header-banner
علاقات

3 خطوات لتفادي أذى الأقارب واستعادة السلام الداخلي

علاقات
إيمان بونقطة
9 أبريل 2025,6:00 ص

في أروقة مواقع التواصل الاجتماعي، لا تغيب القصص التي تحكي عن جراحٍ صنعتها أيدٍ من المفترض أنها الأقرب إلينا. أقارب، إخوة، آباء أو أبناء، يَظهرون في حياتنا لا كملاذ، بل كمصدر دائم للخذلان، وكأننا نسير على جسر من الأمل المهتز لا ينتهي إلا بسقوط جديد.

كيف يمكننا التعامل مع أفراد من العائلة يستنزفون طاقتنا العاطفية، دون أن نشعر بالذنب أو الندم؟

طرحت الكاتبة والمتخصصة في الصحة النفسية ديان سولومون في مقال لها على موقع Psychology Today تساؤلاً جوهرياً: هل يمكن الانفصال العاطفي عن أفراد العائلة بشكل صحي؟ والجواب، وفقاً لها، ليس فقط "نعم"، بل "قد يكون ضرورياً".

تبدأ القصة غالباً بمحاولة نثبت من خلالها أننا نحب هذا الشخص رغم كل شيء، فنخطط لاحتفال مبهر، أو نقدم هدية ثمينة، أو نظهر حرصاً شديداً على مشاعره. ولكن النتيجة لا تكون كما نتمنى. فبدلاً من الامتنان، قد نتلقى انتقاداً لاذعاً أو تجاهلاً متعمداً.

هذا السيناريو المألوف يعكس ديناميكية مزمنة من طرف واحد. فالمشكلة، كما توضح سولومون، لا تكمن في قلة العطاء، بل في التوقعات العالية من شخص غير قادر أصلاً على التبادل العاطفي. وهنا تبدأ أولى خطوات الانفصال الصحي: التوقف عن تعريض النفس للمزيد من الألم.

3 خطوات للانفصال العاطفي دون شعور بالذنب

26e9d9a5-873a-444b-a644-998208706ddf

إليك أبرز الخطوات للانفصال العاطفي مع الأقارب المؤذيين وفق الأخصائية دايان:

أوقف الرهان العاطفي

عبارات مثل: "ربما إذا فعلت كذا، سيحبني أخيراً" تُعد فخاً خطيراً. فالشخص الذي لم يُظهر يوماً تقديراً لما تقدمه، لن يستيقظ فجأة على وعي جديد. التوقعات المرتفعة تُنتج خيبات أكبر. خفض سقف التوقعات ليس تشاؤماً، بل وقاية للنفس من تكرار الجرح.

ابحث عن التقدير في مكان آخر

الاعتراف بقيمتك لا يجب أن يأتي حصراً من ذلك الفرد الصعب. ابحث عن الأصدقاء، الزملاء أو أفراد العائلة الداعمين. العلاقات الصحية تعطيك شعوراً بالأمان والتقدير دون مقابل باهظ.

لا تخجل من مشاعرك الغاضبة

في مجتمعاتنا، يُنظر إلى الغضب من الأقارب وكأنه خيانة. ولكن الغضب، إن أُحسن فهمه، قد يكون بوابة للشفاء. لا بأس أن تشعر بالاستياء، أو حتى بالرغبة في الابتعاد. ولا بأس أيضاً إن غفرت، ولكن لأجل راحة بالك، لا لإرضاء من لا يُقدّرك.

أخبار ذات صلة

4 خطوات عملية للتغلب على الخجل

بين الاتصال والقطع

بعد هذه الخطوات، قد تقرر أن العلاقة ستبقى في حدود رسالة معايدة سنوية، أو لقاء رسمي في المناسبات العائلية فقط. وقد تجد أن القطيعة التامة هي الخيار الأنسب. لكنك أيضاً قد تدرك أنك أصبحت أكثر توازناً، وقادراً على التواصل مع هذا الشخص دون أن تنتظر شيئاً، فقط لأنك تريد حضور مناسبة معينة أو لقاء أحبائك الآخرين.

المهم هنا هو أن تكون علاقتك مع ذاتك أولاً سليمة. أن تدرك أنك تستحق الحب غير المشروط، والقبول دون اختبار مستمر. الانفصال العاطفي لا يعني القسوة، بل الحفاظ على كرامتك وصحتك النفسية.


كثيرون يمرّون بما تمر به. لست وحدك في هذا الطريق المربك. ابحث عن العلاقات التي تمنحك طمأنينة، وتحلَّ عن تلك التي تجعلك تشك في ذاتك؛ لأن السلام الداخلي لا يأتي مِن "مَن نُجبر على حبهم"، بل من "مَن نختار أن نحبهم بطمأنينة".

أخبار ذات صلة

بهذه الطريقة تكون لطيفًا مع الحفاظ على حدودك

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo