب دورًا محوريًا في تعليم طفلها أهمية التعاطف وتأثيره الإيجابي في بناء العلاقات الإنسانية وتعزيز قيم الرحمة.
عبر التوجيه المستمر والنماذج العملية، يمكن للأم أن تغرس في طفلها القدرة على إدراك مشاعر الآخرين، وفهم احتياجاتهم، والتعامل معهم برفق واحترام.
هناك عدة طرق يمكن من خلالها تعليم الطفل كيفية التعاطف مع الآخرين وفهم مشاعرهم، إليك بعضها:
تعليم الطفل التعرف على مشاعره الخاصة قبل أن يتعلم كيف يتعاطف مع مشاعر الآخرين.
يمكن للأم أن تساعد طفلها على التعرف على مشاعره بطرق مختلفة مثل استخدام أسئلة بسيطة مثل: كيف تشعر الآن؟ أو هل تشعر بالحزن أو الغضب؟ هذا من شأنه مساعدة الطفل على التعرف على تلك المشاعر ووصفها بشكل دقيق.
بعد أن يتعلم الطفل التعرف على مشاعره، من الضروري أن يعرف كيف يتعامل معها. يمكن للأم أن تشجع طفلها على التفكير في طرق تساعده على الشعور بالتحسن عند مواجهة مشاعر سلبية كالغضب أو الإحباط، مثل ممارسة التنفس العميق أو أخذ استراحة قصيرة.
لفهم مشاعر الآخرين، يحتاج الطفل إلى الاطلاع على قصص وتجارب متنوعة. يمكن للأم استخدام الكتب القصصية، أو الأفلام، أو حتى الأخبار الواقعية كوسيلة لفتح حوار مع الطفل حول مشاعر الأشخاص في تلك المواقف. على سبيل المثال، يمكن مشاهدة برنامج يتناول شخصًا يمر بمشكلة معينة، ثم تسأل الأم طفلها: ماهو شعور هذا الشخص حسب إعتقادك؟ أو ماذا لو كنت أنت مكانه؟
من الخطوات المهمة في بناء التعاطف هي أن يتعلم الطفل التعرف على مشاعر الآخرين. يمكن للأم أن تساعد طفلها في ملاحظة الإشارات الجسدية والعاطفية في وجوه الآخرين أو تصرفاتهم، مثل أن تقول: يبدو أن تلك الطفلة حزينة، هل تعتقد أنها حزينة؟
إن حث طفلك على تقديم المساعدة عبر العديد من المواقف يزرع في نفسه قيمة التعاطف أكثر، ويجعله يبادر لفعل ذلك من تلقاء نفسه مع الوقت، وبذلك يبنى التعاطف لديه.
كما أن طرح بعض الأسئلة عليه وقت مشاهدة شيء ما مثل: ماذا تفعل إذا رأيت شخصًا يعاني مثله؟
هذا النوع من الحوار يساعد الطفل على التفكير في كيفية اتخاذ خطوات إيجابية لدعم الآخرين.
وختامًا، من خلال تعليم الطفل كيفية التعرف على مشاعره وفهم مشاعر الآخرين، يمكن للأم أن تساهم في بناء شخصيات قوية ومتعاطفة. هذه المهارات ستساعد الطفل على إقامة علاقات صحية، وفهم أعمق لمشاعر الآخرين، والتعامل مع المواقف الصعبة بطريقة أكثر حكمة وإنسانية.