الإجهاض المتكرر هي حالة متكررة من فقدان الحمل خلال الأسابيع الثلاثة والعشرين الأولى، وتصيب العديد من النساء دون معرفة أسباب واضحة في بعض الأحيان.
وحالات الإجهاض أكثر شيوعًا؛ ما يدركه معظم الناس، إذ يُعتقد أن 1 من كل 8 حالات حمل معروفة تنتهي بالإجهاض، كما تحدث العديد من حالات الإجهاض قبل أن تعرف المرأة أنها حامل.
لكن فقدان 3 حالات حمل أو أكثر على التوالي (الإجهاض المتكرر) يعد أمرًا غير شائع، ويؤثر فقط على 1 من كل 100 امرأة.
العلامة الرئيسة للإجهاض هي النزيف المهبلي، وقد يتبعه تقلصات وألم في أسفل البطن. لذا في حال أصيبت الحامل بالنزيف عليها التوجه إلى أقرب مركز طبي أو مستشفى.
لكن ضعي في اعتبارك أن النزيف المهبلي الخفيف شائع نسبيًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ولا يعني بالضرورة أنك تعانين الإجهاض.
استعرضت هيئة الخدمات الصحية البريطانية أشهر الفحوصات الطبية التي تجرى عند تشخيص الإجهاض المتكرر للنساء، وتضمن:
شرح موقع Nyulangone كيفية إجراء الفحوصات والتحاليل لمعرفة سبب الإجهاض المتكرر، كالتالي:
1. الموجات فوق الصوتية
يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية عبر المهبل للتحقق من بنية الرحم بحثًا عن أي تشوهات، كما يمكن استخدام إجراء ثانٍ باستخدام ماسح الموجات فوق الصوتية ثلاثي الأبعاد لدراسة الجزء السفلي من البطن والحوض لتوفير تشخيص أكثر دقة.
وتتحقق الموجات فوق الصوتية أيضًا من نمو طفلك، وتبحث عن نبضات قلبه. في معظم الحالات، يتم إجراء ذلك عادةً باستخدام مسبار صغير يتم إدخاله في المهبل. قد يكون هذا الأمر مزعجًا بعض الشيء، ولكنه ليس مؤلمًا.
يمكن للفحص أيضًا التحقق مما إذا كان لديك عنق رحم ضعيف، لكن لا يمكن إجراء هذا الاختبار عادةً إلا عند الحمل مرة أخرى، وفي هذه الحالة عادةً ما يُطلب منك الحضور لإجراء فحص عندما تكونين بين الأسبوعين 10 و12 من الحمل.
2. فحص الدم
يمكن فحص دمك بحثًا عن مستويات عالية من الأجسام المضادة للفوسفوليبيد (aPL) ومضاد تخثر الذئبة، ويجب إجراء هذا الاختبار مرتين، بفاصل بضعة أسابيع، عندما لا تكونين حاملًا.
من المعروف أن أجسام (aPL) المضادة تزيد من فرصة تجلط الدم وتغير طريقة ارتباط المشيمة، ويمكن أن تؤدي جلطات الدم والتغيرات هذه إلى تقليل إمداد الجنين بالدم؛ ما قد يتسبب في الإجهاض.
3. اختبار النمط النووي
إذا تعرضت للإجهاض للمرة الثالثة، فمن المستحسن أن يتم اختبار الجنين بحثًا عن أي تشوهات في الكروموسومات (كتل الحمض النووي).
وإذا تم العثور على خلل وراثي، يمكن أيضًا اختبارك أنت وشريكك بحثًا عن أي تشوهات في الكروموسومات التي قد تكون سببًا للمشكلة، ويُعرف هذا النوع من الاختبارات باسم اختبار النمط النووي.
إذا كشف اختبار النمط النووي عن مشاكل في الكروموسومات لأي من الوالدين، يجب المتابعة مع طبيب علم الوراثة السريرية (خبير الجينات)؛ للمساعدة في الوصول إلى حمل ناجح في المستقبل.
4. فحص الحوض
قد يتم فحصك بحثًا عن مرض التهاب الحوض، وهو مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ويمكن أن يزيد من خطر الإجهاض، أو متلازمة أضداد الفوسفوليبيد، وهو مرض مناعي ذاتي نادر حيث تعيق جلطات الدم تدفق الدم.
5. اختبارات الهرمونات
نظرًا لأن خطر الإجهاض المتكرر يزداد مع تقدم العمر، فقد تخضع النساء في سن 35 عامًا أو أكثر لاختبار دم للتحقق من مستوى هرمون تحفيز الجريبات أو FSH.
وقد تعني مستويات FSH المرتفعة أن المبايض تفتقر إلى البويضات المناسبة للحمل، وقد تشير مستويات FSH المنخفضة إلى إجهاد شديد، والذي بدوره قد يساهم في الإجهاض.
قد يطلب الأطباء أيضًا اختبار هرمون مضاد مولر (AMH) لقياس احتياطي المبيض، وهو عدد ونوعية البويضات المتاحة للتخصيب.
6. تصوير الرحم
يُطلق عليه أيضًا تصوير الرحم والبوق أو HSG، وهذا الاختبار يمكّن طبيبك من رؤية الأعضاء التناسلية بحثًا عن مشاكل وحالات تشريحية، مثل الأورام الليفية، التي يمكن أن تؤدي إلى الإجهاض.
يمكن أن يكشف أيضًا عن الأنسجة الندبية الناجمة عن بطانة الرحم أو العدوى التي يمكن أن تسد قناتي فالوب، الممرات التي تنتقل منها البويضات من المبايض إلى الرحم.
لإجراء الاختبار، يقوم طبيبك بحقن صبغة في الرحم من خلال قسطرة صغيرة، وهي عبارة عن أنبوب مجوف. تنتج الأشعة السينية صورًا للرحم وقناتي فالوب. يستغرق الاختبار حوالي 10 دقائق. يمكن أن يسبب تصوير الرحم بالصبغة إزعاجًا مؤقتًا مشابهًا لتقلصات الدورة الشهرية، لذلك قد يوصي طبيبك بمسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية.
7. تنظير الرحم
إذا كشف فحص تصوير الرحم بالصبغة أو فحص FemVue™، وهو فحص لا يتطلب الأشعة السينية أو التعرض لصبغة التباين، عن حالة في تجويف الرحم يمكن أن تؤثر على الحمل، فقد تخضعين لتنظير الرحم، والذي يسمح للطبيب بإجراء تقنيات جراحية لتصحيح المشكلة.
يمكن أن تشمل هذه الأورام الليفية، أو السلائل الكبيرة، أو الالتصاقات الرحمية (الأنسجة الندبية)، أو حالة الرحم التي ربما كانت موجودة منذ الولادة.
في هذا الإجراء الذي يتم في المستشفى، يستخدم طبيبك منظارًا طويلًا ورفيعًا ومرنًا مع كاميرا في نهايته لفحص الرحم بحثًا عن أي تشوهات.
ويمكن إجراؤه باستخدام التخدير الموضعي أو الإقليمي أو العام، ويستغرق ما يصل إلى 45 دقيقة لإكماله. نظرًا لأن تنظير الرحم يمكن أن يسبب تقلصات وألمًا، فقد يصف لك طبيبك مسكنات للألم.
8. خزعة بطانة الرحم
يمكن أن يساعد هذا الإجراء، الذي يمكن إجراؤه في نفس وقت تنظير الرحم، طبيبك في تحديد ما إذا كان الرحم قادرًا على الحفاظ على الحمل. يقوم طبيبك بإزالة قطعة صغيرة من الأنسجة من بطانة الرحم لفحصها بحثًا عن خلايا غير منتظمة يمكن أن تشير إلى وجود عدوى أو أورام ليفية أو أورام حميدة.
قد تسبب الخزعة تقلصات، والتي يمكن تقليلها بتناول مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية لمدة تصل إلى ساعة قبل الاختبار. يتم إجراء هذا الاختبار في حالات نادرة فقط.
اقرأ أيضا: الإجهاض في الأشهر الأولى.. الأسباب وعوامل الخطر وطرق الوقاية
رأى موقع miscarriageassociation أن عمل تحاليل الإجهاض المتكرر يكون بعد التعرض للإجهاض ما لا يقل عن 3 مرات فما أكثر، على اعتبار أن احتمال اكتشاف السبب تكون أكبر بعد هذه الإجهاضات المتعددة.
وأوضح: إذا تعرضتِ لثلاث حالات إجهاض أو أكثر (وهو تعريف الإجهاض المتكرر)، فيجب أن يُعرض عليكِ إجراء الفحوصات؛ لأن احتمالات اكتشاف السبب تكون أكبر في هذه المرحلة.
وقد يُعرض عليكِ أيضًا إجراء الفحوصات بعد الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل، أو بعد إجهاضين إذا كنتِ في أواخر الثلاثينيات من عمرك أو أكبر، أو إذا استغرق الأمر وقتًا طويلًا للحمل، أو إذا كان طبيبك يعتقد أن هناك سببًا أساسيًا وراء الإجهاض، وفقًا للموقع.
ونوه: من المهم أن تعرف أن إجراء الاختبارات لا يعني بالضرورة العثور على سبب، إذ لا يخرج نصف الأزواج الذين يجرون الفحوصات بأي نتيجة واضحة لسبب إجهاضهم.
تختلف مدة ظهور نتائج تحاليل الإجهاض باختلاف نوع الفحوصات والتحاليل، وإذا كان بعضها تظهر نتائجه مباشرة مثل الخزعة أو تنظير الرحم أو فحص الحوض، فإن البعض الآخر يستغرق بعض الوقت مثل فحص الدم.
وفي حالة إجراء فحص الدم، فإن السيدة عادة ما تحتاج إجراء فحصين بفاصل 48 ساعة لمعرفة ما إذا كانت مستويات الهرمونات لديها ترتفع أو تنخفض.
في بعض الأحيان لا يمكن تأكيد الإجهاض على الفور باستخدام الموجات فوق الصوتية أو فحص الدم، وفي هذه الحالة يُنصح بإجراء الاختبارات مرة أخرى بعد أسبوع أو أسبوعين، وفقًا لموقع Nhs.uk.