تضرب اضطرابات الغدة الدرقية أجسام ملايين النساء حول العالم، باعتباره مرضا أكثر شيوعا لدى السيدات مقارنة بالرجال، مسببا مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك ما يتعلق باضطراب معدل ضربات القلب.
واضطرابات الغدة الدرقية مصطلح يطلق على المشاكل التي تصيب هذه الغدة، وهي عضو مهم في نظام الغدد الصماء، إذ تتحكم في الطريقة التي تستخدم بها كل خلية الطاقة، وهي العملية التي تسمى "التمثيل الغذائي".
ومن مهام الغدة الدرقية، وهي غدة صغيرة على شكل فراشة توجد في الرقبة أمام القصبة الهوائية مباشرة، إنتاج الهرمونات التي تؤثر في أشياء مهمة مثل معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم.
وتنقسم مشاكل الغدة الدرقية إلى نوعين، خمول الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية، وكلاهما أكثر شيوعا لدى النساء، ومن هم فوق الـ50 عاما.
وخمول الغدة الدرقية حالة لا تنتج فيها الغدة الدرقية ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية، وغالبًا ما تسمى هذه الحالة بـ"قصور الغدة الدرقية".
أما فرط نشاط الغدة الدرقية، المعروف أيضًا باسم "الانسمام الدرقي"، فتحدث عندما تنتج الغدة الدرقية الكثير من هرمونات الغدة الدرقية التي تسبب كثيرا من المشاكل الخطيرة وتحتاج إلى علاح.
ورغم أن نشاط الغدة الدرقية يؤثر في أي شخص، فإنه أكثر شيوعًا عند النساء بنحو 10 مرات أكثر من الرجال، ويحدث عادةً بين سن 20 و40 عامًا.
ذكر موقع Pennmedicine أن أبرز أعراض قصور الغدة الدرقية عند النساء في البداية يشمل:
- الإمساك
- الشعور بالبرد في الأجواء المعتدلة
- التعب
- فترات الحيض الثقيلة وغير المنتظمة
- آلام المفاصل أو العضلات
- الشحوب أو جفاف الجلد
- الحزن أو الاكتئاب
- الشعر أو الأظافر الرقيقة والهشة
- الضعف
- الزيادة في الوزن
بينما تتضمن الأعراض المتقدمة لقصور الغدة الدرقية عند النساء إذا لم تُعَالَج:
- تشوشا في حاستي التذوق والشم
- بحة في الصوت
- انتفاخ الوجه واليدين والقدمين
- الكلام البطيء
- سماكة الجلد
- ترقق الحاجبين
- انخفاض درجة حرارة الجسم
- بطء معدل ضربات القلب
ذكرت هيئة الخدمات الصحية بالمملكة المتحدة أن فرط نشاط الغدة الدرقية يسبب مجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك:
- العصبية والقلق
- تقلب المزاج
- صعوبة النوم
- التعب والضعف المستمر
- حساسية للحرارة
- تورم في الرقبة بسبب تضخم الغدة الدرقية
- معدل ضربات القلب غير منتظم أو خفقان
- الارتجاف
- فقدان الوزن
بالتأكيد، إذ ينصح الأطباء بضرورة علاج مشاكل قصور أو خمول الغدة الدرقية بمجرد اكتشافها وعدم تركها دون علاج؛ خوفا من حدوث مضاعفات خطيرة.
وذكر موقع "nhs.uk" أن مرضى قصور الغدة الدرقية يحتاجون غالبا إلى العلاج طوال عمرهم لعيش حياة طبيعية وصحية، محذرا من إهمال العلاج.
وأوضح أنه إذا لم يُعَالَج قصور الغدة الدرقية، فقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات، وتشمل:
- أمراض القلب
- تضخم الغدة الدرقية
- مشاكل الحمل
- غيبوبة الوذمة المخاطية (حالة تهدد الحياة)
عدد موقع Healthdirect أبرز أسباب أمراض الغدة الدرقية وهي:
- نقص اليود
- أمراض المناعة الذاتية، مثل مرض جريفز أو مرض هاشيموتو
- التهاب الغدة الدرقية
- الكتل غير السرطانية
- سرطان الغدة الدرقية
وذكر الموقع أن الحمل قد يتسبب في حدوث مشاكل الغدة الدرقية أو تفاقمها، محذرا من تركها دون علاج، حتى لا تسبب المشاكل الصحية التالية:
- الإجهاض
- الولادة المبكرة
- انخفاض الوزن عند الولادة
- مشاكل في نمو دماغ طفلك
من المهم أن يراجع أي شخص يشك في وجود أي من أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية أو خمول الغدة الدرقية الطبيب العام، إذ يتطلب الأمر في كلتا الحالتين فحص الغدة الدرقية مع إجراء الاختبارات المطلوبة.
ومن المتوقع أن يجري مقدم الرعاية الصحية فحصا بدنيا، وقد يجد في الغدة الدرقية مشكلة سوء فرط نشاط أو قصور، ومعها يطلب مجموعة من التحاليل والاختبارات للتأكد ووصف الأدوية المناسبة لعلاج الحالة.
وذكر موقع Clevelandclinic أن اختبارات تشخيص الغدة الدرقية تشمل:
- اختبارات الدم: هناك عدة أنواع من اختبارات دم الغدة الدرقية، بما في ذلك الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH)، وT3 وT4، والأجسام المضادة للغدة الدرقية.
- اختبارات التصوير: تساعد اختبارات التصوير، مثل الموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية، مقدم الخدمة على البحث عن الكتل أو تضخم الغدة الدرقية.
عند تشخيص أمراض الغدة الدرقية لدى النساء يسأل الطبيب المختص عن الأعراض والتاريخ الطبي مع إجراء الفحص البدني للتحقق مما إذا كانت متضخمة، أو إذا كانت هناك عقيدات ملحوظة.
وبعد فحص الغدة الدرقية، من المتوقع أن يطلب الطبيب المختص إجراء مجموعة اختبارات، وفقا لموقع Pennmedicine، وتشمل:
- اختبارات الدم: لقياس هرمونات الغدة الدرقية TSH وT4.
- اختبارات الغدة الدرقية المتخصصة: مثل الأجسام المضادة لبيروكسيداز الغدة الدرقية.
- اختبارات للتحقق من مستويات الكولسترول
- اختبار تعداد الدم الكامل (CBC)
- تحليل إنزيمات الكبد
- اختبار البرولاكتين
- تحليل صوديوم
- تحليل الكورتيزول
شرح موقع Womenshealth أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بأمراض الغدة الدرقية، إذ تصاب واحدة من كل 8 نساء بمشاكل الغدة الدرقية خلال حياتها؛ ما يسبب العديد من المشاكل الصحية من بينها اضطراب الدورة الشهرية.
وعدد الموقع مشاكل اضطراب الغدة الدرقية لدى النساء بما يلي:
- مشاكل في الدورة الشهرية: تساعد الغدة الدرقية على التحكم في الدورة الشهرية، لذا قد يؤدي وجود هرمون الغدة الدرقية الزائد أو القليل جدًا إلى جعل الدورة الشهرية خفيفة جدًا أو ثقيلة أو غير منتظمة، أو حتى يتسبب في وقفها لعدة أشهر وهي حالة تسمى انقطاع الطمث.
- مشاكل في الحمل: عندما يؤثر مرض الغدة الدرقية على الدورة الشهرية، فإنه يؤثر أيضًا على الإباضة، ما يجعل من الصعب عليك الحمل.
- مشاكل في أثناء الحمل: مشاكل الغدة الدرقية في أثناء الحمل يمكن أن تسبب مشاكل صحية للأم والطفل.
يطلب الطبيب المختص إجراء اختبارات وظائف الغدة الدرقية للتحقق من مستويات الهرمونات والأجسام المضادة في الدم، وعلى رأسها اختبار TSH.
وعدد موقع Goodrx الأنواع المختلفة لاختبارات الغدة الدرقية، وما تقيسه، والدور الذي تلعبه في صحة الغدة الدرقية لديك:
- اختبار TSH
أفضل طريقة لاختبار وظيفة الغدة الدرقية في البداية هي قياس مستوى TSH في عينة الدم، إذ يمكن أن تكون التغييرات في هرمون TSH بمثابة نظام إنذار مبكر، وغالبًا ما تحدث قبل أن يصبح المستوى الفعلي لهرمونات الغدة الدرقية في الجسم مرتفعًا جدًا أو منخفضًا جدًا.
TSH هو هرمون تنتجه الغدة النخامية الموجودة في الدماغ يحفز الغدة الدرقية على إنتاج الهرمونين الرئيسيين: هرمون الغدة الدرقية (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3).
قراءة تحليل الغدة الدرقية Tsh الطبيعي سهلة، إذ يشير ارتفاع مستوى هرمون TSH إلى أن الغدة الدرقية لديك لا تنتج ما يكفي من T3 أو T4، أما إذا كان لديك مستوى منخفض من هرمون TSH فقد يعني ذلك أن الغدة الدرقية لديك تنتج الكثير من T3 أو T4.
وإذا كان نطاق تحليل هرمون TSH: 0.4-4.5 ميلي وحدة دولية/مل، فيعد طبيعيا ومقبولا.
- اختبار T4
أحد الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية، ويساعد على تنظيم أشياء مثل مستوى الطاقة والمزاج ودرجة حرارة الجسم، ونطاقه المنضبط يكون 4.5-12.5 ميكروغرام/يوم.
- اختبار ثلاثي يودوثيرونين (T3)
T3 هو هرمون آخر تنتجه الغدة الدرقية يؤثر في عملية التمثيل الغذائي وصحة العظام والجهاز الهضمي، ونطاقه المنضبط 80-215 نانوجرام/ديسيلتر.
أوضح موقع Clevelandclinic أن علاج الغدة الدرقية يعتمد على نوع الحالة والسبب، لكن في كل الحالات الهدف منه هو إعادة مستويات هرمون الغدة الدرقية لديك إلى نطاق صحي.
إذا كنت تعانين فرط نشاط الغدة الدرقية، فتشمل خيارات العلاج ما يلي:
- الأدوية المضادة للغدة الدرقية (ميثيمازول وبروبيل ثيوراسيل): تمنع الغدة الدرقية من إنتاج الهرمونات.
- العلاج باليود المشع: يؤدي هذا العلاج إلى إتلاف خلايا الغدة الدرقية، ما يمنعها من إنتاج مستويات عالية من هرمون الغدة الدرقية.
- حاصرات بيتا: لا تؤثر هذه الأدوية على الغدة الدرقية، لكنها تساعد على إدارة بعض الأعراض، مثل سرعة ضربات القلب.
- الجراحة: للحصول على شكل أكثر استدامة من العلاج، قد يوصي الطبيب المختص بإزالة الغدة الدرقية جراحيًا (استئصال الغدة الدرقية)، ليمنعها من إنتاج الهرمونات.
- أدوية ليفوثيروكسين: إذا كنت تعانين قصور الغدة الدرقية، فإن خيار العلاج الرئيس هو تناول دواء بديل للغدة الدرقية، وهي طريقة اصطناعية لإعادة هرمونات الغدة الدرقية إلى جسمك، وأحد الأدوية التي يصفها مقدمو الخدمة عادة هو ليفوثيروكسين.
نصح موقع Healthline مريضات الغدة الدرقية باتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المغذية للمساعدة على تحسين الصحة العامة وتعزيز الحفاظ على وزن الجسم الصحي.
وأوضح: إضافة إلى ذلك، يساعد النظام الغذائي الغني بالعناصر الغذائية في تقليل مخاطر الحالات الصحية المرتبطة بقصور الغدة الدرقية، مثل أمراض القلب والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني.
وذكر أن النظام الغذائي الغني بالألياف يساعد على تقليل خطر الإمساك، وهو أحد الأعراض الشائعة لقصور الغدة الدرقية.
واستعرض أفضل الأطعمة المغذية والمناسبة لمريضات الغدة الدرقية وهي:
- الخضروات غير النشوية: الخرشوف، الكوسة، الهليون، الجزر، الفلفل، السبانخ، أو الفطر.
- الفواكه: التوت، التفاح، الخوخ، الكمثرى، العنب، الحمضيات، الأناناس، أو الموز.
- الخضروات النشوية: البطاطا الحلوة، البطاطس، البازلاء، أو القرع.
- اللحوم البيضاء والحمراء: الأسماك واللحوم والمحار والبيض والديك الرومي أو الدجاج.
- الدهون الصحية: زيت الزيتون، الأفوكادو، زيت الأفوكادو، زيت جوز الهند، جوز الهند غير المحلى، الزبادي كامل الدسم.
- الحبوب الخالية من الغلوتين: الأرز البني، الشوفان الملفوف، الكينوا، أو مكرونة الأرز البني.
- البذور والمكسرات وزبدة الجوز: اللوز، الكاجو، المكاديميا، بذور اليقطين، أو زبدة الفول السوداني الطبيعية.
- الفول والعدس: الحمص، أو الفاصولياء، أو العدس.
- بدائل الألبان: حليب جوز الهند، حليب الكاجو، زبادي جوز الهند، حليب اللوز، الزبادي غير المحلى.
- البهارات والأعشاب: البابريكا أو الزعفران أو الكركم، والريحان أو إكليل الجبل، والبهارات السالسا أو الخردل.
- المشروبات: الماء، الشاي غير المحلى، القهوة، أو الماء الفوار.
تتضمن قائمة المشروبات التي تقلل من نشاط الغدة الدرقية الكثير، لكن أبرزها:
- حليب الكركم: يعرف باسم "الحليب الذهبي" وله فوائد صحية عديدة وخصائص مضادة للالتهابات ومطهر.
- خل التفاح: يساعد على التحكم بشكل أفضل في السكر، ويعطي أيضًا شعورًا بالشبع لفترة أطول.
- اللبن: يعتبر مصدرًا للبروبيوتيك الذي يساعد على تحسين البكتيريا المعوية، ويقلل من الالتهاب الذي يسبب قصور الغدة الدرقية.
- عصير الخضار الورقية: مثل السبانخ الطازجة والقطيفة واللفت وأوراق الكزبرة والنعناع، له خصائص علاجية كونها غنية بالكلوروفيل.
- شاي الأعشاب: مثل أشواغاندا وشاتافاري تعمل على تحسين أداء الغدة الدرقية.
- ماء الخيار: يعمل على خفض مستويات الكوليسترول، وتحسين المناعة، والمساعدة على إزالة السموم من الجسم، وحماية البصر، وله خصائص مضادة للسرطان.
- عصير الكرفس: تتمتع هذه الخضروات منخفضة الصوديوم بعدد من المزايا الصحية، بما في ذلك تعزيز الهضم الصحي وتقليل الالتهاب وتعزيز وظائف الجسم.
قدم موقع Health عددا من النصائح لمريضات الغدرة الدرقية، أبرزها:
- إجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي ليصبح صحيا ومتوازنا.
- الاهتمام بتناول 4 إلى 5 حصص من الخضار و3 إلى 4 حصص من الفاكهة يوميًا.
- تناول الكثير من البروتينات الخالية من الدهون والأسماك الدهنية، مثل السلمون والرنجة والأنشوجة والماكريل.
- استخدام زيت الزيتون البكر الممتاز، وزيت الكانولا العضوي المضغوط، وزيت عباد الشمس، وزيت القرطم، وزيت جوز الهند، والمكسرات، وزبدة الجوز، والأفوكادو للحصول على دهون صحية.
- تجنب تناول الأطعمة المصنعة المليئة بالسكر والمواد الحافظة أو الأصباغ أو البدائل الخالية من الدهون والسكر.
- عدم تناول الخضروات الصليبية نيئة بجرعات عالية؛ لأنها تضر بالغدة الدرقية، مثل القرنبيط، والملفوف، واللفت، والكرنب، والجرجير، والبوك تشوي، وكرنب بروكسل.
- تناول اليود في شكل مكملات غذائية إذا لم تكن تحصل عليه بالقدر الكافي من الأطعمة.