تأثير الطلاق على الأطفال

الطلاق.. أهم قصة يجب أن ترويها بحكمة لطفلك

أمومة
إيمان بونقطة
25 أكتوبر 2024,11:01 ص

الطلاق تجربة قاسية تحمل في طياتها الكثير من الألم والتحديات، وتزداد صعوبة عندما يكون هناك أطفال في المشهد، إذ يصبح الطلاق ليس مجرد انفصال بين زوجين بل تفكك لعالم كامل كانا يشتركان فيه مع أطفالهما.

ولأن الأطفال يشكلون جزءاً حساساً من هذا التغيير، فإن كيفية التعامل مع الطلاق وإدارة مشاعر الأطفال خلاله تعدّ مسؤولية كبيرة تتطلب الوعي والحرص.

c9a77832-7c9f-4886-b928-bc3c4bdc739b

الطلاق بين الخصوصية والتحدي العاطفي

عند وقوع الطلاق، يشعر كل من الزوجين بأن عالمه الخاص يتداعى، ويرافق ذلك تغيرات في الجسم والنفس، حيث يستعد الجسم للدفاع عن نفسه وكأن الطرف الآخر عدو.

ترتفع معدلات نبضات القلب ويتدفق الأدرينالين، وكأن جسد الإنسان يدخل في حالة استعداد للحرب.

وفي خضم هذه العواصف العاطفية، يجد الزوجان أنفسهما أمام تحدٍ كبير، الاستمرار في تربية أطفالهم وتوجيههم دون السماح للألم والغضب أن يعكر صفو علاقتهم بأطفالهم.

أخبار ذات صلة

من بينها الانتقال لمدينة جديدة.. 5 تفسيرات للحلم بالطلاق

 

ضرورة توجيه المشاعر بدلاً من كبتها

يوضح الدكتور جون غوتمان في كتابه تربية الطفل العاطفية الذكية أن الأطفال الذين يتعرضون للنزاع الدائم بين والديهم غالباً ما يعانون من ارتفاع في مستويات التوتر، ما يؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية والعاطفية.

ويؤدي هذا إلى ظهور أعراض مثل اضطرابات المعدة أو الأرق، وهو ما يظهر أن الأطفال يتأثرون بما يجري حولهم، حتى وإن لم يعبروا عنه صراحة.

لهذا، ينصح الخبراء الآباء بأن يتعاملوا بحذر ووعي مع مشاعر أطفالهم، وأن يشجعوهم على التعبير عنها، بدلاً من محاولة التخفيف منها عبر إشغالهم أو تشتيت انتباههم.

التحكم في الغضب أو الحزن ليس الحل الأمثل، بل ينبغي للوالدين أن يكونوا "مدربين عاطفيين" لأطفالهم. ويمكن للوالدين توجيه الطفل لفهم مشاعره ومساعدته على تحديد مصدر قلقه أو حزنه. فالاعتراف بمشاعر الطفل يُعد خطوة أولى نحو مساعدته على التكيف مع التغيير الكبير الذي يطرأ على حياته.

67a7c88c-b5a3-41ea-9b46-5b624ebd5c2c

تأثير القصة التي تروى على مستقبل الطفل

الطلاق قد يبدو نهاية، ولكنه يحمل في طياته فرصة لبداية جديدة، ويجب على الوالدين إدراك أن الطريقة التي يرويان بها قصة طلاقهما ستكون جزءاً من حياة طفلهما.

فوفقاً لعلماء النفس، ليس المهم فقط ما مرّ به الوالدان في طفولتهما، بل كيفية فهمهما لأحداث ماضيهما، والتي تنعكس على طريقة تعاملهم مع أبنائهم.

يرى دانييل سيغل، مؤلف كتاب (الطفل ذو الدماغ الشامل)، أن الطريقة التي يفسر بها الوالدان تجربة الطلاق، إما كضحية أو كمسؤولين عن أدوارهم، تلعب دوراً كبيراً في تشكيل رؤية أطفالهم للحياة والعلاقات.

لهذا، ينصح الخبراء الوالدين بأن يرووا حكاية طلاقهم بعيداً عن الصراعات، في صورة تعكس الوعي والنضج وتبرز الجوانب الإيجابية. على سبيل المثال، يمكنهما التأكيد على أنهما يحبان طفلهما ويرغبان في سعادته، وأنهما يسعيان لإيجاد طريق جديد يحقق الهدوء والراحة للجميع.

c903e857-6c6f-44e6-a0dd-09176c191953

الطلاق كفرصة لبناء مستقبل أفضل

رغم الألم، يعد الطلاق فرصة لإعادة بناء النفس وتشكيل مسار جديد. يشير خبراء العلاقات إلى أن الطلاق قد يكون نافذة زمنية تجعل الوالدين قادرين على فهم مسارهم وإعادة تحديد رؤيتهم للمستقبل.

هذه الرحلة قد تمنحهم الفرصة للتواصل مع أطفالهم بشكل أعمق، وتتيح لهم غرس قيم الاستقلالية والصبر والقدرة على التكيف.

يمكن للوالدين تحويل حكاية الطلاق من قصة مؤلمة إلى تجربة غنية، تبني في أبنائهم القدرة على تجاوز الصعوبات والتأقلم مع التحديات.

في النهاية، تُصبح هذه القصة جزءاً من ذاكرة الطفل، ورثه من والديه، وحين يكبر سيحمل معه هذا الدرس كجزء من تجربته الخاصة، ليصبح قادراً على مواجهة تحديات الحياة برؤية إيجابية وناضجة.

أخبار ذات صلة

5 أسباب شائعة تدفع الزوجين للتفكير بالطلاق

 

google-banner
foochia-logo