نحن نعيش في عالم تُعتبر فيه الكلمات وسيلتنا الأساسية للتواصل، ومع ذلك، نجد أنفسنا في كثير من الأحيان ننتظر من الآخرين أن يفهمونا دون أن ننطق بحرف.
نعتقد أن من يحبنا أو يعرفنا جيدا يجب أن يكون قادرا على قراءة أفكارنا، أن يشعر بما نحتاجه، أن يلتقط الإشارات الصامتة التي نرسلها دون وعي.
ولكن، هل هذا ممكن حقًا؟ أم أننا نسقط في فخ التوقعات غير المعلنة، ذلك الفخ الذي ينتهي بنا إلى خيبات الأمل وسوء الفهم؟
هناك اعتقاد شائع بأن القرب العاطفي يعني الفهم الفوري، وكأن العلاقات القوية يجب أن تُغنينا عن شرح أنفسنا أو التعبير عن احتياجاتنا.
نميل إلى الظن بأن الشريك، الصديق، أو حتى زملاء العمل يجب أن يعرفوا ما يزعجنا وما نريده دون أن نقول شيئا، وعندما لا يحدث ذلك، نشعر بالإحباط وربما بالغضب.
لكن الواقع مختلف تماما. البشر ليسوا قراء أفكار، مهما كانت درجة قربهم منا. الأفكار والمشاعر ليست واضحة دائما، وحتى أقرب الناس إلينا قد يحتاجون إلى سماع ما نفكر به لنفهم بعضنا بشكل صحيح.
هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا نستخدم الصمت كوسيلة للتواصل بدل الحديث الصريح، منها:
نضع في أذهاننا سيناريوهات مثالية حول كيفية تفاعل الآخرين معنا، وعندما لا تتحقق، نشعر بخيبة الأمل.
بعضنا يخشى أن يكون صريحًا بشأن احتياجاته، معتقدا أن طلب الاهتمام أو الدعم قد يجعله يبدو ضعيفا.
نرسل إشارات خفية بدلاً من التعبير المباشر، معتقدين أن من يهتم بنا سيفهمها، لكن هذا نادرا ما يحدث.
نفترض أن الآخرين يرون الأمور بالطريقة التي التي نراها، ونتفاجأ عندما يكون منظورهم مختلفا تماما.
إليك طرق ونصائح فعالة لكسر تلك الأنماط من التوقعات الصامتة:
لا أحد يستطيع فهم ما تريد بدقة إن لم تعبّر عنه بوضوح. الكلمات لا تقلل من قيمة المشاعر، بل تعزز الفهم المتبادل.
حتى أقرب الناس إليك بحاجة إلى سماع ما يدور في داخلك، لأنهم ببساطة لا يملكون قدرة خارقة على قراءة الأفكار.
لا تجعل العلاقة ساحة اختبارات خفية، مثل "إذا كان يهتم بي فعلا، فسيعرف لماذا أنا منزعج". هذه الطريقة تسبب الإحباط للطرفين.
لكل شخص طريقته في الفهم والتفاعل، وما يبدو واضحا لك قد لا يكون كذلك للآخرين.
لا يكفي أن نشعر بالأشياء في داخلنا، بل علينا أن نشاركها، أن نقولها بصوت مسموع. الانتظار بصمت والتوقع دون تعبير هو وصفة مثالية لسوء الفهم وخيبات الأمل. أما حين نمنح أنفسنا والآخرين فرصة للكلام بصدق، عندها فقط نصبح أقرب، وأكثر فهما لبعضنا البعض.