بينما يعتبر الكثيرون بأن مجال تطوير الذات ماهو إلا وهم يُباع لفاقدي الأمل والحالمين بمستقبل مشرق بعيد عن واقعهم البائس، مازال آخرون يحتفون بهذا العالم الذي جعلهم يصعدون سلم النجاح والتقدم خطوة خطوة.
وعندما نتحدث عن تنمية أو تطوير الذات، فإننا، بلا شك، نتحدث عن كل معلم أو قائد ثوري أو guru، أخذ على عاتقه مسؤولية إيقاظ الناس من غيبوبة زحمة الحياة الروتينية، التي تشبه، إلى حد ما، حياة الروبوت المعدة مسبقاً. بينما يؤمن هؤلاء بأن لكل إنسان بصمة حياة مختلفة، وإضافة جميلة لهذه الحياة لتجعلها أجمل، كما يحق له أن يحصل على حياة أجمل.
في هذا الموضوع نختصر عليكم البحث وصفحات كثيرة من القراءة في مجال تطوير الذات، لنقدم لكم ملخص دروس الحياة التي نشرها المعلم توني روبينز عبر صفحته الخاصة على لينكدإن.
من هو توني روبينز؟
إذا كنت من الأشخاص الذين يبحثون بشغف في التنمية الذاتية، فلا شك بأنك سمعت بالمعلم توني روبينز الذي امتلك قلوب الحشود من الناس بعد أن ساهم في تغيير حياتهم نحو الأحسن.
هو كاتب ومتحدث تحفيزي أمريكي، أشعل منصات عشاق التطوير الذاتي بسبب أفكاره الثورية لتحويل حياة الإنسان، من إنسان مستسلم للضروف المحيطة إلى إنسان ناجح وسعيد. وكان السبب الأكبر لنجاحه هو حياته البائسة التي استطاع تحويلها لحياة مليئة بالإنجازات والتحولات الكبيرة.
تحتل كتبه مكانة عالمية، فهو صاحب الكتب الأكبر مبيعاً في العالم، في 2007 ذكرته مجلة فوربس في قائمة «المشاهير المائة»، وقالت المجلة بأنه جنى أكثر من 30 مليون دولار أمريكي في ذلك العام فقط.
كما تفرد بفيلم وثائقي خاص به على نتفلكس يعرض الأسلوب الساحر للمرشد الذي ألهم آلاف الناس، مع تسليط الضوء على رحلته الخاصة مع تطوير حياة الأشخاص والمبادئ التي يؤمن بها، بعنوان "I'm not your guru".
6 دروس ملهمة من توني روبنز في عمر 64
العمر صديقنا، والتجربة دليلنا – بهذه الكلمات يعكس توني روبنز، رحلته مع الحياة مع بلوغه الرابعة والستين. فبالنسبة له، لم تكن أعياد الميلاد دائماً مناسبة سعيدة، بل كانت في بعض الأحيان تذكيراً بالأهداف التي لم يحققها بعد. ولكنه أدرك مع مرور الوقت أن العمر ليس مجرد رقم، بل هو قصة مليئة بالتجارب، والدروس، والفرص التي لا تنتهي.
يشارك روبنز بعضاً من أهم الدروس التي تعلمها عبر العقود، وهي حكم ملهمة يمكن أن تغير نظرتك للحياة:
1. المعنى هو مفتاح الحياة
المعاني التي نمنحها للأحداث تحدد الطريقة التي نعيش بها. في طفولته، تلقى روبنز درساً لا يُنسى عندما وصلت أسرته إلى حافة الجوع، فطرق بابهم رجل غريب يحمل أكياساً من الطعام.
وبينما رأى روبنز في هذا الفعل رسالة حب وعطاء، اعتبر والده الأمر إهانة لفشله في إعالة أسرته.
هذه الحادثة زرعت في قلب روبنز قناعة بأن الغرباء قادرون على الاهتمام بالآخرين، وهو ما ألهمه لاحقاً لإطلاق مبادرات خيرية قدمت أكثر من مليار وجبة للمحتاجين.
2. الفشل... أفضل صديق لك
الفشل ليس النهاية، بل هو بوابة للنجاح الحقيقي. في مجتمعاتنا الحديثة، هناك خوف مبالغ فيه من الإخفاق، لدرجة أننا نلغي الأشخاص بدلاً من مساعدتهم على التعلم والنمو.
لكن روبنز يرى أن الفشل هو العلامة الحقيقية على أنك تحاول، وهو ما قاده خلال الجائحة إلى ابتكار نموذج جديد كلياً للأحداث الافتراضية، ما سمح له بالوصول إلى جمهور أوسع من أي وقت مضى.
3. لا تتوقف عن الجوع المعرفي
النجاح ليس محصوراً في الذكاء أو الموهبة، بل في الجوع المستمر للتطور. في عالم الأعمال، أولئك الذين يحققون إنجازات استثنائية ليسوا دائماً الأذكى، لكنهم الأكثر إصراراً. الجوع يعني أنك لن تستسلم، ستبحث عن الموارد، ستتعلم المهارات، وستخلق الفرص بدلاً من انتظارها.
4. السعادة... فن يجب إتقانه
النجاح قد يكون علماً يمكن تعلمه، لكن السعادة هي فن شخصي. يعرف روبنز العديد من أصحاب المليارات الذين يملكون كل شيء، ومع ذلك يفتقرون إلى السعادة الحقيقية. القناعة، الامتنان، واكتشاف ما يجعلك تشعر بالرضا، هو ما يحدد جودة الحياة، وليس الأرقام في الحسابات البنكية.
5. الحياة تحدث من أجلك، لا ضدك
عندما تدرك أن كل ما يحدث في حياتك هو فرصة للنمو، ستتغير نظرتك للعالم. أنت لست ضحية للظروف، بل لديك القدرة على اختيار رد فعلك. المشاكل ليست سوى إشارات تخبرك أن هناك شيئاً يجب أن تتعلمه، وتحدياتك هي فرص مقنّعة تنتظر منك أن تستخرج منها أعظم دروسك.
6. سر الحياة هو العطاء
في النهاية، لا شيء يضاهي فرحة العطاء. مهما حققت من نجاحات، ستبقى قيمة الحياة الحقيقية في قدرتك على مساعدة الآخرين. روبنز يؤكد أن أسعد لحظاته لم تكن امتلاك طائرة خاصة أو ساعة فاخرة، بل عندما استطاع تغيير حياة الآخرين للأفضل. العطاء هو ما يمنح للحياة معنى حقيقياً.
العمر ليس عائقاً... بل فرصة
هل تشعر بأن العمر يقيدك؟ هل تضغط على نفسك بناءً على أرقام؟ ربما حان الوقت لتغيير نظرتك للحياة، والتركيز على ما حققته وما يمكنك تحقيقه. العمر ليس حداً، بل نافذة على المزيد من الفرص، إذا كنت مستعداً لاحتضانها.
عش بشغف!
