يواجه الكثير من الأهل تحديًا كبيرًا في بناء جسور التواصل مع أطفالهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بمشاكلهم وأفكارهم الخاصة.
قد يبدو أن الطفل يفضل الاحتفاظ بأسراره بدلاً من مصارحة أهله؛ ما يثير التساؤل عن الأسباب التي تدفعه إلى هذا السلوك.
والحقيقة أن هناك عوامل متعددة تؤثر في قرارات الأطفال بالاحتفاظ بمشاكلهم لأنفسهم بدلاً من مشاركتها.
كما لكل سلوك أو تصرف للطفل سبب يقبع في خلفية نفسه وخوالجها، فإن للتردد في إخبارك بأسراره ومشاكله أسباب هي الأخرى، إليك أهمها:
غالبًا ما يخشى الأطفال أن تكون مصارحتهم بمشاكلهم سببًا لتلقيهم العقاب أو التوبيخ. هذا الشعور بالخوف يجعلهم يترددون في الحديث، خاصة إذا كانت المشكلة تتعلق بخطأ ارتكبوه.
قد يواجه الأطفال صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو الحديث عن أمور يعتبرونها محرجة أو شخصية. هذا الخجل يمنعهم من التحدث بحرية عن قضايا قد تكون حساسة بالنسبة لهم.
الثقة هي حجر الأساس لأي علاقة ناجحة. إذا لم يشعر الأطفال أن أهاليهم يستمعون إليهم بفهم ودون إطلاق أحكام مسبقة، فإنهم يميلون إلى الاحتفاظ بمشاعرهم لأنفسهم خوفًا من عدم الحصول على الدعم المطلوب.
من أصعب الأمور على الطفل أن يشعر بأنه قد خيب ظن أهله. هذا الخوف يجعلهم يحجمون عن الحديث عن مشكلاتهم لتجنب أي مشاعر سلبية قد تنعكس على علاقتهم بوالديهم.
في بعض الأحيان، يشعر الأطفال أن مشاكلهم صغيرة أو غير مهمة، فيقررون كتمانها حتى لا يثقلوا كاهل أهاليهم بالمزيد من القلق أو المسؤوليات.
قد يعاني الأطفال من إيجاد الوقت المناسب للحديث عن مشاعرهم بسبب انشغال الوالدين. غياب الفرصة المناسبة يجعلهم يشعرون بأن لا مجال للتعبير عما يزعجهم.
إذا سبق للطفل أن لجأ إلى والديه بمشكلة، ولم يجد استجابة ملائمة، أو شعر بأنه تعرض للتجاهل، فإنه سيتردد في الحديث عن مشاكله المستقبلية.
إن بناء علاقة قوية مع الأطفال يتطلب مجهودًا واعيًا من الأهل. من الضروري خلق بيئة يشعر فيها الطفل بالأمان والتشجيع للتعبير عن مشاعره دون خوف أو تردد. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
تخصيص وقت يومي للاستماع للطفل بإصغاء كامل، دون مقاطعة أو إطلاق أحكام.
من المهم أن يشعر الطفل أن الحديث عن مشاكله لن يعرّضه للعقاب أو اللوم.
يجب أن يعلم الطفل أن أهله يدعمونه دائمًا، مهما كانت المشكلة التي يواجهها.
حتى لو بدت مشاكلهم صغيرة من وجهة نظر الكبار، فإنها قد تكون كبيرة جدًّا بالنسبة لهم.
في النهاية، تواصل الأهل مع أطفالهم بشكل فعّال هو المفتاح لعلاقة صحية ومزدهرة. عندما يشعر الطفل بأن لديه سندًا قويًّا ومتفهمًا، فإنه لن يتردد في مصارحتهم بمشاكله. لهذا، من المهم أن يدرك الأهل قيمة الإنصات وتوفير البيئة الداعمة؛ ما يعزز ثقة الطفل بنفسه وبعائلته.