التصلب اللويحي المتعدد (MS) هو حالة مرضية مزمنة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مما يعوق التواصل بين الدماغ وبقية أجزاء الجسم. وعلى الرغم من كونه مرضاً تواجهه نساء كثيرات في سن الإنجاب، فإن الحمل مع التصلب اللويحي يعد تحديًا لفهم طبيعة المرض وتأثيره في الحمل.
من خلال التقرير التالي إليكم الأسباب، والتأثيرات، وطرق تقليل المخاطر المرتبطة بالتصلب اللويحي في أثناء الحمل.
لا توجد أدلة تشير إلى أن الحمل نفسه هو سبب لظهور التصلب اللويحي، ولكن يعتقد الباحثون أن العوامل الجينية والبيئية تؤدي دورًا رئيسا في تطور المرض وفقًا لدراسة نشرها موقع "National Multiple Sclerosis Society"، إذ إن الوراثة تؤدي دورًا مهمًا، وهذا يرجع إلى زيادة احتمالية الإصابة بالتصلب اللويحي لدى الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من المرض.
إلى جانب هذا، فإن العوامل البيئية مثل نقص فيتامين D والتعرض لمواد ملوثة قد تزيد خطر الإصابة بالتصلب اللويحي لدى النساء في سن الإنجاب، ومع ذلك، لا يوجد دليل يشير إلى أن الحمل سبب مباشر في ظهور المرض.
وفقًا لدراسات حديثة أشار إليها موقع WebMD، فإن الحمل لا يزيد خطر الإصابة بالتصلب اللويحي لدى النساء اللواتي لم يصبن به سابقًا، بل إن الحمل يمكن أن يقلل من معدل الانتكاسات لدى النساء المصابات بالتصلب اللويحي، خاصة خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل، ويعتقد الباحثون أن التغيرات المناعية التي تحدث في أثناء الحمل، مثل زيادة نشاط الهرمونات المناعية، قد تساعد على تقليل الالتهابات العصبية المرتبطة بالتصلب اللويحي.
اقرأ أيضًا: الإجهاض المتكرر.. الأسباب الحقيقية وراء فقدان الحمل
التصلب اللويحي لا يؤثر بشكل مباشر في القدرة على الحمل، ولكن قد يكون له تأثير في مسار الحمل والولادة، بحسب موقع Medical News Today، فإن النساء المصابات بالتصلب اللويحي قد يشعرن بتغيرات في أعراض الحمل، مثل الشعور بالتعب والإرهاق الذي يمكن أن يزداد خلال الحمل، وقد تواجه بعض النساء صعوبة في الحركة أو تدهور في وظائف المثانة.
أما بالنسبة للولادة، فإن النساء المصابات بالتصلب اللويحي لا يواجهن عادةً خطرا متزايدا للإصابة بمضاعفات خطيرة في أثناء الولادة، وأشارت الدراسات إلى أن معظم النساء المصابات بالتصلب اللويحي يمكنهن الولادة بطريقة طبيعية. وبالرغم من ذلك، قد تتطلب بعض الحالات الولادة القيصرية، ويكون هذا اعتماداً على الحالة الصحية العامة للأم.
هناك العديد من الإستراتيجيات التي يمكن للنساء اتباعها لتقليل مخاطر التصلب اللويحي في أثناء الحمل، إذ تعد المتابعة الطبية المستمرة ضرورية للتأكد من أن المرأة تتلقى الرعاية الصحيحة في أثناء الحمل، ومن أهم الإستراتيجيات كما ذكرها موقع WebMD ما يلي:
من الضروري للنساء المصابات بالتصلب اللويحي الاستمرار في المتابعة المنتظمة مع طبيب الأعصاب وطبيب التوليد لضمان استقرار الحالة الصحية للأم والجنين.
ينصح الخبراء بالحفاظ على نظام غذائي متوازن يشمل الكثير من الفواكه والخضروات لضمان الحصول على التغذية السليمة للجسم.
اقرأ أيضًا: أسباب الحمل الفاسد.. 3 تفسيرات علمية وحقيقة اكتشافه في التحاليل
ممارسة التمارين الخفيفة يمكن أن تساعد على تحسين الحالة المزاجية وتقليل الإرهاق، وبالرغم من ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل البدء في أي برنامج رياضي.
تشير الدراسات إلى أن التوتر يمكنه أن يزيد خطر الانتكاسات لدى النساء المصابات بالتصلب اللويحي، ويُنصح بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق للمساعدة على تخفيف التوتر.