النوم ليس مجرد وقت للراحة، بل هو عنصر أساسي في حياة الأطفال لضمان نمو صحي وتوازن نفسي وبدني.
رغم اختلاف العادات بين العائلات، يبقى هناك إجماع على أهمية حصول الأطفال على قسط كافٍ من النوم.
في هذا المقال، نستعرض فوائد النوم المبكر للأطفال، مستندين إلى ما ورد في مقال نشرته "Becky Mansfield" بعنوان "Why I Put My Kids to Bed at 7".
يعد النوم المبكر ركيزة أساسية لنمو الأطفال، حيث إن أدمغتهم وأجسادهم تمر بمراحل تجديد خلال الليل. وفقا للخبراء، يحتاج الأطفال بين سن الخامسة والثانية عشرة إلى حوالي 10 إلى 12 ساعة من النوم يوميا لضمان التركيز، تعزيز الذاكرة، وتحسين المهارات الإدراكية. عندما يحصل الطفل على قسط كافٍ من النوم، يصبح أكثر قدرة على التفاعل الاجتماعي، التعلم، والاستمتاع بالنشاطات اليومية.
تشير الدراسات إلى أن النوم يلعب دورا محوريا في تقوية جهاز المناعة وتعزيز النمو البدني. خلال النوم العميق، يفرز الجسم هرمونات النمو التي تسهم في تطوير العضلات والعظام. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط النوم الجيد بتقليل احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السمنة والسكري.
لا شك أن الأطفال الذين يخلدون إلى النوم في وقت مبكر يكونون أكثر هدوءا واتزانا خلال النهار. فالسهر قد يؤدي إلى الشعور بالإرهاق العصبي وزيادة حدة الانفعالات؛ ما قد يؤثر على العلاقات مع الأصدقاء والأهل. ووفقا لموقع "KidsHealth"، قلة النوم تؤثر على القدرة على التركيز، وتزيد من احتمالية ارتكاب الأخطاء، سواء في المدرسة أو في أثناء اللعب.
يتطلب يوم الطفل عادةً الكثير من الحركة والنشاط، سواء كان ذلك في المدرسة أو في أثناء اللعب. عندما يعتاد الأطفال على قضاء وقتهم في أنشطة مفعمة بالطاقة خلال النهار، فإنهم يكونون أكثر استعدادا للنوم العميق والمبكر. وقد أشارت Mansfield إلى أن أطفالها ينامون بسرعة؛ ما يدل على الإرهاق الصحي الذي يدفعهم للنوم بسهولة.
قد يعتقد البعض أن النوم المبكر للأطفال يقلل من وقت العائلة المشترك، ولكن الحقيقة عكس ذلك. عندما ينام الأطفال مبكرا، يتمكن الأهل من قضاء وقت خاص بهم، سواء للتواصل مع بعضهم البعض أو للاسترخاء بعد يوم طويل. ويُعتبر هذا الوقت ضروريا لتعزيز الروابط الأسرية وضمان صحة العلاقات بين الوالدين.
يختلف الوقت المثالي للنوم من عائلة إلى أخرى. تعتمد Mansfield على روتين يبدأ حوالي الساعة السابعة مساءً؛ ما يضمن لأطفالها الاستيقاظ بحيوية ونشاط في اليوم التالي. ومع ذلك، قد تجد عائلات أخرى مواعيد مختلفة تناسب نمط حياتها. المهم هو الالتزام بروتين يومي يوازن بين النشاط والنوم الكافي.
ختاما، يُعد النوم المبكر للأطفال استثمارا في صحتهم وسعادتهم. فهو يمنحهم فرصة للنمو والتطور في بيئة صحية ومستقرة. بينما يختلف الروتين بين الأسر، يبقى الهدف هو ضمان حصول الأطفال على ساعات نوم كافية تساعدهم على الاستمتاع بالحياة والتعلم بفعالية.