بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، فإن 15 مليون طفل كل عام يولدون قبل الأوان أي قبل 37 أسبوعا من عمر الحمل، وهذا العدد آخذ في الارتفاع، وبالتالي تكون مضاعفات ولادة الخدج هي السبب الرئيس للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة ومسؤولة عن حوالي مليون حالة وفاة.
الولادة المبكرة وأسباب حدوثها
بداية، يعرّف طبيب النسائية والتوليد الدكتور عدي الرفاعي عبر "فوشيا" الولادة المبكرة بأنها دخول المرأة الحامل في مرحلة المخاض (الولادة) السابقة لأوانها، أي قبل الأسبوع الـ 37 من عمر الحمل، والذي من المفترض له أن يمتد إلى 40 أسبوعا، ومن ثم حدوث توسع في عنق الرحم، الأمر الذي يحتم إنهاء الحمل بشكل سابق لأوانه، وقد يتعرض المولود إلى مخاطر عديدة.
عوامل عديدة تؤدي إلى حدوث الولادة المبكرة، يردّها الرفاعي إلى وجود فترة أقل من 6 شهور بين حمل وآخر، وحدوث فارق كبير في وزن المرأة الحامل من زيادة أو نقصان في الوزن قبل الحمل، أو الحمل بتوأم أو أكثر، وكذلك التعرض لولادة مبكرة من قبل.
كما عزاها إلى وجود مشاكل خلقية في عنق الرحم مثل قصر طول عنق الرحم، أو انغراس المشيمة بالقرب من عنق الرحم أو ما يسمى بالمشيمة المهاجرة، أو الإصابة بعدوى في الجهاز التناسلي مثل السيلان.
وتلعب التشوهات الخلقية في الجنين، والأمراض المزمنة أو المرافقة للحمل مثل ارتفاع ضغط الدم أو سكري الحمل، إلى جانب الجهد البدني الشديد الذي تبذله الحامل، دورا في حدوث الولادة المبكرة.
أعراض الولادة المبكرة
بحسب الرفاعي، فإن أعراض الولادة المبكرة لا تختلف عن أعراض الولادة الطبيعية في موعدها، ولكن يجب تنبّه الحامل لها للوصول إلى أقرب مستشفى أو طبيب مختص لاتخاذ الإجراء الطبي اللازم إن شعرتْ ببعض الأعراض، كزيادة الإفرازات المهبلية بشكل غير معتاد، أو حدوث انقباضات وتشنجات أسفل البطن بصورة متكررة بين كل 10 دقائق، تشبه آلام وتشنجات الدورة الشهرية.
وأيضا نزول السائل الأمينوسي، أي السائل حول الجنين، بشكل مندفع أو بشكل قطرات متقطعة قد يرافقها نزول مادة مخاطية أو نزول القليل من الدم، مع الشعور بالثقل والضغط أسفل البطن الناتج عن دفع الجنين للأسفل.
وما ينوّه إليه الرفاعي أن الطفل الذي يولد في الفترة ما بين 34-37 أسبوعا وهي الأكثر شيوعا في حالات الولادة المبكرة، يتمتع غالباً بصحة جيدة، ويمكن للطبيب المعالج القيام بإعطاء الأم الحامل بعض العقاقير التي قد تؤدي إلى إيقاف أو تخفيف أعراض الولادة المبكرة لأغراض إعطاء الأم إبرة هرمون الستيرويد (الكورتيزون) بغرض تحسين وظائف الرئتين لدى الجنين.
لتجنب حدوث الولادة المبكرة
تقسم طرق الوقاية إلى عدة أقسام، وفق الطبيب الرفاعي، منها السلوكية، ومنها باستخدام بعض العقاقير الطبية ومنها الجراحية، ولكن أهمها: المتابعة الدورية مع الطبيب المختص وإجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن الأمراض التي قد تتسبب بالولادة المبكرة.
كما لا بد من أن يكون النظام الغذائي للحامل صحيا، ويتضمن شرب السوائل بصورة كافية، وتناول المكملات الغذائية، وأهمها حمض الفوليك منذ بداية الحمل، وبالتالي تقليل فرصة حدوث تشوهات عند الجنين وتقليل فرص الولادة المبكرة.
أما بخصوص الطريقة الجراحية؛ فتتعلق بتطويق عنق الرحم أو قطبة الرحم، بحيث يتم إجراء هذه العملية الجراحية في أثناء الحمل إن كانت تعاني من عنق رحم قصير، وذلك بواسطة غرز قوية من شأنها توفير الدعم الإضافي للرحم.