تسمم الحمل هو شكل نادر وخطير من ارتفاع ضغط الدم الذي يحدث أثناء الحمل وبعده، ويتميز بارتفاع ضغط الدم، ووجود البروتين في البول، وعلامات تلف الكبد أو الكلى.
وقد يعتقد كثر، أن وصف تسمم الحمل حالة تحدث أثناء الحمل فقط، لكن هذا غير صحيح؛ إذ تمتد المخاطر أيضًا إلى فترة ما بعد الولادة.
يحدث تسمم الحمل عادة بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وهو أمر نادر الحدوث؛ إذ لا تتخطى نسبته 7% من إجمالي حالات الحمل.
ورغم ندرة حدوث تسمم الحمل بين النساء على مستوى العالم فإنه لا يزال أحد الأسباب الرئيسة لوفيات الأمهات والأجنة، وحديثي الولادة بمختلف الدول.
وارتفع معدل حدوث هذه الحالة الصحية المقلقة، التي يطلق عليها "العدو الصامت"، بنسبة كبيرة، خلال العقدين الماضيين، فمثلا تضاعفت نسبة حدوثه في الولايات المتحدة في 20 عاما لتصبح 25٪ بل وتصدرت قائمة الأسباب الأساسية لمرض ووفاة الأمهات والأجنة.
وفي الحالات كلها، يجب علاج تسمم الحمل، وتسمم الحمل بعد الولادة فورا؛ لأنهما يمكن أن يؤديا بسرعة إلى السكتة الدماغية أو الوفاة.
تسمم الحمل هو ارتفاع ضغط الدم المستمر الذي يحدث أثناء الحمل أو بعد الولادة، ومن المحتمل أن تكون خطيرة ويمكن أن تهدد مضاعفاتها حياة الأم والجنين.
ووفقا لموقع hopkinsmedicine فإن تسمم الحمل قد يسبب أيضًا انخفاضًا في عدد خلايا الدم التي تسمى الصفائح الدموية، وتلف المشيمة أو الكلى أو الكبد.
وتحدث معظم حالات تسمم الحمل بين الأسبوعين 24 و27 من الحمل، أو بعد الولادة بفترة قصيرة (تسمم الحمل بعد الولادة)، ولكن يمكن أن تحدث في أي وقت بعد 20 أسبوعًا من الحمل.
على الرغم من أن تسمم الحمل يحدث في المقام الأول في حالات الحمل الأولى، إلا أن المرأة التي أصيبت بتسمم الحمل في حمل سابق تكون أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل في حمل لاحق بسبع مرات.
ووفقا لموقع المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة، فإن العوامل التي يمكن أن تزيد خطر إصابة المرأة بتسمم الحمل تشمل ما يلي:
تسمم الحمل هو حالة تشكل خطورة على حياة الحامل والجنين، كونه يرتبط بتضييق الشرايين الصغيرة في جميع أنحاء الجسم؛ ما يؤدي إلى خلل في الأعضاء.
وشرح موقع yalemedicine: "في الكلى يظهر تسمم الحمل على شكل تسرب للبروتين، وفي الحالات الشديدة يسبب انخفاض وظائف الكلى".
كما أن الأوعية الدموية الصغيرة (الشعيرات الدموية) الموجودة في جميع أنحاء الجسم تصبح غير قادرة أيضًا على منع تسرب السوائل؛ ما يؤدي إلى تورم عام، وفي الحالات الشديدة تتراكم السوائل في الرئتين؛ ما يجعل التنفس صعبًا وصولا لحدوث النوبات أو السكتة الدماغية التي تعد أبرز علامات حدوث خلل في الدماغ، وقد يؤدي ذلك إلى وفاة الأم أو الجنين.
مخاطر تسمم الحمل عديدة وتطال العديد من أعضاء الجسم؛ إذ تؤدي إلى تلفها وحدوث فشل كفيل بإنهاء حياة الحامل.
وعدد موقع health أضرار تسمم الحمل على الأم والجنين كما يأتي :
وحذر موقع yalemedicine من حالة شديدة الخطورة تحدث نتيجة تسمم الحمل تسمى متلازمة هيلب، التي يتزامن فيها حدوث تسمم الحمل مع انحلال الدم، وارتفاع مستويات إنزيمات الكبد، وانخفاض مستويات الصفائح الدموية.
ارتفاع ضغط الدم وحده لا يشير إلى تسمم الحمل مثلما يعتقد كثر، لكن إذا تم العثور على البروتين في البول (البيلة البروتينية) في الوقت نفسه الذي يحدث فيه ارتفاع ضغط الدم، فهذا مؤشر مهم على الحالة.
وشرحت المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، عبر موقعها NIH، أن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل قد يرتبط بإحدى الحالات المتعددة التي تصيب الحامل في تلك الفترة.
وأوضح أن ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل هو ارتفاع في ضغط الدم، دون بيلة بروتينية، خلال النصف الثاني من الحمل.
أما تسمم الحمل فهو اضطراب متعدد الأجهزة فريد من نوعه أثناء الحمل، وعادة ما يرتبط بارتفاع ضغط الدم والبيلة البروتينية، ونادرا ما يظهر قبل الأسبوع العشرين من الحمل.
وحذرت المعاهد الوطنية من أن تسمم الحمل هو واحد أو أكثر من التشنجات المصاحبة لمتلازمة مقدمات الارتعاج.
يتم تشخيص تسمم الحمل إذا كنتِ تعانين من ارتفاع ضغط الدم بعد 20 أسبوعًا من الحمل وواحدة على الأقل من النتائج التالية:
- وجود بروتين في البول
- علامات أخرى لمشاكل الكلى
- انخفاض عدد الصفائح الدموية
- ارتفاع إنزيمات الكبد الذي يدل على ضعف الكبد
- السوائل في الرئتين (الوذمة الرئوية)
- الصداع الذي لا يختفي بعد تناول مسكنات الألم
- اضطرابات الرؤية
- ضغط دم مرتفع
إذا كانت المرأة تخطت الأسبوع العشرين من الحمل وتعاني من ارتفاع ضغط الدم، فمن المهم أن تتوجه بسرعة لأقرب طبيب؛ باعتبار أنها قد تعاني من حالة تسمم حمل.
وذكر موقع mayoclinic أن الحامل إذا كانت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فسوف يطلب منها مقدم الرعاية الصحية الخاص إجراء اختبارات إضافية للتحقق من وجود علامات أخرى لتسمم الحمل وهي:
- تحاليل الدم: يمكن لعينة الدم التي يتم تحليلها في المختبر أن تظهر مدى كفاءة عمل الكبد والكليتين، فضلا عن اختبارات الدم لقياس كمية الصفائح الدموية، وهي الخلايا التي تساعد على تجلط الدم.
- تحليل بول: سيطلب منك الطبيب عينة بول على مدار 24 ساعة أو عينة بول واحدة لتحديد مدى كفاءة عمل الكلى.
- الموجات فوق الصوتية للجنين: قد يوصي مقدم الطبيب بمراقبة نمو طفلك عن كثب، عادةً من خلال الموجات فوق الصوتية التي تسمح بتقدير وزن الطفل وكمية السائل الموجود في الرحم (السائل الأمنيوسي).
- اختبار عدم الإجهاد أو الملف البيوفيزيائي: هو إجراء بسيط يتحقق من كيفية تفاعل معدل ضربات قلب طفلك عندما يتحرك طفلك، إذ يستخدم الموجات فوق الصوتية لقياس تنفس طفلك وقوة العضلات والحركة وحجم السائل الأمنيوسي في الرحم.
ذكر موقع yalemedicine أن علاج تسمم الحمل وإدارة الحالة تتم بشكل مختلف بناءً على شدته وعمر الحمل عند التشخيص، لكن بالنسبة لتسمم الحمل الخفيف قد يوصى بواحد أو أكثر من العلاجات التالية:
- قراءات ضغط الدم أسبوعيا أو مرتين أسبوعيا
- اختبارات البول المتكررة للتحقق من البروتين
- مراقبة عدد حركات الجنين
- اختبارات الدم الأسبوعية للنظر في الصفائح الدموية، وإنزيمات الكبد، ووظائف الكلى.
- إجراء الموجات فوق الصوتية كل 2 إلى 4 أسابيع لمراقبة نمو الجنين للتأكد من نمو الطفل بالمعدل المتوقع
- الولادة في الأسبوع 37 من الحمل، إذ تعتبر أفضل علاج بحيث تختفي الأعراض خلال بضعة أيام/أسابيع بعد ذلك.
وأوضح أنه بالنسبة لتسمم الحمل الشديد يُنصح بواحد أو أكثر من العلاجات التالية:
- دخول المستشفى للمراقبة الدقيقة والعلاج
- أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، مثل لابيتالول، وهيدرالازين، ونيفيديبين
- كبريتات المغنيسيوم لمنع النوبات (يستخدم هذا فقط عند اتخاذ قرار بالولادة)
- الولادة المبكرة (في الأسبوع 34 من الحمل)؛ يمكن استخدام الأوكسيتوسين للحث على المخاض
- الكورتيكوستيرويدات لمساعدة رئتي الطفل على النضج بسرعة أكبر إذا تم تحديد موعد الولادة في الأسبوع 34 أو قبل ذلك
لا يمكن الوقاية من تسمم الحمل بشكل نهائي، لكن المتابعة مع الطبيب المختص تساعد على تقليل مخاطر المشاكل الخطيرة المرتبطة بتسمم الحمل.
وشرح موقع webmd أن متابعة الحامل الأعراض يمكن أن تنبه طبيبها أيضًا إلى حاجتها للولادة المبكرة، مع اتخاذ الخطوات التالية إذا كانت معرضة لخطر الإصابة بتسمم الحمل:
أيضا أظهرت دراسة أخرى أن النساء ذوات الوزن الزائد اللاتي اكتسبن أقل من 15 رطلاً أثناء الحمل كان لديهن خطر أقل للإصابة بتسمم الحمل.
الوقاية من تسمم الحمل بنظام غذائي صحي حيلة فعالة ومثبتة علميا؛ إذ كشفت دراسات أن الأنماط الغذائية الصحية تقلل خطر الإصابة باضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
وذكر موقع news-medical أن الأدلة الحديثة تشير إلى أن النساء الحوامل اللاتي يلتزمن بدرجة أكبر بالنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط يقل لديهن خطر نتائج الحمل الضارة، بما في ذلك اضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
وعدد موقع preeclampsia بعضا من الأصناف المهمة التي ترتبط بانخفاض معدلات الإصابة بتسمم الحمل، مع التحذير من نقص التغذية، خاصة انخفاض الكالسيوم، كونها قد تزيد من المخاطر، وتشمل الأطعمة: