تعد الخلافات والشجارات بين الأطفال جزءاً طبيعياً من مراحل نموهم، حيث يعكسون من خلالها محاولاتهم لفهم العالم من حولهم، وتطوير مهاراتهم في التواصل وحل المشكلات.
ورغم أن هذه الشجارات قد تكون مزعجة للوالدين، إلا أنها تساهم في بناء شخصيات الأطفال وتعليمهم كيفية التفاعل مع الآخرين في المجتمع.
حيث يحمل كل شجار خلفه قصة، فالبعض منها يكون نتيجة لاختلافات بسيطة مثل لعب لعبة واحدة، بينما قد تنشأ أخرى بسبب شعور بالغيرة أو البحث عن اهتمام.
لكن، في النهاية، إذا تم التعامل معها بشكل صحيح، يمكن لهذه التجارب أن تساهم في تعليم الأطفال قيمة التعاون، والتسامح، والتفاوض.
وفقًا لمقال نُشر على موقع "Child Mind Institute" بقلم كاثرين مارتينيلي، وبإشراف الدكتورة ستيفاني لي، PsyD، يمكن للوالدين اتباع إستراتيجيات فعّالة للمساعدة في تقليل هذه الصراعات، وتعزيز التفاهم بين الأطفال:
غالبًا ما تنشأ الخلافات بين الأشقاء بسبب التنافس على انتباه الوالدين أو الموارد المحدودة. من المهم أن يلاحظ الوالدان الأنماط المتكررة للصراعات لتحديد الأسباب الكامنة وراءها. على سبيل المثال، إذا كان الأطفال يتشاجرون باستمرار على الألعاب، فقد يكون السبب هو السعي لجذب انتباه الوالدين بعد فترة من اللعب الهادئ.
تشير كاثرين إلى أهمية تعزيز السلوكيات الإيجابية بين الأشقاء. عندما يلاحظ الوالدان أن أطفالهم يلعبون معًا بشكل تعاوني، يجب عليهم تقديم المديح والتشجيع. هذا النهج يعزز من تكرار السلوكيات الجيدة ويقلل من الحاجة إلى البحث عن الانتباه بطرق سلبية.
التخطيط المسبق يمكن أن يساعد في تقليل الصراعات. يمكن للوالدين وضع قواعد واضحة لتقاسم الموارد، مثل تحديد أوقات محددة لكل طفل للجلوس في المقعد الأمامي للسيارة أو استخدام مؤقت لتحديد مدة اللعب بلعبة معينة قبل تبادلها. هذا النوع من التنظيم يساعد الأطفال على معرفة ما هو متوقع منهم، ويقلل من فرص النزاع.
بدلاً من التركيز على التبليغ عن السلوكيات السلبية، يمكن للوالدين تشجيع أطفالهم على مشاركة المواقف الإيجابية التي يقوم بها أشقاؤهم، مثل المشاركة أو التعاون. هذا يعزز من الروح الإيجابية داخل الأسرة، ويشجع الأطفال على البحث عن الجوانب الجيدة في سلوكيات بعضهم البعض.
من المهم تعليم الأطفال أن الحياة ليست دائمًا عادلة، وأن هناك مواقف قد يحصل فيها أحد الأشقاء على امتيازات معينة بسبب العمر أو المسؤوليات. يمكن للوالدين مشاركة تجاربهم الشخصية حول مواقف شعروا فيها بعدم العدالة، وكيف تعاملوا معها، مما يساعد الأطفال على فهم وتقبل هذه المفاهيم.
في حالة وجود طفل ذي احتياجات خاصة، قد يشعر الأشقاء الآخرون بالغيرة أو الإهمال. من الضروري أن يخصص الوالدان وقتًا فرديًا لكل طفل، مما يعزز شعورهم بالاهتمام والمحبة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن توضيح طبيعة الاحتياجات الخاصة للأشقاء بطريقة مناسبة لأعمارهم، لتعزيز التفهم والتعاطف بينهم.
ختاما، بتبني هذه الإستراتيجيات المستمدة من مقال "Child Mind Institute"، يمكن للوالدين المساهمة في خلق بيئة أسرية أكثر انسجامًا، حيث يتعلم الأطفال كيفية حل النزاعات بطرق بناءة، مما يعزز من مهاراتهم الاجتماعية، ويقوي الروابط الأسرية.