يُعد انخفاض مخزون المبيض عند النساء في سن الثلاثين من المشكلات الصحية التي تؤثر بشكل مباشر على الخصوبة، وقد يكون سببًا رئيسًا لصعوبة الحمل.
ويشير مصطلح انخفاض مخزون المبيض إلى انخفاض عدد البويضات المتبقية في المبيضين، وهو أمر طبيعي مع التقدم في العمر، لكنه قد يحدث بشكل مبكر لأسباب متعددة، فيما يلي نستعرض أسباب انخفاض مخزون المبيض، وأعراضه، وطرق العلاج المتاحة سواء الطبية أو الطبيعية.
انخفاض مخزون المبيض يمكن أن يحدث لأسباب مختلفة كما أشار موقع WebMD، ومنها ما يلي:
تلعب الجينات دورًا كبيرًا في تحديد سرعة انخفاض مخزون المبيض، حيث إن بعض النساء قد يرثن استعداد انخفاض مخزون المبيض المبكر من أمهاتهن، حيث تتعرض بعض الجينات المرتبطة بالشيخوخة المبكرة للمبيضين.
قد تؤدي بعض الأمراض المناعية الذاتية إلى مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة المبيض، مما يقلل من عدد البويضات، أمراض مثل التهاب الغدة الدرقية المناعي ومرض أديسون قد تؤثر سلبًا على وظائف المبيضين.
التعرض للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي قد يؤدي إلى انخفاض مخزون المبيض، خاصة لعلاج السرطان، يمكن أن يؤدي إلى تلف الأنسجة المبيضية وتقليل عدد البويضات المتاحة، وهذه العلاجات قد تؤثر على الخلايا السريعة الانقسام مثل الخلايا المبيضية.
يعتبر التدخين أحد أهم الأسباب الرئيسة لانخفاض مخزون المبيض المبكر، حيث إن المواد الكيميائية الموجودة في السجائر يمكن أن تضر بجودة البويضات، وتسرع من انخفاض عددها.
التعرض للمواد الكيميائية السامة لمدة طويلة مثل المبيدات الحشرية، المعادن الثقيلة، وبعض المواد البلاستيكية (مثل BPA) يمكن أن يسبب تلفًا في المبيضين، مما يؤدي إلى انخفاض المخزون المبيضي.
بعض الحالات الصحية المزمنة مثل مرض السكري غير المنضبط أو السمنة، يمكنها أن تؤثر على التوازن الهرموني، وتؤدي إلى تسريع انخفاض مخزون المبيض.
إجراء عملية جراحية على المبيض، مثل استئصال الكيسات أو إزالة الأنسجة المصابة بالانتباذ البطاني الرحمي، يمكن أن تؤدي إلى فقدان بعض الأنسجة السليمة، مما يقلل من عدد البويضات المتاحة.
الإجهاد الشديد، سواء النفسي أو الجسدي، قد يؤدي إلى اضطراب التوازن الهرموني في الجسم، مما قد يؤثر في وظيفة المبيض، ويؤدي إلى انخفاض المخزون المبيضي في سن مبكرة.
اقرأ أيضًا: أنواع علاج العقم لدى النساء.. أفضل الطرق والاستراتيجيات الجديدة
قد لا تعاني العديد من النساء من أعراض واضحة، لكن البعض قد يلاحظ تغيرات تشير إلى انخفاض مخزون المبيض، منها:
حيث يمكن أن يصبح الحيض غير منتظم، أو يتوقف بشكل مفاجئ.
النساء اللاتي يعانين انخفاض مخزون المبيض قد يواجهن صعوبة في الحمل بشكل طبيعي، وفقًا للجمعية الأمريكية للطب التناسلي (ASRM)، فإن انخفاض مخزون المبيض هو أحد الأسباب الرئيسة للعقم لدى النساء.
بعض النساء قد يبدأن في الشعور بأعراض مشابهة لأعراض سن اليأس، مثل: الهبات الساخنة، جفاف المهبل، وهذه الأعراض يمكن أن تكون نتيجة لانخفاض مستويات الإستروجين بسبب تناقص البويضات.
حتى يمكن للطبيب تشخيص انخفاض مخزون المبيض، يتم الاعتماد على عدة فحوصات وإجراءات كما أشار موقع Medical news today:
يُعتبر اختبار AMH من أهم الفحوصات التي تقيس كمية الهرمون المضاد موليريان في الدم، وهو مؤشر مباشر لعدد البويضات المتبقية في المبيضين، يمكن أن يعطي هذا الاختبار فكرة دقيقة عن صحة المبيضين.
يقيس هذا الاختبار مستويات الهرمون المنشط للجريب في اليوم الثالث من الدورة الشهرية، ويساعد على تقييم وظيفة المبيضين، حيث إن المستويات العالية من FSH يمكن أن تشير إلى انخفاض مخزون المبيض.
تقنية الموجات فوق الصوتية عبر المهبل تُستخدم لقياس عدد الجريبات المبيضية (Antral Follicle Count)، مما يوفر معلومات إضافية حول مخزون المبيض، وهذه التقنية تكمل الاختبارات الهرمونية للكشف عن مخزون المبيض.
الحمل مع انخفاض مخزون المبيض قد يكون تحديًا، لكنه ليس مستحيلًا. يعتمد الأمر بشكل كبير على جودة البويضات المتبقية والعمر ومع ذلك فقد أشار موقع Health line إلى بعض الإجراءات للحمل مع انخفاض مخزون المبيض ومنها:
يعتبر التلقيح الصناعي الخيار الأكثر شيوعًا، حيث يمكن استخدام أدوية لتحفيز المبيضين على إنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات.
في بعض الحالات، قد يتم اقتراح استخدام بويضات متبرعة لتحقيق الحمل. وفقًا للجمعية الأوروبية للتناسل البشري وعلم الأجنة (ESHRE)، نجاح هذه الطريقة يعتمد بشكل كبير على سن المتبرعة وجودة البويضات.
العلاج الطبي لانخفاض مخزون المبيض يركز على تحسين الخصوبة من خلال عدة استراتيجيات، والتي أشار إليها موقع WebMD:
يساعد هذا العلاج في تنظيم مستويات الهرمونات وتحسين وظيفة المبيض، قد يساعد أيضًا في تخفيف أعراض سن اليأس المبكر التي قد تصاحب انخفاض مخزون المبيض.
يمكن استخدام أدوية مثل Clomiphene أو Letrozole لتحفيز المبيضين على إنتاج بويضات إضافية، مما يزيد فرص الحمل.
اقرأ أيضًا: أسباب الحمل الفاسد.. 3 تفسيرات علمية وحقيقة اكتشافه في التحاليل
إلى جانب العلاجات الطبية، يمكن اتباع بعض الأساليب الطبيعية لتحسين مخزون المبيض:
تناول نظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين د والأوميغا 3، يمكن أن يدعم صحة المبيضين. وفقًا لتقرير نشره موقع Nutrients، فإن تناول مكملات فيتامين د يمكن أن يحسن من نتائج التلقيح الصناعي لدى النساء ذوات مخزون مبيض منخفض.
بعض الأعشاب مثل الماكا والأشوجاندا تعتبر مفيدة في تعزيز التوازن الهرموني وتحسين صحة المبيضين، ووفقا لبعض الدراسات، فإن هذه الأعشاب يمكن أن تكون فعالة في تحسين الخصوبة.
التوتر المزمن من الأسباب التي قد تؤثر سلبًا على الخصوبة، وممارسة التأمل، اليوغا، وتقنيات التنفس العميق يمكن أن تساعد على تقليل مستويات التوتر وتحسين الحالة النفسية والبدنية.