header-banner
علاقات

أبجدية العلاقات.. لا تتوقع من الآخرين فهمك دون أن تتحدث

علاقات
إيمان بونقطة
23 مارس 2025,10:00 ص

نحن نعيش في عالم تُعتبر فيه الكلمات وسيلتنا الأساسية للتواصل، ومع ذلك، نجد أنفسنا في كثير من الأحيان ننتظر من الآخرين أن يفهمونا دون أن ننطق بحرف.

نعتقد أن من يحبنا أو يعرفنا جيدا يجب أن يكون قادرا على قراءة أفكارنا، أن يشعر بما نحتاجه، أن يلتقط الإشارات الصامتة التي نرسلها دون وعي.

ولكن، هل هذا ممكن حقًا؟ أم أننا نسقط في فخ التوقعات غير المعلنة، ذلك الفخ الذي ينتهي بنا إلى خيبات الأمل وسوء الفهم؟

حينما يصبح الصمت لغة غير مفهومة

0dbb6d3f-076f-46ab-998c-e6c92d6317fd

هناك اعتقاد شائع بأن القرب العاطفي يعني الفهم الفوري، وكأن العلاقات القوية يجب أن تُغنينا عن شرح أنفسنا أو التعبير عن احتياجاتنا.

نميل إلى الظن بأن الشريك، الصديق، أو حتى زملاء العمل يجب أن يعرفوا ما يزعجنا وما نريده دون أن نقول شيئا، وعندما لا يحدث ذلك، نشعر بالإحباط وربما بالغضب.

لكن الواقع مختلف تماما. البشر ليسوا قراء أفكار، مهما كانت درجة قربهم منا. الأفكار والمشاعر ليست واضحة دائما، وحتى أقرب الناس إلينا قد يحتاجون إلى سماع ما نفكر به لنفهم بعضنا بشكل صحيح.

لماذا نقع في هذا الفخ؟

هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا نستخدم الصمت كوسيلة للتواصل بدل الحديث الصريح، منها:

الإفراط في التوقعات

نضع في أذهاننا سيناريوهات مثالية حول كيفية تفاعل الآخرين معنا، وعندما لا تتحقق، نشعر بخيبة الأمل.

الخوف من الرفض أو الإحراج

بعضنا يخشى أن يكون صريحًا بشأن احتياجاته، معتقدا أن طلب الاهتمام أو الدعم قد يجعله يبدو ضعيفا.

الاعتماد على التلميحات غير المباشرة

نرسل إشارات خفية بدلاً من التعبير المباشر، معتقدين أن من يهتم بنا سيفهمها، لكن هذا نادرا ما يحدث.

التوقع بناءً على تجاربنا الشخصية

نفترض أن الآخرين يرون الأمور بالطريقة التي التي نراها، ونتفاجأ عندما يكون منظورهم مختلفا تماما.

أخبار ذات صلة

تكرار الأخطاء العاطفية.. هكذا نكسر أنماط العلاقات السامة

كيف نكسر دائرة التوقعات الصامتة؟

إليك طرق ونصائح فعالة لكسر تلك الأنماط من التوقعات الصامتة:

التواصل الواضح والمباشر

لا أحد يستطيع فهم ما تريد بدقة إن لم تعبّر عنه بوضوح. الكلمات لا تقلل من قيمة المشاعر، بل تعزز الفهم المتبادل.

إدراك أن الصمت لا يعني الفهم

حتى أقرب الناس إليك بحاجة إلى سماع ما يدور في داخلك، لأنهم ببساطة لا يملكون قدرة خارقة على قراءة الأفكار.

التخلي عن اختبار الآخرين

لا تجعل العلاقة ساحة اختبارات خفية، مثل "إذا كان يهتم بي فعلا، فسيعرف لماذا أنا منزعج". هذه الطريقة تسبب الإحباط للطرفين.

المرونة وتقبّل الفروقات

لكل شخص طريقته في الفهم والتفاعل، وما يبدو واضحا لك قد لا يكون كذلك للآخرين.


لا يكفي أن نشعر بالأشياء في داخلنا، بل علينا أن نشاركها، أن نقولها بصوت مسموع. الانتظار بصمت والتوقع دون تعبير هو وصفة مثالية لسوء الفهم وخيبات الأمل. أما حين نمنح أنفسنا والآخرين فرصة للكلام بصدق، عندها فقط نصبح أقرب، وأكثر فهما لبعضنا البعض.

أخبار ذات صلة

بين التوقع والواقع: كيف تتجنب خيبات الأمل في العلاقات؟

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo