هناك فرق عميق بين أن نحب الشخص لذاته، وبين أن نحب الشعور الذي يمنحنا إياه. كثيرون يخلطون بين الحالتين، ويقعون في وهم الحب، بينما هم في الحقيقة يلهثون خلف الراحة أو الأمان أو الإعجاب بأنفسهم من خلال الآخر.
أحد الحكماء قال ذات مرة: "تقول إنك تحب السمكة، ومع ذلك تصطادها، وتقتلها، ثم تطهوها وتأكلها. لو كنتَ حقاً تحبها، لما آذيتها." هذا المثال البسيط يلخص بعمق شكلاً شائعاً من الحب الأناني الذي نراه في كثير من العلاقات: حب قائم على الأخذ، لا على العطاء. على الاحتياج، لا على التقدير. على التملك، لا على الشراكة.
في الحب الحقيقي، نحرص على مشاعر الطرف الآخر كما نحرص على أنفسنا. نحترمه في حضوره وغيابه، نراعي ظروفه، نُقدّر تعبه، ونُصغي لما لا يُقال بقدر ما نسمع ما يُقال. أما في حب "السمكة"، فنأخذ منه ما نريد: اهتمامه، دعمه، وجوده… ثم نُعرض عنه إن لم يخدم شعورنا اللحظي بالرضا.
فكيف تعرفين إن كنتِ في علاقة حب حقيقية، أم أن ما بينكما ليس إلا انعكاساً لرغبات متبادلة لا تصمد أمام العطاء الخالص؟
إليك أبرز العلامات التي تُظهر أن الشريك أناني في الحب:
الحب الحقيقي لا يركز فقط على ما يمنحه الشريك، بل على من هو هذا الشريك في جوهره. هو مشاعر ناضجة تقوم على:
اطرحي على نفسك هذه الأسئلة:
إن معرفة الفرق بين الحب الحقيقي والحب المشروط ضرورة لأي امرأة تبحث عن علاقة صحية ومتزنة. فليس كل من قال "أحبك" يعنيها فعلاً.
الحب لا يُقاس بالكلمات وحدها، بل بالفعل، بالاحترام، بالاحتواء، وبالقدرة على البقاء حتى حين لا يكون كل شيء مثالياً.
وفي المقابل، من المهم أيضاً أن نراجع أنفسنا: هل نحب شركاءنا بصدق؟ أم نحب الدور الذي يلعبونه في حياتنا؟ هل نتقبلهم بضعفهم، أم نحب فقط نسختهم القوية؟
الحب الناضج لا يُشبه حب "السمكة". هو حب لا يؤذي، لا يستهلك، ولا يتغير بحسب الفائدة. هو حب يرى الإنسان فينا، ويعترف به، ويختاره كل يوم.