تُعد بداية الدورة الشهرية لحظة محورية في حياة كل فتاة، فهي مرحلة انتقالية هامة من الطفولة إلى مرحلة النضج. وهي مرحلة مليئة بالمشاعر المختلطة والتغيرات الجسدية والنفسية.
وفي هذا اليوم، يكتسب دور الأم أهمية استثنائية، إذ يُعتبر الدعم العاطفي والمعرفي من الأم أمرًا أساسيًا لمساعدة الفتاة على التعامل مع هذه التجربة الطبيعية بطريقة صحية ومريحة.
في هذا الموضوع نقدم لك نصائح من شأنها توضيح دورك الكامل كأم في حياة طفلتك عندما تستقبل دورتها الشهرية لأول مرة:
قبل أن تبدأ الدورة الشهرية لأول مرة، يُفضّل أن تبدأ الأم في تعليم ابنتها حول التغيرات الجسدية التي ستحدث.
معرفة ما سيحدث يساعد الفتاة على الشعور بالطمأنينة بدلاً من الخوف أو القلق. فالحديث مع الفتاة عن الدورة الشهرية، وكيفية التعامل مع متطلباتها مثل الفوط الصحية أو السدادات القطنية، يمنحها الثقة في نفسها ويعزز من قدرتها على التعامل مع هذه التغيرات.
عندما تبدأ الدورة الشهرية، تكون الفتاة في مرحلة حساسة. الشعور بالألم، والقلق من التغيرات الجديدة، يمكن أن يجعلها في حاجة إلى دعم عاطفي.
هنا، يتجلى دور الأم في إظهار الحب والحنان. يمكن للأم أن تطمئن ابنتها بأنها ليست وحدها، وأن هذه تجربة طبيعية تشاركها جميع النساء.
كما يجب أن تكون الأم متفهمة لمشاعر ابنتها، فقد تواجه الفتاة صعوبة في قبول التغيرات الجسدية، أو قد تشعر بالإحراج. وعلى الأم دعمها عاطفيًا، وإعطائها المزيد من الشعور بالأمان.
تعد الآلام المصاحبة لبداية الدورة الشهرية أحد أكبر التحديات التي قد تواجه الفتاة في اليوم الأول. الأم يمكنها أن توضح لابنتها كيف يمكن إدارة هذه الآلام بطرق طبيعية، مثل:
في حال كانت الآلام شديدة، يمكن للأم أن تقترح زيارة الطبيب أو استشارة متخصص، لضمان عدم وجود مشكلات صحية.
اليوم الأول من الدورة الشهرية قد يكون مليئًا بالمشاعر المتضاربة: الحيرة، والقلق، وربما الاكتئاب. والتواصل العاطفي هنا يصبح بالغ الأهمية.
يجب أن تكون الأم مستمعة جيدة، وتتيح لابنتها التعبير عن مشاعرها دون أي أحكام. هذا الانفتاح يساعد الفتاة على الشعور بالتقدير والاحترام، ويعزز من علاقتها مع والدتها.
عندما تبدأ الدورة الشهرية، قد تشعر الفتاة بالتغيرات النفسية التي ترافقها، مثل القلق من التفاعلات الاجتماعية أو الخوف من أن يلاحظ الآخرون.
دور الأم هنا هو تعزيز الثقة بالنفس، من خلال التحدث مع ابنتها عن أن الدورة الشهرية أمر طبيعي يمر به كل شخص، وأنه لا داعي للخجل منها. يمكن أن تشارك الأم أيضًا بعض القصص عن تجربتها الخاصة؛ ما يساعد الفتاة على الشعور بأنها ليست وحيدة.
من الجوانب الهامة التي يجب أن تركز عليها الأم في هذا اليوم هو تعليم ابنتها الحفاظ على النظافة الشخصية. يجب أن تشرح الأم لابنتها كيفية استخدام الفوط الصحية بشكل صحيح، وكيفية تغييرها بانتظام، بالإضافة إلى أهمية الاستحمام المنتظم. هذا يعزز من شعور الفتاة بالراحة، ويساعدها على التكيف مع التغيرات الجسدية.
في النهاية، يُعتبر دور الأم في اليوم الأول من الدورة الشهرية مرحلة جديدة في العلاقة بين الأم وابنتها. فهي فرصة لبناء الثقة وتعزيز التواصل. إذا ما تم التعامل مع هذه التجربة بلطف ودعم، تصبح الفتاة أكثر قدرة على مواجهة هذه التغيرات بكل إيجابية وثقة.