يُعد العمر من العوامل المهمة المؤثرة على الخصوبة والقدرة على الحمل، ومع تقدم النساء في العمر تقل القدرة على الإنجاب بشكل طبيعي، بل وتزداد المخاطر المرتبطة بالحمل، في هذا التقرير تعرفي على تأثير العمر على فرص الحمل والمخاطر الصحية المرتبطة بالحمل في سن متقدمة.
وفقًا لموقع American Pregnancy Association، فإن العمر له تأثير كبير على فرص الحمل لدى المرأة، حيث يبدأ انخفاض مخزون المبيض عند النساء بعد سن الثلاثين، ويصبح أكثر تأثيرًا بعد سن 35 عامًا، وهذا يرجع إلى التراجع التدريجي في جودة وكمية البويضات المتاحة في المبيضين، مما يؤثر على فرص حدوث الحمل الطبيعي.
والجدير بالذكر أن النساء تحت سن 30 لديهن احتمالية أكبر للحمل في دورات التبويض الطبيعية، ولكن مع التقدم في السن يصبح تحقيق الحمل أكثر صعوبة، وحتى عند حدوثه يمكن أن يكون أكثر عرضة للمشاكل الصحية.
اقرأ أيضًا: التصلب اللويحي أثناء الحمل.. تأثيراته وكيفية التعامل معه
مع التقدم في العمر، يحدث تغير في عدد وجودة البويضات، حيث في السنوات الأولى من حياة المرأة، تكون البويضات المتاحة ذات جودة عالية، ولكن مع الوقت تنخفض هذه الجودة، وفقًا لدراسة نُشرت في المجلة البريطانية للطب (BMJ)، تنخفض نسبة الخصوبة بسرعة بعد سن الخامسة والثلاثين عامًا، وتصبح أقل من 5% سنويًا بعد سن الأربعين.
كما أن النساء الأكبر سناً قد يواجهن مشكلات في الإباضة نفسها، حيث تتناقص دورات الإباضة المنتظمة، مما يقلل من فرص حدوث الحمل، فضلا عن ذلك فإن احتمال نجاح علاجات الخصوبة مثل التلقيح الصناعي (IVF) يقل مع تقدم العمر، بحسب المعهد الوطني للصحة (NIH).
الحمل في سن متأخرة، وخاصة بعد سن 35 عامًا، يرتبط بمخاطر صحية أعلى للأم، حيث أشار الموقع إلى أن النساء اللاتي يحملن في سن متقدم يصبحن أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، وسكري الحمل، وتسمم الحمل، هذه المشكلات قد تتطلب عناية طبية خاصة أثناء الحمل، وقد تزيد من خطر الولادة المبكرة أو الولادة القيصرية.
كما يشير موقع (NHS) إلى أن الحمل في سن متقدمة يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات مثل المشيمة المنزاحة أو تمزق الرحم.
يمكن أن يشكل الحمل في سن متقدمة بعض المخاطر على الجنين، ووفق منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن النساء اللاتي يحملن بعد سن 35 عامًا يواجهن احتمالية أكبر لولادة طفل بعيوب خلقية، مثل متلازمة داون، بسبب زيادة نسبة الكروموسومات غير الطبيعية في البويضات.
كما أن الأطفال الذين يولدون لأمهات أكبر سناً قد يكونون أكثر عرضة للولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة، مما قد يتطلب دخولهم إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وقد أشارت دراسة إلى أن الأطفال المولودين لأمهات متقدمات في العمر قد يكونون أكثر عرضة لمشاكل صحية في السنوات الأولى من حياتهم.