في خضم الخلافات الزوجية، قد يبدو من الصعب وقف الجدال والتفكير بوضوح. ومع ذلك، تُعد القدرة على التوقف وأخذ استراحة قصيرة مهارة ضرورية ومؤثرة في تحسين العلاقة بين الشريكين.
تمنح هذه الفترات من الراحة فرصة للتهدئة، وإعادة التوازن العاطفي، ورؤية الأمور من منظور أوسع.
لكن كيف يمكن أن تُحدث الاستراحة فرقًا إيجابيًا؟ وما الأساليب التي تجعلها أداة فعّالة لتحسين العلاقات بدلًا من تعميق الخلاف؟
تقدم الدكتورة كيري لوزينيان، مؤسسة مركز نورثامبتون للعلاج الزوجي، رؤية شاملة حول هذا الموضوع، كما كتبته لموقع Gottman المختص بالعلاقات والأسرة.
وتؤكد الدكتورة كيري، أن التوقيت هو مفتاح نجاح أي استراحة، وطرح الأسئلة التالي وهي:
التوقيت هو كل شيء. لا يعني ذلك إسكات شريكك أو إنهاء الحوار قبل الأوان، بل يتطلب الصبر والقدرة على تحمل النقاش حتى عندما يقال ما لا توافق عليه. الاستماع بطريقة غير دفاعية، والبحث عن النقاط المنطقية في حديث شريكك، وتقديم الطمأنينة يمكن أن يخفف حدة النقاش.
الإشارات غير اللفظية، مثل هز الرأس والحفاظ على التواصل البصري، تعزز فرصة إجراء محادثة مثمرة.
ولكن إذا شعرت أن الأمور تخرج عن السيطرة، فمن المهم أن تدرك أن الوقت مناسب للتوقف.
عندما تكون غارقًا في الانفعالات، خذ نفسًا عميقًا وأخبر شريكك بلطف أنك بحاجة إلى استراحة قصيرة للتهدئة واستعادة السيطرة على مشاعرك.
ما تقوم به خلال فترة الاستراحة يحدد ما إذا كانت مفيدة أم لا. والكثير يقع في أخطاء شائعة في أثناء استراحة الصراع.
قد تشعر بمزيج من العواطف، مثل الشعور بالتخلي أو الحماية الذاتية المفرطة. هذه المشاعر قد تمنعك من إعادة الاتصال بشريكك.
لذا، من الضروري أن تمنع الأفكار السلبية تجاه شريكك من السيطرة عليك. حاول أن ترى الأمور من زاوية أوسع، وأدرك أن لكل صراع وجهتي نظر، وكلاهما قد يكون صحيحًا.
ابتعد عن التعبير عن غضبك للآخرين أو حتى لنفسك. بدلًا من ذلك، وجه انتباهك إلى أنشطة تساعدك على التهدئة، مثل المشي، أو ترتيب الملابس، أو أي نشاط يشغل عقلك بعيدًا عن الصراع.
إذا شعرت بالغضب يعود إليك، حاول التفكير بوعي بأن الحل لا يتعلق بمن هو على حق، بل بكيفية تجاوز المشكلة.
بعد انتهاء الاستراحة، تأتي الخطوة الأهم: العودة إلى الحوار بطريقة بناءة. لا يمكن لفترات الاستراحة أن تستمر طويلًا، فهي تهدف إلى تهدئة الأعصاب، وليس إلى الابتعاد الدائم.
إذا استمرت لفترة طويلة، قد تتحول إلى صمت مطول يضر العلاقة.
توصي الدكتورة كيري، بأن تستغرق الاستراحة 20 دقيقة على الأقل، وهو الوقت اللازم ليهدأ الجسم فسيولوجيًا. ولكن، لا تدعها تمتد ليوم كامل، حيث يمكن أن تؤدي إلى تعزيز المشاعر السلبية.
وإذا شعرت أن الوقت المنفصل يتحول إلى ساحة معركة صامتة، تجنب التركيز على من يجب أن يبادر إلى الصلح. بدلًا من ذلك، اعمل على إعادة التواصل في أقرب وقت ممكن.
ختامًا، إن تعلم كيفية البقاء هادئًا في مواجهة التوتر ليس سهلًا، ولكنه مهارة يمكن تطويرها بمرور الوقت.
وباستخدام تقنية الاستراحة، يمكنك تحويل الصراع إلى فرصة لتعزيز التواصل والتفاهم مع شريكك. تذكر أن الحب الذكي هو ما يجعلك أقرب وأكثر ارتباطًا حتى في أوقات الصراع.