العلاقات هي جزء أساسي من حياتنا البشرية، فهي تحدد الكثير من تجاربنا ومشاعرنا. ومع ذلك، قد نجد أنفسنا أحيانًا عالقين في علاقات غير مرضية، نتشبث بها بسبب مجموعة من الأسباب التي قد تبدو منطقية في لحظتها، لكنها في الواقع تشكل خطراً على رفاهيتنا النفسية والعاطفية.
تُشير العديد من الدراسات النفسية وفق موقع psychology إلى أن البقاء في هذه العلاقات يمكن أن يكون مدفوعًا بأسباب خاطئة قد تضر أكثر مما تنفع.
في هذا المقال، نسلط الضوء على بعض من أسوأ الأسباب التي قد تجعلنا نتمسك بعلاقة غير صحية، وفقاً للعلم.
وفقاً لعدة دراسات نفسية، هناك علاقة بين انخفاض تقدير الذات والعلاقات غير المرضية. الأشخاص الذين يعانون من تدني تقدير الذات يميلون إلى قبول علاقات تفتقر إلى الجودة؛ لأنهم يعتقدون أنهم لا يستحقون أفضل من ذلك. هذه النظرة السلبية تجعلهم يتوقعون حدوث مشاكل عاطفية، وعندما تحدث فعلاً، يظنون أن ذلك هو ما يستحقونه؛ ما يعمق الشعور بعدم القدرة على التغيير.
أحياناً يكون الخيار الوحيد الذي يبدو أمامنا هو البقاء في العلاقة؛ لأننا نرى العزلة أو الاستقلالية أو الحياة من دون أطفال أسوأ من الاستمرار في علاقة غير سعيدة. في بعض المجتمعات، حيث تكون الاستقلالية الاقتصادية للنساء صعبة التحقيق، يصبح هذا الاعتقاد أكثر شيوعاً؛ ما يؤدي إلى تمسك الأشخاص بعلاقات لا تحقق لهم الراحة النفسية.
العلاقات التي تستمر فترة طويلة قد تؤدي إلى استثمار مشترك في وقتنا وجهدنا وأحيانًا في ممتلكات مادية مثل منزل أو أطفال أو مشاريع مشتركة. أظهرت الدراسات أن الأزواج الذين استثمروا وقتاً طويلاً أو مالاً في علاقتهم يميلون إلى البقاء فيها رغم عدم رضاهم. هذا الشعور بأنهم "خسروا الكثير" يجعلهم يظنون أن استمرار العلاقة هو الحل الوحيد.
يعتقد البعض أنه يجب أن يكون هناك دائمًا "الطرف المذنب" في نهاية كل علاقة. هذه الفكرة الخاطئة قد تدفع الكثير من الأشخاص إلى البقاء في علاقة غير مرضية، خوفًا من إيذاء شريكهم الذي لم يرتكب خطأ واضحاً. ومع ذلك، لا يدرك الكثيرون أن البقاء في علاقة غير صادقة قد يكون أكثر ضرراً للطرفين.
في مجتمعنا المعاصر، حيث يسهل التعبير عن المشاعر على وسائل التواصل الاجتماعي، يصبح من الصعب على البعض بناء استقلالية عاطفية. هؤلاء الأشخاص يظنون أن سعادتهم أو شقاءهم مرتبطان بشكل وثيق بشريكهم. هذه النظرة تؤدي إلى اعتقاد خاطئ مثل "لا أستطيع العيش من دونك"، وذلك يعزز بقاءهم في علاقات سامة.
يعد من أشهر الأسباب التي تُقال "البقاء من أجل الأطفال"، ولكن الدراسات تشير إلى أن هذا القرار قد يكون غير حكيم في بعض الحالات. الأطفال الذين ينشأون في بيئة مليئة بالصراعات أو العواطف الجافة قد يعانون نفسياً. كذلك، في بعض الحالات، قد يكون الطلاق أكثر فائدة للأطفال من العيش في جو غير سعيد.
هذه من أكثر الأسباب التي يعتمد عليها الأشخاص في علاقاتهم غير المرضية. "سيصبح أفضل مع الوقت" أو "سيغير نفسه" هي أفكار شائعة، لكنها في الواقع غالبًا ما تكون مجرد أوهام. من الصعب أن يتغير الشخص بشكل جوهري إذا كان التغيير يتطلب منه أن يصبح شخصًا آخر، وفي الغالب مع مرور الوقت تزداد المشكلة تعقيدًا.
إن إنهاء علاقة، خصوصًا بعد نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي أو بعد أن أصبح الشريك جزءًا من حياة العائلة والمجتمع، قد يبدو محرجًا للغاية. قد يظن البعض أن الفشل في العلاقة يعني أنهم فشلوا في حياتهم العاطفية بشكل عام؛ ما يدفعهم للاستمرار في علاقة غير سعيدة فقط لتجنب هذه الشعور بالعار.
هناك من يعتقد أن كل العلاقات هي مجرد "إدارة للمشاكل"، وأن التوافق التام لا يمكن أن يحدث. قد ينشأ هذا الاعتقاد نتيجة لتجارب الطفولة أو تجنب المواجهات الصريحة. هذا الفكر قد يجعل الشخص يقبل بمستوى منخفض من السعادة في علاقته، ويعيق نموه العاطفي والشخصي.
أحيانًا، من الأسهل أن نظل في علاقة سيئة من أن نعترف أننا ارتكبنا خطأً باختيارنا إياها. قبول فكرة أن هذه العلاقة كانت خطأ منذ البداية يمكن أن يكون مؤلمًا للغاية؛ ما يجعل البعض يفضلون البقاء فيها بدلًا من مواجهة الحقيقة والاعتراف بأنهم كانوا في علاقة غير مناسبة.
في النهاية، البقاء في علاقة غير مرضية بناءً على هذه الأسباب وغيرها، قد يؤدي إلى أضرار كبيرة على الصحة النفسية والعاطفية. من الضروري أن نكون صادقين مع أنفسنا وأن نتعامل مع العلاقات بما يتماشى مع رفاهنا الشخصي، بعيدًا عن الأفكار الخاطئة التي قد نتمسك بها.