في عالمنا المعاصر، حيث باتت الفردية والتعبير عن الذات قيمًا أساسية، يبرز تساؤل جوهري حول تأثير هذا التركيز المفرط على الشخصية داخل العلاقات الإنسانية.
إذ أصبح البعض يرى في تمسكهم بهويتهم وسعيهم لعيش حقيقتهم المطلقة مبررًا لعدم التنازل أو التكيف مع الآخر، حتى في أدق تفاصيل الحياة المشتركة.
مما يثير القلق أن هذا النهج، رغم ما يحمله من نوايا إيجابية كتعزيز الثقة بالنفس، قد يؤدي إلى تآكل الروابط العاطفية، حيث يُنظر إلى أي خلاف أو اختلاف على أنه تهديد للشخص نفسه بدلاً من فرصة للتفاهم والنمو المشترك.
عالمة النفس الدكتورة إستر بيريل أعربت في مقال نشرته على موقع therapyroute، عن قلقها بشأن تأثير التركيز المتزايد على الذات، حيث تساءلت عما إذا كان هذا يهدد صحة العلاقات.
مؤكدة أن الأنانية غالبًا تكون غير مقصودة، حيث ينغمس الأفراد في احتياجاتهم ومشاعرهم لدرجة قد تجعلهم يغفلون عن تأثير أفعالهم على الآخرين.
الأنانية غالبًا تكون غير مقصودة، حيث ينغمس الأفراد في احتياجاتهم ومشاعرهم لدرجة قد تجعلهم يغفلون عن تأثير أفعالهم على الآخرين، وهناك علامات وفق الدكتورة إستر وهي:
الأشخاص الأنانيون غالبًا يفتقرون إلى الانسجام العاطفي أثناء التواصل مع الآخرين، حيث يظهر نقص التعاطف من خلال عدم تقدير مشاعر الآخر أو التقليل من معاناته.
تتمثل الأنانية في التركيز المفرط على المصالح الذاتية واتخاذ قرارات تخدم الفرد دون اعتبار لاحتياجات الآخرين أو آرائهم.
رغم أهمية الوعي الذاتي للنمو الشخصي، فإن الإفراط فيه قد يؤدي إلى التركيز المفرط على الذات، مما يعزز النزعات الأنانية، ويضعف الروابط الاجتماعية.
التعاطف مهارة أساسية تُميز العلاقات الصحية، حيث يعكس القدرة على فهم الآخرين واحترام وجهات نظرهم، وهو ما ينبغي أن يسعى إليه الأفراد الناضجون.
وختاما، فإن الأنانية قد تعوق العلاقات الصحية، لكن تعزيز التعاطف والتوازن في الوعي الذاتي يمكن أن يساهم في بناء علاقات أكثر استقرارًا وعمقًا. وتنصح الدكتورة إستر بيريل، بالعلاج الإرشادي الذي يوفر مساحة آمنة لاستكشاف هذه الأنماط وتطوير قدر أعظم من التعاطف والقبول، مما يعزز العلاقات الصحية.