ليست كل علاقة مضطربة تحمل الصفة "السامة"، لكن العلاقات السامة تحديدا تمتلك قدرة خفية على التسلل إلى حياتنا والتأثير علينا ببطء، دون أن ندرك مدى خطورتها إلا بعد أن نُرهق نفسيا وعاطفيا.
والأسوأ أن بعض هذه العلاقات لا تُظهر سمّيتها بوضوح من البداية، بل تختبئ خلف كلمات لطيفة وتصرفات تبدو، في الظاهر، عادية أو حتى محبّة.
إليك أبرز العلامات الخفية التي قد تشير إلى وجود علاقة سامة، سواء كانت مع شريك، صديقة، أو حتى أحد أفراد العائلة:
في العلاقات السامة، يُستخدم الشعور بالذنب كسلاح صامت. قد تجدين نفسك تعتذرين باستمرار، أو تشعرين أنك دائما المخطئة، حتى عندما لا يكون هناك خطأ فعلي. الشريك السام يعرف كيف يجعلك تراجعين قراراتك ومواقفك، وتلومين نفسك على كل خلاف.
ربما تسمعين عبارات مدح مثل: "أنتِ ذكية... لو فقط كنتِ أكثر هدوءا"، أو "أحبك... بس لو ما بتجادلي كثير". هذه العبارات ليست مجاملات حقيقية، بل أدوات للسيطرة، تُمرّر من خلالها رسائل تقليل أو لوم، مغلفة بلغة ناعمة.
إذا كان الشريك يسخر منكِ أمام الآخرين أو يستهزئ بمظهرك أو آرائك تحت ذريعة "الدعابة"، فهذه علامة مقلقة. الانتقاص من شخصيتك، حتى لو بدا ظاهريا كنوع من المزاح، يؤذي ثقتك بنفسك على المدى البعيد.
بعد كل تواصل أو لقاء، تشعرين بالإرهاق بدلا من الشعور بالراحة؟ العلاقات السامة تستنزفك عاطفيا، وقد لا تدركين ذلك إلا من خلال هذه العلامة الجسدية الواضحة: التعب النفسي بعد التفاعل مع هذا الشخص.
قد لا يصدر أمرا صريحا، لكنّه يجعل قراراتك صعبة: يسخر من أصدقائك، يقلل من قيمة عملك، يشكك باختياراتك... حتى تصبحي مترددة في التصرف إلا بعد أخذ رأيه، وإن لم يطلب ذلك بوضوح، وهو علامة واضحة على الرغبة بالتحكم في العلاقة.
إذا أصبحتِ تفكرين كثيرا قبل مشاركة رأيك أو مشاعرك خوفا من الغضب أو التجاهل أو العقاب العاطفي، فهذه بيئة غير آمنة. العلاقة السليمة تُبنى على الأمان والقبول، لا على الخوف والتحفظ.
الشخص السام غالبا ما يتقن دور الضحية. كل نقاش يتحول إلى محاكمة لك، وكل انتقاد يصبح سببا لانهياره العاطفي. بهذه الطريقة، يتم عكس الأدوار، فتشعرين أنكِ المخطئة في كل مرة تحاولين فيها الدفاع عن نفسك.
لأنها لا تبدأ بالصراخ أو الإهانة. بل تبدأ بكلمات جميلة، ووعود، وربما اهتمام زائد. السمّية لا تكون دائما علنية، بل تنمو بصمت، حتى تصبح عادة يصعب الخروج منها.
العلامات الخفية للعلاقات السامة لا تظهر فجأة، لكنها تتسلل إلى تفاصيلك اليومية، لتسرق راحتك وثقتك بنفسك. والانتباه لها هو الخطوة الأولى في طريق التحرر من علاقة قد تدمّرك بصمت.
اختاري دائما العلاقات التي تُنميكِ، لا التي تُنهككِ؛ لأن الحب لا يُفترض أن يُشعركِ بالخوف أو الإرهاق... بل بالراحة والأمان.