في عالم تتكاثر فيه المهمات وتتعقّد التفاصيل، تصبح القدرة على تقسيم المشاريع الكبيرة إلى أجزاء صغيرة ومحددة مهارة لا غنى عنها.
فبدلاً من الوقوع في فخ التسويف أو الإرهاق الذهني، تمنحنا هذه المهارة طريقة أكثر فاعلية وهدوءًا للتعامل مع العمل، خاصة لدى من يواجهون صعوبة في التركيز أو مشاكل تنفيذية مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).
الكاتبة أليس بويس، المتخصصة في علم النفس والكاتبة في Psychology Today، ترى أن التفكيك الجيد للمشروعات لا يسهّل الإنجاز فحسب، بل يعكس طريقة تفكير عالية المستوى.
تدعو أليس بويس إلى إتقان "فن التفكيك" باعتباره مهارة يمكن التدرّب عليها، مهما بدا الأمر معقدًا في البداية. إليك فوائدها:
حين يتم تقسيم المشروع إلى مهام صغيرة، يصبح من الممكن الشروع بالجزء الأسهل وترك المهام الأصعب لاحقًا، مما يقلل التوتر.
كل جزء يتم إنجازه يمنح شعورًا بالنجاح، وهو ما يحفّز الدماغ على الاستمرار.
من خلال تفكيك المهمة، يسهل تحديد مواضع الخلل وتصحيحها بسرعة.
يمكنك تغيير ترتيب المهام حسب طاقتك أو مزاجك دون أن تتأثر النتيجة النهائية.
عند توزيع المهام المفككة على فريق، يصبح التنسيق أكثر سلاسة.
تؤكّد أليس بويس أن مهارة التفكيك ليست رفاهية ذهنية، بل ضرورة لأي شخص يسعى للعمل بذكاء وليس بجهد مضاعف. كل مشروع ضخم يمكن تحويله إلى مجموعة مهام قابلة للتنفيذ، إذا ما نظرنا إليه بعيون استراتيجية. وكل خطوة تنجزها تعني خطوة أقل في طريق التوتر وأكثر في درب الإنتاجية.
فكر الآن في مشروع واحد يؤرقك. خذه إلى الورقة، وقسّمه كما لو كنت تحلّ لغزًا... وستجد أن ما كان مستحيلًا، أصبح ممكنًا.