لطالما أثبتت الأبحاث أن العقل البشري يمتلك طاقات لا حدود لها إذا ما تم توجيهها بالشكل الصحيح.
في كتابه الجديد "Aware: The Science and Practice of Presence"، يقدم د. دانيال ج. سيغل رؤيته المبتكرة حول كيفية تأثير الحضور الذهني على حياتنا الجسدية والعاطفية والاجتماعية، مستندًا إلى عقود من البحث العلمي.
يشير د. سيغل إلى ثلاث ركائز أساسية لتدريب العقل: التركيز الواعي، والانفتاح على التجربة، وتنمية النية الطيبة. هذه الركائز تُشكِّل أساس الممارسات التأملية التي تُعرف أحيانًا بـ "التأمل الذهني" أو "ممارسات الوعي التأملي".
وهو التركيز على التجربة الحالية، حيث يشبه شعاعًا من الضوء يضيء على تفاصيل معينة من تجربتنا، هذه القدرة على توجيه الانتباه بشكل مركز تعزز الإدراك العميق، ما يساعدنا على فهم أنفسنا والعالم من حولنا بشكل أوضح.
يسمح لنا الانفتاح بتقبل كل ما يطرأ في حياتنا دون مقاومة أو رفض، ما يُعزِّز قدرتنا على التعامل مع التحديات بمرونة.
هي الدعامة التي تُعزز مشاعر التعاطف والرحمة، سواء تجاه الذات أم تجاه الآخرين.
تشير الأبحاث إلى أن دمج هذه الركائز في حياتنا اليومية يمكن أن يُحدث تغيرات إيجابية ملموسة في الدماغ والجسم. على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن هذه الممارسات تُحسِّن من تكامل الدماغ، وهو العملية التي تربط بين الأجزاء المختلفة من الدماغ لتعزيز الوظائف العاطفية والسلوكية، كما أنها تُقلل من التوتر، وتُعزِّز مناعة الجسم، وتُحسِّن صحة القلب والأوعية الدموية.
لا يقتصر تأثير الحضور الذهني على الصحة الجسدية والعقلية فحسب، بل يمتد ليشمل جودة علاقاتنا مع الآخرين، عندما نكون حاضرين بوعي في تفاعلاتنا، نصبح أكثر قدرة على الاستماع والتواصل بفعالية، ما يُعزز الروابط العاطفية مع من حولنا.
وفقًا للأبحاث التي أشار إليها د. سيغل، يمكن أن تُسهم ممارسات الحضور الذهني في تحقيق الفوائد التالية:
وختامًا، فإن "الحضور" ليس مجرد حالة ذهنية، بل هو مهارة يمكن تطويرها لتعزيز الصحة والسعادة، كما يقول د. سيغل، عندما نتعلم أن نعيش بحضور ووعي، فإننا نفتح أبوابًا جديدة لتحقيق الانسجام الداخلي والخارجي.