مع اقتراب موسم الأعياد، يصبح الحفاظ على الصحة تحديًا للكثيرين، سواء من حيث الإجهاد الناتج عن جدول الحفلات المزدحم أو العادات الغذائية غير المتوازنة.
في هذا السياق، قدمت الدكتورة صفية ديبار، خبيرة الرعاية الصحية في "مايو كلينك هيلثكير" بلندن، مجموعة من النصائح العملية التي تساعدك على تجاوز هذه الفترة بحيوية وصحة جيدة.
إحدى أهم الخطوات للحفاظ على صحتك هو الاستعداد الجيد قبل حضور التجمعات. وفقًا للدكتورة ديبار، من الضروري أن تسأل نفسك أسئلة بسيطة مثل: هل أشعر بالراحة جسديًا؟ هل أتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا يحتوي على المعادن والفيتامينات الضرورية؟ إذا كنت عرضة للإصابة بالأمراض، فقد يكون من المفيد التفكير في لقاحات مثل لقاح الإنفلونزا كإجراء وقائي.
كما أكدت الطبيبة على أهمية النظافة الشخصية، قائلة: "غسل اليدين جيدًا وارتداء قناع إذا لزم الأمر يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض." وأضافت أن الحفاظ على نمط حياة صحي خلال موسم الأعياد لا يعني القسوة على النفس، بل يتطلب تحقيق التوازن بين الراحة والالتزامات الاجتماعية.
يعد الطعام الجماعي في الحفلات أحد المسببات الرئيسة للأمراض المنقولة عبر الغذاء. تنصح الدكتورة ديبار بالانتباه إلى جودة الطعام وطريقة تقديمه، مضيفة: "تأكد من أن الطعام مطهو جيدًا، ولا يُترك لفترات طويلة في درجة حرارة الغرفة."
إذا شعرت بعدم الراحة تجاه جودة الطعام أو نظافته، استخدم حدسك وكن حذرًا. يمكنك أيضًا تقليل المخاطر من خلال غسل اليدين قبل تناول الطعام وتجنب لمس الأسطح المشتركة قدر الإمكان.
خلال موسم الأعياد، يكثر تناول الحلويات والمشروبات الكحولية؛ ما يؤدي غالبًا إلى الإفراط وما يترتب عليه من آثار سلبية. تنصح الدكتورة ديبار بتأمل تبعات الإفراط قبل اتخاذ القرار. "هل تستحق المتعة اللحظية الثمن الذي ستدفعه لاحقًا من تعب وخمول؟"
لتجنب هذه المشاكل، ركز على تناول وجبات متوازنة تحتوي على البروتين والدهون الصحية في بداية اليوم لتجنب الارتفاع السريع في مستويات السكر في الدم. كما تنصح الطبيبة بزيادة تناول الفواكه والخضروات للحفاظ على مستويات الطاقة مستقرة.
بالنسبة لمن يعانون من القلق في التجمعات الاجتماعية، تقترح الطبيبة تقنيات بسيطة مثل التنفس العميق أو تخيل سيناريوهات مريحة. إذا كنت انطوائيًا، حدد عدد المناسبات التي يمكنك حضورها براحة نفسية، وكن صادقًا مع نفسك بشأن حدودك.
كما تنصح بالذهاب إلى الحفلات برفقة صديق لدعمك. إذا شعرت بالتوتر، يمكنك تجربة البقاء لفترة قصيرة، ثم زيادة المدة تدريجيًا إذا تحسنت حالتك. الهدف هنا هو إيجاد توازن بين التعرض للمواقف الاجتماعية المفيدة نفسيًا والتعامل مع القلق الناتج عنها.
أما إذا كنت منسق الحفل، فالتخطيط المسبق والوعي يمكن أن يساعدا في تقليل التوتر. توصي الدكتورة ديبار بتقسيم المهام إلى خطوات صغيرة قابلة للتنفيذ وتوزيع المسؤوليات على الآخرين إذا أمكن.
"لا تحمّل نفسك مسؤولية إسعاد الجميع"، كما تقول الطبيبة. ركّز على خلق أجواء مريحة وممتعة قدر استطاعتك. وتضيف: "الطاقة الإيجابية معدية. إذا كنت سعيدًا، سينعكس ذلك على ضيوفك."
موسم الأعياد هو وقت للاحتفال والاستمتاع، لكنه قد يكون مرهقًا جسديًا ونفسيًا إذا لم يُدار بوعي. من خلال اتباع نصائح الدكتورة ديبار حول الصحة الجسدية، التغذية، وإدارة التوتر، يمكنك الاستمتاع بأجواء العطلات دون التضحية بصحتك. اجعل هذه الفترة فرصة للاسترخاء والتواصل الإيجابي مع الآخرين، مع الحفاظ على نمط حياة متوازن يضمن لك بداية عام جديد مليء بالنشاط والحيوية.