كثيرًا ما يجد الأهل أنفسهم في دائرة مفرغة من الجدال مع أطفالهم، ما يؤدي إلى توتر العلاقة وفقدان السيطرة على النقاش.
إذا كنت تتساءل عن الطريقة المثلى لتجنب هذه المواقف، فإن الخطوة الأولى تكمن في عدم الانخراط في الجدال من الأساس، وفي هذا المقال سنخبرك كيف تفعلين ذلك؟
وفقًا للكاتبة "جانيت ليهمان"، عندما يتحول الجدال إلى عادة مستمرة، يبدأ الطفل في الشعور وكأنه ندٌّ لوالديه، ما يعزز اعتقاده بأنه يستطيع استخدام النقاش كوسيلة للحصول على ما يريد. لذا، فإن التحدي الحقيقي هو كسر هذه العادة وتعليم الطفل وسائل تواصل أكثر إيجابية واحترامًا، إليك خطوات هامة لتغيير هذه العادة:
من المهم أن تتعرف على الأمور التي تستفزك وتؤدي إلى انفعالك، ربما تكون أوقات الصباح المزدحمة أو رؤية طفلك يتجاهل تعليماتك بعد يوم مرهق، معرفة هذه المحفزات ستساعدك على التخطيط للتعامل مع هذه المواقف بهدوء.
للتخلص من عادة الجدال، عليك أولًا أن تدرك متى وكيف تبدأ هذه النقاشات، هل هي بسبب طلبات معينة؟ أو ربما في أوقات معينة من اليوم؟ عندما تفهم هذا النمط، ستتمكن من التوقف عن الانجرار إلى الجدال وتغيير طريقة تعاملك.
حدد مسبقًا كيف ستتصرف عند محاولة طفلك بدء جدال، إذا حاول الطفل التهرب من العقاب بالنقاش، يمكنك ببساطة الرد بعبارة مثل "لقد ناقشنا الأمر بما يكفي"، ثم الانسحاب من النقاش بهدوء، هذه الطريقة تقلل من قوة الجدال، وتجعل الطفل يدرك أن الأمر قد انتهى.
من الجيد أن تخبر طفلك بوضوح أنك ستغير طريقتك في التعامل مع النقاشات، يمكنك مثلًا أن تقول "لن نناقش الأمور بهذه الطريقة بعد الآن، إذا بدأنا في الجدال، سنأخذ وقتًا للتهدئة قبل الحديث مرة أخرى".
يتعلم الأطفال من آبائهم بشكل كبير، إذا تعاملت مع المواقف بهدوء واحترام، ستعلم طفلك أن يتواصل بالطريقة نفسها، تذكر أن أفعالك تكون أكثر تأثيرًا من كلماتك.
التغيير ليس سهلًا، ولكنه يبدأ بخطوات بسيطة، في المرة الأولى التي تتجنب فيها الانخراط في جدال، ستشعر بالإنجاز، قد لا يكون رد فعل طفلك فوريًّا، لكن المثابرة ستحدث فرقًا بمرور الوقت.
بدلًا من رفع صوتك، جرب التحدث بنبرة هادئة ومباشرة، على سبيل المثال، إذا لم يقم طفلك بمهمته، يمكنك سؤاله "ما الذي يفترض أن تفعله الآن؟" ثم الرد بهدوء "إذًا، قم بذلك".
في كثير من الأحيان، قد يقول الأطفال أشياء جارحة في أثناء الجدال، تذكر أن هذه الكلمات غالبًا ما تعبر عن رغبتهم في الانتصار، وليس عن مشاعرهم الحقيقية، حاول أن تفصل بين الكلمات والموقف لتتمكن من التعامل بموضوعية.
إذا شعرت بأن الجدال أصبح جزءًا يوميًّا من حياتك، فلا تتردد في طلب المساعدة، يمكنك التحدث إلى مستشار أسري، أو البحث عن برامج تدريبية، التي تقدم أدوات عملية لتحسين التواصل مع الأطفال.
إن تغيير أسلوب التواصل مع الأطفال يتطلب شجاعة وصبرًا، ولكنه استثمار يستحق الجهد، تعلم طفلك من خلال هذه التغييرات كيفية التعبير عن رأيه باحترام، ما يساعده على بناء علاقات إيجابية في المستقبل.