طفل التوحد

تأثير وجود طفل مصاب بالتوحد على أشقائه

أمومة
إيمان بونقطة
1 فبراير 2025,11:29 ص

لطالما كان وجود أشقاء في العائلة مصدرًا للدعم والتعلم المشترك، ولكن عندما يكون أحد الأطفال مصابًا بالتوحد، فإن ذلك يخلق تحديات إضافية قد تؤثر في الإخوة غير المصابين، سواء على المستوى النفسي أو الاجتماعي.

فقد أظهرت بعض الدراسات أن الأشقاء غير المصابين بالتوحد قد يعانون من مستويات أعلى من التوتر والقلق، إضافة إلى مشاعر العزلة أو الإحباط.

لذا، من الضروري أن نبحث في تأثير هذه الديناميكية الأسرية، ونستكشف أفضل الطرق لدعم هؤلاء الأشقاء.

التحديات التي يواجهها الأشقاء غير المصابين بالتوحد

494353ee-ed43-424e-b679-8e197825ab17

يواجه إخوة الطفل المصاب بالتوحد العديد من التحديات التي على الأم أخذها بعين الاعتبار:

1. التغيرات في ديناميكية الأسرة

يؤثر التوحد مباشرة في إيقاع الحياة الأسرية، إذ تحتاج رعاية الطفل المصاب إلى جهد ووقت إضافيين من الأهل.

في بعض الحالات، قد يشعر الأشقاء غير المصابين بأنهم مهملون، أو أن احتياجاتهم العاطفية تأتي في المرتبة الثانية بعد احتياجات شقيقهم المصاب.

كما أن بعض العائلات قد تواجه توترًا داخليًا بسبب الإجهاد الناتج عن متطلبات الرعاية اليومية، ما يخلق بيئة أسرية غير مستقرة.

2. الشعور بالحرج الاجتماعي

التفاعل مع الأقران يمكن أن يكون محط قلق بالنسبة للأشقاء غير المصابين، إذ قد يواجهون مواقف محرجة بسبب تصرفات أخيهم المصاب بالتوحد في الأماكن العامة.

بعض الأطفال يجدون صعوبة في التفسير للآخرين سبب اختلاف سلوك شقيقهم، ما قد يؤدي إلى شعورهم بالانعزال أو الإحراج، خاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة.

أخبار ذات صلة

دليلك للتعامل مع طفل التوحد يوما بيوم مع فاتن مرعشلي

3. المسؤوليات الإضافية

في كثير من الأحيان، يُتوقع من الأشقاء غير المصابين أن يتحملوا مسؤوليات إضافية، مثل العناية بشقيقهم المصاب أو مساعدته في أداء بعض المهام اليومية.

قد يكون ذلك مفيدًا في تطوير حس المسؤولية لديهم، ولكنه قد يشكل أيضًا عبئًا عاطفيًا كبيرًا، خاصة إذا لم يُقَدَّم الدعم الكافي لهم.

4. القلق حول المستقبل

مع تقدم العمر، قد يبدأ الأشقاء غير المصابين في التفكير حول مستقبل شقيقهم المصاب، خاصة إذا كان مستوى احتياجه للدعم عاليًا.

فقد يشعرون بالخوف عليه أو القلق بشأن ما سيحدث في حياته، ما يضيف طبقة أخرى من الضغط النفسي.

25bf8499-f29e-4199-a3ff-23ab9afeb87a

كيف يمكن دعم الأشقاء غير المصابين بالتوحد؟

على الرغم من صعوبة الموازنة بين طفل التوحد وباقي الأطفال، فإن هناك نقاطاً أساسية يمكنها مساعدتهم على التعايش:

1. توفير مساحة للتعبير عن المشاعر

من المهم منح الأشقاء غير المصابين الفرصة للتحدث عن مشاعرهم، سواء كانت مشاعر حب واهتمام تجاه شقيقهم المصاب، أو مشاعر إحباط وقلق.

يمكن أن يكون ذلك من خلال الحديث المفتوح داخل الأسرة، أو من خلال الاستعانة باختصاصي نفسي يساعدهم في فهم مشاعرهم والتعامل معها بشكل صحي.

2. تخصيص وقت فردي لكل طفل

على الرغم من انشغال الأهل برعاية الطفل المصاب بالتوحد، فإن تخصيص وقت خاص لكل طفل في العائلة يساعد على تعزيز الترابط الأسري، ويمنع الشعور بالإهمال.

يمكن أن يكون ذلك من خلال أنشطة بسيطة مثل الخروج في نزهة، أو قراءة قصة قبل النوم، أو ممارسة نشاط يفضله الطفل.

3. تثقيف الأشقاء حول التوحد

كلما زاد فهم الأشقاء غير المصابين لطبيعة التوحد، أصبح من الأسهل عليهم التعامل مع شقيقهم المصاب.

يمكن للأهل استخدام كتب مبسطة أو مقاطع فيديو تعليمية لشرح كيفية تأثير التوحد على التواصل والسلوكيات، ما يعزز مشاعر التعاطف والفهم بينهم.

ecd280c5-eb45-4bcc-8bb1-39d14848981e

4. تعزيز العلاقات الإيجابية بين الأشقاء

تشجيع الأشقاء على قضاء وقت ممتع معًا من خلال أنشطة مشتركة يمكن أن يسهم في تقوية العلاقة بينهم.

قد يكون ذلك من خلال اللعب، أو مشاهدة فيلم مفضل، أو ممارسة رياضة يحبونها جميعًا. هذه اللحظات الإيجابية تساعد في بناء ذكريات جميلة وتخفف من التوتر بينهم.

5. توفير دعم خارجي

الانضمام إلى مجموعات دعم مخصصة لأشقاء الأطفال المصابين بالتوحد قد يكون له تأثير إيجابي كبير. مثل هذه المجموعات توفر بيئة آمنة للأشقاء لمشاركة تجاربهم، والحصول على نصائح عملية من أطفال آخرين يمرون بتجارب مشابهة.


في الختام، إن تربية طفل مصاب بالتوحد هي تجربة مليئة بالتحديات، ليس فقط للوالدين، ولكن أيضًا للأشقاء غير المصابين. لذا، من الضروري الاعتراف بمشاعر هؤلاء الأشقاء وتقديم الدعم المناسب لهم، حتى يتمكنوا من بناء علاقات صحية ومتينة داخل أسرهم. 

أخبار ذات صلة

كل ما تودين معرفته عن التوحد.. الأعراض الأسباب وطرق التعامل

 

google-banner
foochia-logo