عندما يدخل الأبناء مرحلة المراهقة، تتغيّر طبيعة العلاقة مع الوالدين بشكل كبير. قد يشعر الأهل بأن الحوارات اليومية أصبحت أشبه بمعركة لإثبات وجهات النظر بدلًا من أن تكون لحظات تقارب.
لكن، التواصل الفعّال مع المراهقين ليس مستحيلًا، بل يمكن تحقيقه عبر اتباع إستراتيجيات مدروسة تراعي طبيعتهم النفسية وتطورهم الشخصي.
التحوّلات العاطفية والجسدية التي يمر بها المراهقون تجعلهم يميلون إلى الاستقلالية. في الوقت ذاته، قد يُفسَّر اهتمام الوالدين بأسلوب خاطئ وكأنه تدخّل غير مرغوب فيه. هذا التباين في التوقعات يؤدي أحيانًا إلى فجوة تواصلية يشعر فيها الأهل بالعجز عن الوصول إلى عقول أبنائهم، بينما يشعر المراهقون بأنهم غير مفهومين.
إليك مجموعة من النصائح المقدمة من راشيل كوفلين، خبيرة التربية في موقع جوتمان، التي تشرح كيفية بناء تواصل فعّال ومثمر مع الأبناء:
بدلًا من محاولة السيطرة على المحادثة، ركّز على الإنصات لما يقوله ابنك. أظهر اهتمامًا بالتفاصيل الصغيرة التي يذكرها، فهذه الأمور قد تكون كبيرة في عيونهم.
المراهقون يفضلون التحدث في أوقات مختلفة، خاصة في ساعات الليل. حاول أن تكون مرنًا في اختيار الوقت الذي يناسب نشاطهم العقلي ومزاجهم.
إذا لم تكن الحوارات المباشرة فعالة، يمكنك استخدام وسائل أخرى مثل تبادل الرسائل النصية أو حتى كتابة ملاحظات قصيرة تعبر فيها عن تقديرك ودعمك لهم.
عندما تواجه صمتًا من ابنك، لا تحاول ملء الفراغ بالكثير من الأسئلة. في بعض الأحيان، الجلوس بهدوء إلى جانبه يعزز شعوره بالأمان، ويمنحه مساحة للانفتاح لاحقًا.
تصرفات المراهقين، مهما بدت قاسية، غالبًا لا تعكس موقفًا شخصيًا تجاهك كوالد. حاول أن تكون الطرف الأكثر صبرًا وتفهّمًا في العلاقة.
ابحث عن المواضيع التي يحبونها وتعرّف عليها دون تصنع. هذا يظهر لهم أنك تحترم شخصياتهم المستقلة.
المراهقون بحاجة إلى مساحة للتعبير دون خوف من النقد. بدلاً من تقديم حلول مباشرة، حاول استخدام عبارات مثل؛ أخبرني المزيد عن ذلك أو كيف شعرت عندما حدث هذا؟
ليس كل حديث مع المراهقين سيكون عميقًا أو مشبعًا بالعاطفة. كن مستعدًا لقبول محادثات قصيرة وسطحية كجزء من بناء الثقة.
إذا أخطأت في حقهم، أو تسرّعت في حكمك، لا تتردد في الاعتذار. هذا يعلّمهم أهمية التواضع والصدق في العلاقات الإنسانية.
تذكّر أن هدفك ليس تحقيق الكمال، بل بناء علاقة صحية تستند إلى التفاهم والاحترام. عندما يشعر المراهق بأنك مستعد للاستماع دون إصدار الأحكام، سيجد فيك ملجأً آمناً للتعبير عن مخاوفه وأحلامه.