يعتبر الصداع النصفي تجربة مؤلمة من ألم الرأس، بسبب مرور الشخص بنوبات من الألم تستحوذ على الرأس بأكمله، وغالبًا ما يصاحبه أعراض مزعجة أخرى مثل الغثيان، والحساسية المفرطة للضوء، والنفور من الروائح القوية، وعدم القدرة على تحمل الأصوات المرتفعة.
ويصيب الصداع النصفي نسبة كبيرة من سكان العالم، وعادة ما تستمر نوباته لفترات تتراوح بين ساعات وأيام؛ ما يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص المصاب.
وفي حين أن الأدوية تعمل على تخفيف هذه النوبات، يتجه الكثير نحو المكملات الغذائية بحثا عن حلول طبيعية.
ومع ذلك، يحذر تقرير نشر في دورية Eatingwell المعني بالصحة، بأنه من الضروري إدراك أن فعالية المكملات الغذائية تختلف وبعضها قد يحمل مخاطر تفاقم أعراض الصداع النصفي.
إليك مجموعة من المكملات الغذائية التي يجب تجنبها عند التعامل مع الصداع النصفي:
رغم أن الأبحاث الأولية أشارت إلى إمكانية استخدام زهرة الزبدة لتقليل شدة وتكرار نوبات الصداع النصفي، فإن المخاوف المتعلقة بسلامتها أدت إلى التوصية بتجنبها.
المشكلة الرئيسة في مكملات زهرة الزبدة Butterbur المتوفرة في كثير من المتاجر تكمن في احتوائها على مركبات سامة تسمى قلويدات البيروليزيدين، والتي يمكن أن تسبب تلفًا خطيرًا للكبد والرئتين، بالإضافة إلى احتمالية تسببها في السرطان.
حتى الأنواع التي يُزعم أنها خالية من هذه القلويدات قد تحتوي على كميات كبيرة منها عند فحصها، ما يجعل المخاطر المحتملة لتناولها تفوق أي فوائد قد تتحقق في علاج الصداع النصفي.
لذلك، ينصح بشدة بتجنب استخدام مكملات زهرة الزبدة للأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي.
هذه المكملات الغذائية التي تحمل اسم Pre-Workout Supplements، شائعة بين الرياضيين لتحسين الأداء البدني، ولكنها قد تكون محفزًا لنوبات الصداع النصفي لدى البعض.
إذ تحتوي هذه المنتجات غالبًا على توليفة من المكونات التي يمكن أن تثير الصداع النصفي، مثل الكافيين بكميات كبيرة، وموسعات الأوعية الدموية مثل إل-أرجينين وإل-سيترولين، بالإضافة إلى المحليات الصناعية.
وتعمل هذه المواد كموسعات الأوعية الدموية على زيادة تدفق الدم عن طريق رفع مستويات أكسيد النيتريك في الجسم، وهو تأثير يحدث أيضًا أثناء نوبات الصداع النصفي، مما قد يزيد من حدة الألم.
بالإضافة إلى ذلك، يرتبط الكافيين والمحليات الصناعية في كثير من الأحيان بتفاقم أعراض الصداع النصفي؛ ما يجعل مكملات ما قبل التمرين خيارًا غير مناسب لمن يعانون هذه الحالة.
تستخدم هذه العشبة التي تحمل الاسم St. John's Wort لعلاج القلق والاكتئاب، ولكنها قد تتفاعل بشكل خطير مع العديد من الأدوية، بما في ذلك بعض الأدوية المستخدمة خصوصًا لعلاج الصداع النصفي مثل التريبتانات.
هذا التفاعل يمكن أن يزيد خطر الإصابة بمتلازمة السيروتونين، وهي حالة طبية خطيرة تهدد الحياة. علاوة على ذلك، قد تسبب نبتة سانت جون آثارًا جانبية أخرى، مثل: زيادة الحساسية للضوء، والهلوسة، والانفعال، وهي أعراض شائعة بالفعل لدى مرضى الصداع النصفي، ما قد يزيد معاناتهم.
لهذه الأسباب، يجب تجنب استخدام نبتة سانت جون تمامًا إذا كنت تعاني نوبات صداع نصفي متكررة.
الكافيين منبه يؤثر في الجهاز العصبي، ورغم أنه قد يساعد أحيانًا على تخفيف نوبة الصداع النصفي الحادة عند استخدامه مع مسكنات الألم، فإن التغيرات المفاجئة في استهلاكه أو الإفراط فيه يمكن أن يؤدي إلى ظهور الصداع النصفي لدى البعض.
العديد من المكملات تحت اسم Caffeine-Containing Supplements المصممة لزيادة التركيز والطاقة والأداء الرياضي تحتوي على مصادر غنية بالكافيين مثل مستخلص الشاي الأخضر وحبوب البن.
ومن المهم لمرضى الصداع النصفي الحفاظ على استهلاكهم اليومي من الكافيين أقل من 200 ملليغرام، ويُنصح بتجنب أقراص الكافيين تحديدًا لتجنب خطر الإفراط أو أعراض الانسحاب التي قد تحفز النوبات.
يستخدم هذا المكمل الغذائي بشكل شائع لعلاج الاكتئاب ومشاكل النوم والصداع النصفي، حيث يساعد الجسم على إنتاج المزيد من السيروتونين، وهو ناقل عصبي ينظم هذه الحالات.
ومع ذلك، يجب على مرضى الصداع النصفي توخي الحذر عند استخدام مكمل يحمل الرمز 5-HTP، حيث إن العديد من أدوية الصداع النصفي تؤثر أيضًا في مستويات السيروتونين. والجمع بينها وهذه الأدوية قد يؤدي إلى متلازمة السيروتونين الخطيرة.
ومن الضروري استشارة الطبيب قبل تناول هذا المكمل الغذائي بالتزامن مع أدوية الصداع النصفي لضمان السلامة وتجنب أي تفاعلات دوائية ضارة.
المحليات الصناعية، مثل: الأسبارتام والسكرالوز شائعة الاستخدام في المكملات الغذائية الخالية من السكر، ومساحيق البروتين، والمساحيق الخضراء، ومنتجات ما قبل التمرين.
قد تكون هذه البدائل الخفية للسكر محفزات غير متوقعة للصداع النصفي لدى بعض الأشخاص. ويجب الابتعاد عن المكملات التي تحتوي على هذه المحليات ومراقبة استجابة الجسم لتقليل الأعراض المحتملة.
عند اختيار المكملات الغذائية لعالج مشكلة صحية ما، يجب أن يتم ذلك بعناية فائقة، ومن الضروري تجنب المكملات المذكورة سابقًا والتي تعمل على زيادة أثار وأعراض الصداع النصفي لديك.