قد يكون تناول أدوية إنقاص الوزن بوصفة طبية خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية خطيرة بسبب زيادة الوزن، ولكن ذلك لا يعني أبداً إهمال التغذية وممارسة التمارين الرياضية، وفقاً لاختصاصية النُّظم الغذائية المسجَّلة في مايو كلينك بمدينة روتشستر الأميركية، تارا شمت.
وبحسب تارا، فإن الأشخاص الذين يتناولون أدوية إنقاص الوزن الموصوفة طبياً، يجب أن يكونوا قادرين على إدارة الآثار الجانبية لتلك الأدوية، والحفاظ على رطوبة الجسم بشرب المياه، واستهلاك العناصر المغذية الكافية.
وتشرح تارا أن أدوية معالجة السُمنة المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، غالبًا ما تعمل على تقليل الشهية وزيادة الشعور بالشبع، حيث تبطئ أدوية الببتيد الشبيه بالجلوكاجون المعروفة، عملية إفراغ المعدة، أو معدل خروج الطعام من المعدة. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث أعراض جانبية شائعة مثل الغثيان والإمساك والقيء.
وتكون هذه الآثار الجانبية بسيطة ومؤقتة لمعظم الأشخاص. وغالبًا ما تكون أكثر إزعاجًا في بداية تناول الدواء أو مع زيادة الجرعات، وقد تتحسّن أو تنتهي خلال بضعة أيام أو أسابيع، وفقاً لتارا.
وتنصح اختصاصية النظم الغذائية، تارا شمت، الأشخاص الذين يتناولون أدوية إنقاص الوزن، بإطلاع الطبيب على الآثار الجانبية الشديدة لتلك الأدوية، والتواصل معه إذا كانت تعيق تناولهم للطعام والشراب.
الآثار الجانبية لأدوية إنقاص الوزن يمكن التحكُّم بها
وبحسب تارا، فإن الآثار الجانبية لأدوية إنقاص الوزن تصبح قابلة للإدارة بالنسبة للكثيرين من الأشخاص مع مرور الوقت وبالإرادة. ويجب على متناولي هذه الأدوية تناول الطعام ببطء، وتجنب الوجبات الكبيرة، وشرب الكثير من السوائل، والحفاظ على مَدخول البروتين.
وتنصح تارا في حال أصبحت السعرات الحرارية مدعاة للقلق أي (أقل من 1,200 سعرة حرارية في اليوم)، بزيادة كثافة السعرات الحرارية والعناصر المغذية بالوجبات والمشروبات والأطعمة الخفيفة بين الوجبات.
وتشير في هذا السياق إلى أن عناصر مثل اللبن اليوناني والسموذي (نوع من العصائر الطبيعية بقوام كثيف كريمي، غني بالألياف) ومخفوق البروتين والحساء تعتبر من الأطعمة الكثيفة غذائيًا وسهلة الهضم. كما أن الأطعمة الطرية، أو المخفوقة، أو السائلة يمكن تحملها بشكل أفضل.
وتُذكّر تارا هنا أن ترطيب الجسم أمر بالغ الأهمية؛ لأن نقصه قد يسبب الآثار الجانبية أو تفاقمها، ومنها الغثيان، والإمساك، والصداع والإرهاق، لذا يجب الحرص على أن يكون في متناول يدك ماء أو أي مشروب صحي آخر لتشربي منه طوال اليوم.
أدوية إنقاص الوزن.. أداة لا تقوم بكل العمل وحدها
تعتبر تارا شمت، أدوية إنقاص الوزن، حالها كحال الأدوية التي يتناولها المريض للحفاظ على مستوى ضغط دمه في النطاق الصحي، والتي يؤدي التوقف عنها إلى ارتفاع ضغط الدم مجددا، ولهذا تصفها بأنها "أداة".
وتضيف "رغم كونها ميزة إضافية، لكن هذه الأداة لا تقوم بالعمل كله وحدها. لذا يجب التركيز على الوجبات المغذية ووضع روتين للتمارين الرياضية، للاستفادة على المدى الطويل من تلك الأدوية، بصرف النظر عمّا إذا كنت ستلجأ إليها مستقبلاً أم لا.
التركيز على مصادر البروتين للحفاظ على كتلة العضلات
الفقدان السريع للوزن، سواء من خلال تغييرات نمط الحياة أو الأدوية الموصوفة أو الإجراءات الطبية، سيؤدي إلى فقدان بعض من كتلة العضلات، بحسب تارا، لذا تنصح بالتركيز على مصادر البروتين في الأطعمة والمشروبات وتقسيمها على مدار اليوم.
وترى أنه يمكن إضافة البروتين دون تناول كميات كبيرة من الطعام، مثل إضافة مسحوق البروتين أو اللبن اليوناني إلى سموذي الصباح، أو غمس الخضار في الجبن القريش، أو إضافة البقوليات إلى الحساء. كما يعد تناول البروتين كأول عنصر في الوجبة استراتيجية مفيدة للتأكد من عدم تركه في الطبق دون تناوله.
تمارين رياضية مفيدة في إنقاص الوزن
تعتبر تارا شمت أن الانخراط في تمارين القوة له القدر نفسه من الأهمية لكل ما ذكرناه سابقاً. وتنصح بممارسة تمارين؛ الضغط، القرفصاء، الاندفاع، والتمارين اللوحية (بلانك)، وتمارين العضلة الثلاثية، والجلوس الحائطي.