طفل التوحد

كل ما تودين معرفته عن التوحد.. الأعراض الأسباب وطرق التعامل

صحة ورشاقة
إيمان بونقطة
16 أكتوبر 2024,6:00 ص

إن لحظة اكتشاف أن طفلك مشخص بالتوحد ليست سهلة، هي لحظات مربكة وصادمة للكثيرين، فربما تشعر الأم بأن طفلها ليس كباقي الأطفال، لكن مع ذلك لن تتمكن من الهروب من الشعور المربك الذي يصاحب الأفكار والأسئلة المتزاحمة حول التوحد.

ورغم الحب العميق الذي يكنه الآباء لأبنائهم، فإن مشاعر الحزن والغضب والخوف قد تتسلل إلى قلوبهم، ويبدأ وابل من التساؤلات حول إمكانية توفير الاهتمام الخاص الذي يتطلبه الطفل.

bee85895-4b95-4f80-9e2d-cb64fb220d19

تشخيص الإصابة بالتوحد

بداية، يجب أن يدرك الآباء أن التوحد ليس حالة نادرة؛ إذ يُقدر أن 1 من كل 54 طفلًا يتم تشخيصه بهذا الاضطراب. لقد ساهمت التدخلات والعلاج المبكر في تحسين حياة العديد من الأطفال المصابين بالتوحد؛ ما يمكنهم من الحصول على حياة مليئة بالمعنى والإنجازات.

كما أن هناك منظمات داعمة ومجموعات مساعدة ومحترفين في مجال الصحة النفسية وأحباء مستعدون لدعمك ودعم طفلك.

أخبار ذات صلة

10 نصائح لاختيار حضانة مثالية لطفلك

 

أنواع اضطراب طيف التوحد 

في السابق، كان يُشخص التوحد استنادًا إلى أربعة أنواع فرعية، أما الآن فتُقسم إلى ثلاثة مستويات حسب موقع الطبي:

المستوى الأول (التوحد الخفيف)

الطفل قادر على استخدام عبارات كاملة، لكنه يواجه صعوبات في تبادل الحديث وفهم الإشارات ولغة الجسد.


المستوى الثاني (التوحد المتوسط)

يتواصل الطفل بعبارات بسيطة ويظهر سلوكيات متكررة؛ ما يتطلب رعاية ودعمًا كبيرين.


المستوى الثالث (التوحد الشديد)

يحتاج الطفل إلى رعاية شاملة، إذ يعاني من صعوبات كبيرة في التواصل، ولا يستطيع التحدث بوضوح، وتكون الأعراض السلوكية أكثر حدة.

a0f90041-465c-4ca2-b14d-146dddb60633

 

أسباب التوحد

بحسب موقع الطبي، لم تُحدد أسباب التوحد بدقة حتى الآن، لكن يُعتقد أنه يرتبط بمشكلات في أجزاء من الدماغ المسؤولة عن معالجة المدخلات الحسية. هناك عدة عوامل قد ترفع من خطر الإصابة به، منها:

الجنس

يُظهر الذكور معدلات إصابة أعلى بالتوحد، حيث يفوق معدل إصابتهم الإناث بأربع مرات.

التاريخ العائلي

وجود أفراد من العائلة مصابين بالتوحد قد يزيد من احتمالية الإصابة لدى الأطفال.

عمر الأبوين

كلما تقدم عمر الأب أو الأم عند إنجاب الطفل، زاد خطر الإصابة بالتوحد.

العوامل الصحية أثناء الحمل

استخدام بعض الأدوية، أو التعرض لمواد كيميائية، أو إصابة الأم ببعض الأمراض مثل السكري والسمنة أو العدوى الفيروسية، قد تكون عوامل خطر.

وزن الطفل عند الولادة

الأطفال ذوو الوزن المنخفض عند الولادة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة.

الطفرات الجينية

بعض الطفرات الوراثية قد تسهم في زيادة خطر الإصابة.

متلازمة كروموسوم إكس الهش

تُعتبر إحدى الحالات المرتبطة بالتوحد.

التعرض للسموم البيئية

التعرض لمستويات مرتفعة من المعادن الثقيلة والسموم البيئية يمكن أن يلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة.

1152e4e9-a3e0-42cc-9895-857cb27eec4d

الخطوات الأولى بعد التشخيص

عند تلقي التشخيص، يُعتبر التوجه إلى الأطباء المتخصصين واستكشاف خيارات العلاج أمرًا بالغ الأهمية. يشمل ذلك العلاج السلوكي، وعلاج النطق، والعلاج المهني.

يُنصح أيضًا بالبحث عن مجموعات دعم محلية، حيث يمكن للآباء التفاعل مع من يمرون بتجارب مشابهة، ومشاركة المشاعر والموارد.

تسجيل المواعيد الطبية وتوثيق مراحل تطور الطفل يمكن أن يساعد الوالدين في رسم صورة أوضح عن احتياجات طفلهم. كما يُعتبر التواصل مع الطفل عن طريق القراءة ومشاهدة الفيديوهات التعليمية أمرًا مهمًا، حتى لو بدا أن الطفل لا يهتم.

ومن الضروري أيضًا أن يخصص الآباء وقتًا للاعتناء بأنفسهم؛ لأن الراحة النفسية تساهم في تعزيز القدرة على مواجهة التحديات.

التعامل مع الضغوط النفسية

تربية طفل مصاب بالتوحد قد تكون مصدراً للتوتر الشديد. قد يعاني الآباء من مشاعر الحزن والغضب والقلق، ويرجع ذلك إلى تصرفات الطفل مثل نوبات الغضب أو صعوبات التواصل.

لذا، من المهم أن يتواصل الآباء مع عائلاتهم وأصدقائهم للحصول على الدعم. كما يُنصح بالبحث عن مجموعات الدعم التي توفر فهمًا ومعلومات قيمة.

a437946b-7db3-40ff-ae0b-cc93a4c5cab9

تعليم المهارات الاجتماعية

يتوق كل والد لرؤية طفله يتفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين. يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على اكتساب الثقة من خلال توضيح السلوكيات الاجتماعية، ودعمهم في فهم الإيماءات والتعابير الوجهية.

يمكن أيضًا تنظيم مواعيد للعب مع أطفال آخرين؛ ما يتيح للطفل ممارسة المهارات الاجتماعية في بيئة آمنة.

التحدث عن التوحد

من المهم أن يتحدث الآباء مع أطفالهم عن التوحد بطريقة منفتحة وإيجابية. يمكن أن تساعد هذه المناقشات الطفل في فهم حالته بشكل أفضل؛ ما يعزز ثقته بنفسه.

ينبغي للآباء أيضًا أن يسلطوا الضوء على نقاط القوة لدى الطفل، مثل موهبته في الرسم أو الرياضيات؛ ما يساعده في تقبل نفسه.

مواجهة مشاعر الذنب

يعاني العديد من الآباء من مشاعر الذنب، خاصةً بسبب الاعتقادات القديمة التي تربط التوحد بأساليب التربية. يجب على الآباء أن يتذكروا أن التوحد ليس نتيجة أسلوبهم في التربية، بل هو حالة تتعلق بالجينات والعوامل البيئية. والتعرف على المشاعر هو الخطوة الأولى نحو تخطيها.

4971a000-2335-4820-9136-ecaae244bc7c

التأثير على العلاقات الأسرية

قد يؤثر وجود طفل مصاب بالتوحد على العلاقات الزوجية، حيث يمكن أن تزيد الضغوط النفسية من التوتر بين الشريكين. ومع ذلك، يمكن للأزواج الذين يتمتعون بعلاقة قوية تجاوز هذه التحديات. دعم بعضهم البعض وفتح قنوات التواصل هما عاملان أساسيان لتخفيف الضغوط.

دور الإخوة

يمكن أن يتأثر إخوة الأطفال المصابين بالتوحد بشكل كبير. قد يشعرون بالإهمال أو القلق، ولكن يمكن أن يتعلموا أيضًا التعاطف والتعاون من خلال هذه التجربة. من الضروري توفير الدعم والإيضاحات لهم، حتى يتجاوزوا مشاعر الخوف أو الغضب.

التكاليف المالية

تشير الدراسات إلى أن تكاليف تربية طفل مصاب بالتوحد قد تصل إلى 60,000 دولار سنويًا؛ ما يمثل تحديًا ماليًا كبيرًا للعديد من العائلات. التأمين الصحي غالبًا ما يغطي بعض الخدمات، ولكن ليس دائمًا بما يكفي لتغطية جميع الاحتياجات.

تربية طفل مصاب بالتوحد ليست سهلة، لكنها أيضًا ليست رحلة وحيدة. الدعم المتبادل من الأهل والأصدقاء والمجتمع يمكن أن يخفف من الضغوط ويعزز من جودة الحياة لكل أفراد الأسرة. من المهم أن يتذكر الآباء أن كل طفل فريد، وأن التحديات التي يواجهونها يمكن أن تكون مصدرًا للقوة والنمو.

أخبار ذات صلة

كيف يمكن لطفلك مواجهة التنمر المدرسي؟ اختصاصية تكشف الأسرار

 

google-banner
foochia-logo