header-banner
الأطفال

الأطفال أعظم معلمي الحياة والطريق الأقصر لتطوير الذات

تطوير الذات
إيمان بونقطة
23 مارس 2025,9:00 ص

في عالم يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، حيث تتحكم الحسابات العقلية والضغوط اليومية في كل قراراتنا، تبدو الحياة أشبه بلعبة شطرنج دقيقة، حيث يُحسب لكل خطوة ألف اعتبار.

لكن، وسط هذا الكم الهائل من المسؤوليات والتوقعات، هناك عقول صغيرة تمشي بيننا، تحمل في داخلها سحرًا فريدًا ورؤيةً نقية للحياة، إنهم الأطفال.

هؤلاء الصغار، الذين لم تثقلهم القيود الاجتماعية ولم تحدّهم القواعد الجامدة، يعيشون الحياة كما هي: بفضول لا يعرف الحدود، وبإبداع لا يخشى التجربة، وبمرونة تتيح لهم السقوط والوقوف مرات لا تُحصى دون أن ينكسروا.

قد نعتقد أننا نحن المعلمون وهم المتعلمون، لكن الحقيقة أن الأطفال يحملون بين ضحكاتهم وتساؤلاتهم كنوزًا معرفية لا نلتفت إليها، رغم أنها قد تكون المفتاح لحياة أكثر بساطة وسعادة وإبداعًا.

فهل حان الوقت أن نتعلم منهم كيف نعيد اكتشاف العالم؟ كيف نستعيد فضولنا المفقود، ونتحرر من الخوف من الفشل، ونعيش اللحظة بصدق كما يفعلون؟

كيف تتعلم من الأطفال؟

af84b715-d911-4461-b41f-8e424d8e7b8f

يمكن أن نعيد اكتشاف هذه الصفات من خلال مراقبة الأطفال والتفاعل معهم، لنكتشف كنوزًا نعمل بجهد لنصل إلى تلك المرحلة منها:

1. الفضول بلا حدود

الأطفال يسألون عن كل شيء، ولا يخجلون من طرح الأسئلة التي قد يتجنبها البالغون. هذا الفضول هو أساس التعلم المستمر والتطور.

الكبار، من جهة أخرى، قد يقعون في فخ الافتراضات المسبقة، وذلك يحد من قدرتهم على استكشاف أفكار جديدة.

  • تعلم من الأطفال أن تبقى فضوليًّا، ولا تتردد في طرح الأسئلة حتى وإن بدت بديهية.

2. الإبداع خارج القواعد

يبتكر الأطفال ألعابًا من العدم، ويرسمون عوالم خيالية لا تحدها قوانين الواقع. بالنسبة لهم، كل شيء ممكن، ولا وجود لـ"الصواب والخطأ" في الإبداع.

عندما يكبر الإنسان، يبدأ في تقييد نفسه بمعتقدات مثل "لا يمكن فعل هذا"، أو "هذه الفكرة غير منطقية"، ويحد من قدرته على الإبداع.

  • جرّب أن تنظر إلى التحديات بعقلية طفل، واسمح لنفسك بالتفكير بحرية دون قيود مسبقة.

3. الاستمتاع باللحظة

الأطفال يعيشون اللحظة دون قلق بشأن المستقبل أو الندم على الماضي. عندما يكونون سعداء، يعبرون عن ذلك بالكامل، وعندما يحزنون، لا يخجلون من مشاعرهم.

هذه العفوية تمنحهم قدرة مذهلة على الاستمتاع بالحياة. كم مرة تجد نفسك مشغولًا بالمستقبل لدرجة أنك تفقد الاستمتاع بما يحدث الآن؟

أخبار ذات صلة

إيجابيات إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية

4. السقوط والتعلم من الفشل

عندما يبدأ الطفل في تعلم المشي، يسقط عشرات المرات، لكنه لا يتوقف عن المحاولة. لا يفكر الطفل في الفشل كمشكلة، بل يراه جزءًا طبيعيًّا من التعلم.

أما الكبار، فغالبًا ما يصابون بالإحباط من أول عقبة، أو يخشون المحاولة خوفًا من الفشل.

  • راقب الأطفال، وتعلم أن تجعل الفشل خطوة نحو النجاح بدلًا من كونه عائقًا.

5. العفوية والتعبير عن المشاعر

لا يخجل الأطفال من إظهار مشاعرهم، سواء كانت فرحًا، حزنًا، غضبًا أو دهشة. أما الكبار، فيميلون إلى كبت عواطفهم خوفًا من الأحكام الاجتماعية.

هذه العفوية تساعد الأطفال على التخلص من المشاعر السلبية بسرعة، بينما يعاني الكبار أحيانًا من تراكم الضغوط بسبب كتمانهم لما يشعرون به.

  • حاول أن تعبر عن مشاعرك بصراحة، وتسمح لنفسك بأن تكون أكثر تلقائية.

6. بناء العلاقات بدون حسابات

الأطفال لا يهتمون بالمظاهر أو المنافع المتبادلة في علاقاتهم. إذا أحبوا شخصًا، فإنهم يفعلون ذلك بصدق ودون شروط.

في المقابل، غالبًا ما تصبح العلاقات بين البالغين مشروطة بالمصالح والتوقعات.

  • يمكننا أن نتعلم من الأطفال كيف نبني علاقات قائمة على العفوية والتواصل الصادق، بدلاً من الحسابات المعقدة.

7. الحماس لرؤية الأشياء البسيطة بعين جديدة

الأطفال ينبهرون بكل شيء، من فقاعات الصابون إلى قوس قزح. هذه القدرة على رؤية الجمال في الأشياء البسيطة تجعلهم أكثر سعادة.

نحن كبالغين نميل إلى اعتبار الكثير من الأشياء أمورًا مسلمًا بها، وبالتالي نفقد الإحساس بالدهشة.

  • حاول أن تنظر إلى العالم بعين طفل، وستكتشف كم هو مليء بالأشياء التي تستحق التأمل والاستمتاع بها.


الأطفال ليسوا مجرد متعلمين صغار، بل هم أيضًا معلمون رائعون للحياة. يمكننا أن نعيد اكتشاف أنفسنا من خلال مراقبتهم والتفاعل معهم. الفضول، الإبداع، العفوية، والقدرة على الاستمتاع بالحياة هي صفات لم نفقدها تمامًا، لكنها تلاشت مع الوقت. ربما حان الوقت أن نستعيدها، ليس فقط لنكون أكثر سعادة، ولكن لنعيش الحياة بطريقة أكثر أصالة وحرية.

أخبار ذات صلة

لماذا يجب أن ينام الأطفال مبكرا؟

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo