ما علاقة سرعة تناول الطعام بخفض الوزن؟

إذا كنت ممن يتناول طعامه بسرعة دون منح نفسه وقتًا كافيًا لتذوقه ببطء وهدوء، فأنت لست وحدك. كثيرون اعتادوا على الأكل السريع، سواء بسبب نمط الحياة المتسارع أو ضيق الوقت، حتى أصبحت هذه العادة شائعة على نحو مقلق.

لكن السؤال المهم هو: هل تؤثر هذه العادة على صحتنا؟
الإجابة، بحسب الأدلة العلمية، هي نعم.

يشير الباحثون إلى أن تناول الطعام بسرعة يُصنّف ضمن ما يُعرف بـ"سلوكيات الأكل غير الطبيعية"، وهو سلوك يرتبط بشكل مباشر بزيادة خطر الإصابة بالسمنة. فالأشخاص الذين يأكلون بسرعة عادةً ما تكون مدة وجباتهم أقصر؛ ما يجعلهم أكثر عرضة لتناول كميات أكبر من الطعام قبل أن يشعروا بالشبع، وهذا بدوره يزيد احتمالات اكتساب الوزن مع مرور الوقت.

وانطلاقًا من هذه الفرضية، سعى باحثون في اليابان، بحسب ما أورده موقع EatingWell المختص بالصحة والتغذية، إلى دراسة العلاقة بين إيقاع تناول الطعام وسرعة المضغ، حيث أرادوا التحقق مما إذا كان اتباع نمط معين في الأكل قد يؤثر على سلوك المضغ وبالتالي يُبطئ من وتيرة الأكل عمومًا.

ولتحقيق ذلك، قاموا بتحليل عدة عوامل متعلقة بمدة الوجبة، شملت عدد القضمات، عدد مرات المضغ، والإيقاع الزمني لتناول الطعام، بهدف فهم العلاقة الدقيقة بين طريقة الأكل والصحة العامة.

دراسة حول تناول الطعام ببطء  

شملت الدراسة التي نشرت نتائجها الشهر الماضي في مجلة Nutrients، ثلاثون مشاركًا بالغًا يتمتعون بصحة جيدة.

تراوحت أعمار المشاركين بين 20 و 65 عامًا، وكان متوسط العمر 37 عامًا. وقام الباحثون بجمع بيانات أساسية عن طريق استبيان تاريخ النظام الغذائي BDHQ، الذي يسأل عن تكرار تناول 46 نوعًا من الأطعمة والمشروبات، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى مثل تناول الأرز وطرق الطهي المعتادة والسلوك الغذائي العام.

كما أجرى المشاركون اختبارات قوة مختلفة، بما في ذلك اختبار قوة قبضة اليد واختبار الجلوس والوقوف خمس مرات، بالإضافة إلى حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI)؛ لقياس عدد القضمات والمضغات وإيقاع المضغ.

واستخدم الباحثون جهازًا يسمى Bitescan، والذي يتم وضعه خلف أذن المشارك لتتبع هذه العوامل. وتم قياس مدة الوجبة باستخدام ساعة توقيت.

وأُجريت التجربة على عدة مراحل مع وضع المشاركين لسماعات الرأس لتقليل تشتت الانتباه. في المرحلة الأولى، حيث تناول المشاركون ربع شريحة بيتزا وتم قياس مدة الوجبة وعدد المضغات ومتوسط إيقاع الأكل وعدد القضمات. 

بعد دقيقة واحدة، في المرحلة الثانية، طُلب من المشاركين تناول ربع شريحة بيتزا أخرى بإيقاع مترونوم 40 نبضة في الدقيقة.

بعد 30 ثانية، في المرحلة الثالثة، تناولوا الربع الثالث من البيتزا بإيقاع 80 نبضة في الدقيقة.

وأخيرًا، بعد 30 ثانية أخرى، تناولوا الربع الأخير بإيقاع 160 نبضة في الدقيقة.

فوائد تناول الطعام ببطء

أظهرت نتائج الدراسة أن تناول الطعام بإيقاع أبطأ، خاصة عند 40 نبضة في الدقيقة، أدى إلى زيادة كبيرة في مدة الوجبة وزيادة في عدد المضغات وانخفاض في سرعة الأكل وزيادة في عدد القضمات لدى الإناث.

وبشكل عام، تشير هذه النتائج إلى أن التركيز على زيادة عدد القضمات والمضغات وتناول الطعام بإيقاع أبطأ يمكن أن يساعد في زيادة مدة الوجبة، وبالتالي قد يساهم في تناول كميات أقل من الطعام.

بالإضافة إلى ذلك، تشير دراسات أخرى إلى أن الاستماع إلى موسيقى ذات إيقاع بطيء يمكن أن يكون له تأثير مماثل على سلوك الأكل، حيث يجعل الأشخاص أكثر استرخاءً ويقضون وقتًا أطول في تناول الطعام ويمضغون الطعام لفترة أطول.

 كما أن تناول الأطعمة التي تتطلب المزيد من المضغ يمكن أن يبطئ من سرعة الأكل ويؤدي إلى تناول كميات أقل.

 

تؤكد هذه الدراسة، أن زيادة عدد القضمات والأكل بشكل أبطأ يساعد تناول كميات أقل من الطعام ويسهّل على الجهاز الهضمي الهضم بشكل صحيح.