لا يمكن لأحد أن يمر في حياته دون أن يشعر بالندم على قرار اتخذه أو فرصة لم يغتنمها.
ومع ذلك، فإن الانغماس في التفكير المستمر حول هذه الأمور قد يصبح عبئًا نفسيًا يؤثر على سعادتنا وراحتنا، فما الحل؟
إليك خطوات للتعامل مع الندم بطريقتين مختلفتين وفقًا لنوعه.
كثيرًا ما نتساءل عن "ماذا لو؟"، معتقدين أن عدم اتخاذ قرار معين هو السبب وراء نقص السعادة في حياتنا.
ولكن الحقيقة أن السعادة المطلقة أمر نادر التحقيق، ولا يمكننا أن نضمن أن الطريق الذي لم نسلكه كان سيجلب لنا السعادة التي نتخيلها.
تذكري أن الحياة مليئة بالمفاجآت، وليس كل شيء يمضي كما هو مخطط له. ربما لو أخذتِ ذلك القرار أو حققتِ ذلك الحلم، لواجهتِ تحديات أو خيبات أمل لم تكن في الحسبان.
بدلًا من العيش في ظل تلك الأحلام، حاولي التركيز على حياتك الحالية وابحثي عن طرق لتحسينها.
ابدئي بتحديد الأشياء الصغيرة التي تشعرين بأنها تحتاج إلى تغيير في حياتك اليومية. مثلًا، إذا كنتِ تشعرين بالوحدة، تواصلي مع صديقة قديمة. إذا كنتِ تشعرين بالملل، جربي هواية جديدة أو وصفات مبتكرة. التغييرات الصغيرة قد تبدو بسيطة، لكنها تصنع فرقًا كبيرًا على المدى الطويل.
هذا النوع من الندم غالبًا ما يكون مصحوبًا بشعور بالذنب. ورغم أن الشعور بالذنب قد يكون مفيدًا أحيانًا لأنه يدفعنا للتعلم من أخطائنا، إلا أنه يصبح عبئًا عندما يعيق تقدمنا.
للتعامل مع هذا النوع من الندم، ابدئي أولًا بمسامحة نفسك. الخطأ جزء من الطبيعة البشرية، وما دمتِ قد تعلمتِ من التجربة، فقد حان الوقت للمضي قدمًا. فكري بهدوء في سبب شعورك بالندم: هل كان قرارًا اتخذته تحت تأثير الغضب؟ أم أنكِ كنتِ تسعين لتحقيق شيء دون مراعاة مشاعر الآخرين؟ حددي السبب بوضوح لتتمكني من تجاوزه.
بعد أن تتعرفي على السبب، اتخذي قرارًا بالعمل على تحسين تصرفاتك في المستقبل. إذا تكرر نفس الموقف، كوني أكثر وعيًا وحاولي التصرف بطريقة مختلفة. لكن تذكري دائمًا: الشعور بالندم دون اتخاذ خطوات لتحسين الذات لن يساعدكِ على التقدم.
التمسك بالماضي لن يجلب لكِ سوى الحزن والغضب. عيشي اللحظة الحالية وركزي على ما يمكنك تحقيقه الآن. الحياة قصيرة جدًا لتضيعيها في اجترار الذكريات أو لوم النفس. سامحي نفسكِ، تعلّمي من تجربتك، وامضي قدمًا بثقة.
وأخيرًا، الندم ليس نهاية الطريق بل فرصة للنمو الشخصي. سواء كان شعورك مرتبطًا بأحلام لم تتحقق أم أفعال ندمتِ عليها، فإن الحل يكمن في إدراك ما حدث، والعمل على تحسين الحاضر، والاستمتاع باللحظة.