العناق هو الوصفة السحرية التي تحتاجها كل أم لتعزيز روابطها العاطفية مع أطفالها.
إنه ليس مجرد لمسة حانية أو تعبير عن المودة العابرة، بل هو لغة خاصة تترجم الحب إلى شعور بالأمان والاحتواء.
تخيلي أنك تقدمين لطفلك دفئاً يهدئ قلبه، وسكينة تعانق روحه، وعلاجاً صامتاً يعزز صحته النفسية والجسدية. فالعناق ليس مجرد عادة يومية؛ إنه قوة خفية قادرة على تغيير حياتنا وحياة أحبائنا للأفضل.
وفي هذا الموضوع نشاركك فوائد العناق على كل المستويات الجسدية والنفسية والعقلية.
أظهرت الدراسات العلمية فوائد لا تُحصى للعناق، تتجاوز مجرد تحسين المزاج، إليك أبرزها:
يقلل العناق من مستويات الكورتيزول؛ ما يخفف من التوتر ويُشعر الإنسان بالراحة.
وفقاً لدراسة في عام 2016، الأطفال الذين يحصلون على المزيد من العناق من والديهم يُظهرون مهارات عاطفية أكبر.
يرتبط العناق المتكرر بزيادة احترام الذات لدى الأطفال والبالغين.
وفقاً لدراسة نُشرت في 2018، يمكن أن يؤدي العناق إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية مثل المساعدة والتعاون؛ ما يعزز الثقة الاجتماعية.
يتعدى تأثير العناق الجانب العاطفي ليشمل الصحة البدنية أيضاً، إليك أبرز آثاره:
أشارت دراسة من جامعة كارنيجي ميلون في 2015 إلى أن العناق يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتوتر.
العناق يقلل من ضغط الدم، ويحسن صحة القلب؛ ما يجعله أداة فعالة للحفاظ على صحة الجهاز القلبي.
وجد الباحثون أن العناق المنتظم يمكن أن يقلل من احتمالية الإصابة بنزلات البرد؛ إذ يعزز دفء الجسد قدرته على مقاومة العدوى.
تُظهر الدراسات أن العناق يُسهم في موازنة الأنظمة الهرمونية التي تتحكم في التوتر.
العناق له تأثير إيجابي أيضاً على التحصيل الدراسي للأطفال؛ إذ أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة "Family Relations" في عام 2018 أن الأطفال الذين يُحتضنون بانتظام يظهرون تركيزاً أفضل وأداءً أكاديمياً أعلى. علاوة على ذلك، فإن العناق قبل الذهاب إلى المدرسة يمكن أن يعزز من قدرات التركيز والتذكر في أثناء الحصص الدراسية.
يرتبط العناق بتحسين جودة الحياة وطول العمر. أظهرت دراسة أُجريت في 2019 على كبار السن أن من يحصلون على عناق منتظم يعيشون فترة أطول مقارنةً بمن يعانون من العزلة الاجتماعية، كما يُساعد العناق في تخفيف الألم وتحسين الصحة النفسية؛ ما يُقلل من فرص الإصابة بالاكتئاب المزمن.
العناق ليس مجرد لفتة بسيطة؛ إنه وسيلة فعالة لبناء جسور من الحب والتفاهم. بفضل قدرته على تحسين الحالة المزاجية وتعزيز الصحة العامة، يمكن أن يكون العناق أداة يومية فعالة لتعزيز الروابط العائلية والاجتماعية.
لذلك، لا تُنهي العناق أولاً. اجعلي لحظات العناق فرصة لنشر الحب والسلام الداخلي. ففي كل عناق تمنحينه لأحبائك، أنتِ تُقدمين لهم ولذاتك هدية لا تُقدر بثمن: الصحة، السعادة، والأمان.