العلاقات الإنسانية، سواء كانت عاطفية أو اجتماعية أو حتى مهنية، غالبًا ما تتأرجح بين التوقعات التي نحملها في أذهاننا، والواقع الذي قد لا يكون دائمًا كما نتصوره.
هذه الفجوة بين ما ننتظره وما يحدث فعليًا قد تكون السبب الرئيس لخيبات الأمل.
لكن هل يمكن تفاديها؟ وكيف نوازن بين ما نحلم به وما نعيشه دون أن نخسر متعة العلاقة أو نصاب بالإحباط؟
التوقعات جزء من الطبيعة البشرية، فهي تساعدنا على التخطيط والشعور بالتحكم في حياتنا. لكن عندما تصبح هذه التوقعات غير واقعية أو مثالية أكثر من اللازم، تبدأ المشكلة.
أحيانًا، نبني صورة مثالية لشريك حياتنا، أو نتوقع من الأصدقاء تصرفات معينة، وعندما لا تتطابق هذه التوقعات مع الواقع، نشعر بالخذلان. الأسباب التي تدفعنا لوضع توقعات غير واقعية تشمل:
تُقدم لنا القصص الخيالية نماذج علاقات مثالية؛ ما يجعلنا نبحث عن نسخة منها في حياتنا الواقعية.
قد نحمل تصورات معينة عن كيفية تصرف الآخرين تجاهنا بناءً على ما نشأنا عليه من مفاهيم وقيم.
إذا مررنا بعلاقات ناجحة أو مخيبة للآمال، فقد نبني توقعات على أساس تلك التجارب، سواء بالإفراط في التفاؤل أو الحذر المفرط.
عندما نتوقع من الآخرين تصرفات معينة دون أن نعبر عنها بوضوح، ونفترض أنهم "يجب" أن يفهموا احتياجاتنا دون أن نقولها، فإننا نضع أنفسنا في موقف محبط. إليك بعض الأمثلة على ذلك:
لا أحد يستطيع قراءة أفكار الآخر. إن كنت تنتظر من شريكك أن يعرف ما يزعجك أو يسعدك دون أن تتكلم، فقد تُصاب بخيبة أمل.
العلاقات تمر بمراحل مختلفة، ولا توجد علاقة خالية من التحديات. التوقع بأن تكون كل لحظة مثالية قد يجعلك تفقد الاستمتاع بالحياة الطبيعية للعلاقة.
سواء كان ذلك في الصداقات أو العلاقات العائلية، عندما تتوقع من شخص ما أن يتصرف بطريقة معينة ولم يفعل، قد تشعر بالإحباط، رغم أنه لم يكن ملزمًا بذلك.
بهذه الطرق تتجنب خيبات الأمل في العلاقات:
بدلًا من أن تفترض أن الآخرين يجب أن يعرفوا ما تحتاجه، عبّر عن توقعاتك بوضوح. إذا كنت تنتظر دعمًا معينًا، أو تحتاج إلى مساحة شخصية، فمن الأفضل أن تتحدث عن ذلك بصراحة.
لا يوجد شخص مثالي، ولا توجد علاقة كاملة بلا مشاكل. تقبل العيوب والنواقص كجزء من بناء علاقات صحية ومستدامة. عندما تدرك أن الشريك أو الصديق لديه نقاط قوة ونقاط ضعف، ستصبح أكثر تقبلًا للطبيعة البشرية للعلاقات.
ليس كل شخص يفكر أو يشعر بالطريقة نفسها التي تفكر بها. قد يكون لدى شريكك أو صديقك طريقة مختلفة في التعبير عن مشاعره أو حبه، وهذا لا يعني أنه لا يهتم، بل يعني فقط أنه يُظهر اهتمامه بطريقته الخاصة.
بدلًا من التركيز على ما لم يفعله الآخرون، ركّز على ما يفعلونه بالفعل. التقدير والامتنان من أهم أدوات بناء علاقات إيجابية. عندما تبدأ في ملاحظة الأشياء الجيدة التي يقدمها الآخرون لك، ستقل خيبات الأمل.
العلاقات ليست ثابتة، بل تتطور بمرور الوقت. ما كان يناسبك في بداية العلاقة قد يحتاج إلى تعديل مع مرور الوقت. كن مرنًا وتقبل أن العلاقات تحتاج إلى جهد مستمر وتواصل دائم.
حتى مع كل الاحتياطات، قد تمر بلحظات تشعر فيها بخيبة الأمل. في هذه الحالات:
التوقعات جزء لا يتجزأ من العلاقات، لكن التوازن بين الحلم بالحب والدعم، والوعي بالواقع ومتغيراته، هو المفتاح لعلاقات أكثر سعادة واستقرارًا. عندما نكون أكثر مرونة في توقعاتنا، وأكثر وضوحًا في تعبيرنا عن احتياجاتنا، وأقل مثالية في نظرتنا للآخرين، نصبح أكثر قدرة على بناء علاقات مُرضية تخلو من خيبات الأمل الكبرى.