تربية الطفل

التحدث مع الطفل عن الموت جزء من التربية

أمومة
إيمان بونقطة
21 يناير 2025,10:02 ص

من أصعب التحديات التي يواجهها الأهل هو الحديث مع أطفالهم عن الموت، إذ يظل هذا الموضوع واحدًا من أكثر المواضيع التي تثير القلق والمشاعر المختلطة.

رغم أن جميع العائلات تمر بتجارب مؤلمة تتعلق بالفقد، فإن الآباء غالبًا ما يتهربون من الحديث عن هذا الموضوع مع أطفالهم، معتقدين أنهم بذلك يحمونهم من الحزن أو الألم.

لكن ما يجهله الكثيرون هو أن الحديث عن الموت هو جزء لا يتجزأ من التربية، وهو من أكثر الدروس التي يمكن أن تساهم في بناء شخصية الأطفال وتوسيع نطاق فهمهم للعالم من حولهم.

لماذا يعتبر الحديث عن الموت أمرًا ضروريًا؟

67d408d1-3250-46c5-87e1-23afaf353cb0

التحدي الأساسي الذي يواجهه الأهل عند التفكير في كيفية الحديث عن الموت هو خوفهم من تأثيره على مشاعر الطفل.

ومع ذلك، فإن الأطفال غالبًا ما يكون لديهم مشاعر مختلطة حول هذا الموضوع، وقد يكونون أكثر قدرة على التأقلم إذا تم إعطاؤهم الفرصة لفهم الأمر بطريقتهم الخاصة.

الأسوأ من تجنب الموضوع هو ترك الأطفال يكتشفون الحقيقة بأنفسهم، سواء من خلال تسريبات من المحيطين بهم أم من خلال ما يسمعونه في المدرسة.

فالعقل البشري، خاصة لدى الأطفال، لديه القدرة على فهم الحقائق، حتى لو لم تكن لديهم الكلمات لوصف مشاعرهم بدقة.

في مقال نشرته "Jessica Schrader" في موقع Psychology، تم التأكيد على أن الأطفال يحتاجون إلى أن يكونوا محاطين بمناقشات صادقة حول الحياة والموت.

لا يتعلق الأمر فقط بإخبارهم عن الحقيقة، بل بتوفير مساحة لأسئلتهم ومساعدتهم على التعامل مع مشاعرهم دون الشعور بالخوف أو الارتباك. بل إن تجنب الموضوع قد يؤدي إلى مزيد من القلق لدى الطفل، حيث قد يتساءل عن سبب صمت الوالدين، ويجعله يشعر بعدم الأمان.

أخبار ذات صلة

لغة التواصل مع المراهقين ليست بذلك التعقيد.. دليل للآباء

متى يجب التحدث مع الطفل عن الموت؟

من الأمور التي يجب أن يدركها الآباء هو أن الوقت المثالي للحديث عن الموت لا يحتاج إلى تحضير مسبق أو تحديد موعد خاص.

في كثير من الأحيان، تأتي الفرصة عندما يحدث حدث معين في حياة الطفل، مثل وفاة حيوان أليف، أو سماع خبر وفاة أحد الأقارب أو الأصدقاء.

هذه لحظات حقيقية، وسياقات مناسبة لتوجيه الحديث حول الموت بشكل صادق ومباشر.

تذكر دائمًا أن هذا الموضوع لا ينتهي في محادثة واحدة فقط، بل هو عملية مستمرة. يمكن أن يكون كل نقاش نقطة انطلاق لمحادثة أخرى في المستقبل، مع تطور الفهم والتأقلم لدى الطفل مع هذا الموضوع المعقد.

8273dbfa-e0fa-4fc4-b553-4cd1c3e48b2f

كيف تجرين الحديث مع طفلك؟

يبدأ الحديث عادة بالاستعداد النفسي من الوالدين. من الأفضل اختيار وقت هادئ ومناسب بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية. ينبغي أن يكون الحديث مفتوحًا وبسيطًا، مع الحرص على عدم إثقال الطفل بكلمات معقدة.

كما يُنصح أن يتم الحديث بصراحة دون إخفاء الحقيقة، ولكن مع التأكيد على تقديم المعلومات التي تتناسب مع قدرة الطفل على الاستيعاب.

من الأساليب المفيدة هي استخدام جمل واضحة مثل "لقد فقدنا شخصًا عزيزًا اليوم، ونعلم أن هذا قد يسبب لنا الحزن"، من المهم أن يشعر الطفل بدعم الوالدين وأن يتمكن من طرح الأسئلة بحرية، دون أن يشعر بالضيق أو التردد.

وأحيانًا يكون من المفيد أن يتبع الآباء أسلوبًا تدريجيًا في توجيه الحديث، بناءً على تساؤلات الطفل ومشاعره في تلك اللحظة.

التعامل مع مشاعر الطفل بعد الحديث

بعد الحديث، قد يكون رد فعل الطفل متنوعًا، فمنهم من قد يبدو غير مبال أو يكون مشغولاً في اللعب، بينما قد يظهر آخرون علامات الحزن أو القلق. يجب على الوالدين أن يكونا مستعدين لمواصلة الحوار في الأيام التالية، مع الالتفات إلى ما يشعر به الطفل في كل مرحلة.

من المعتاد أن يحتاج الطفل إلى الوقت لمعالجة مشاعره بطريقته الخاصة. قد لا تكون الردود الفورية هي الأكثر أهمية، بل استمرار توفير بيئة آمنة يشعر فيها الطفل بالتفهم والقبول.


وختاما، فإن استعداد الوالدين للتحدث عن الموت مع أطفالهم بشكل مفتوح وصادق هو خطوة أساسية نحو تعزيز ارتباط الطفل بعالمه العاطفي وتوفير الدعم الذي يحتاجه لتجاوز الصعوبات المستقبلية. كما أن التعامل مع الموت في وقت مبكر يمنح الطفل الأدوات النفسية التي تساعده في المستقبل للتعامل مع الخسائر والمشاعر الصعبة الأخرى.

أخبار ذات صلة

4 كلمات يحتاج طفلك إلى تذكرها منك كل يوم

 

google-banner
foochia-logo