header-banner
علي البيلي وبوستر "لام شمسية"

(خاص) بعد "لام شمسية".. مختصون: هكذا تحمي طفلك من التحرش

أمومة
فريق التحرير
20 مارس 2025,11:58 ص

سّلط مسلسل "لام شمسية" الضوء على ملفٍ خطير وحسّاس، ليناقش على مدار 15 حلقة، قضية التحرش الجنسي بالأطفال، ليعطي جرس إنذارٍ للآباء والأمهات، ويعزز توعية المجتمعات تجاه هذا الأمر المُحاط عادة بالكتمان. 

وللأسف، تغلف الكثير من الأمهات هذا الموضوع بنوع من العار والخجل، وتنسى أن من دورها حماية طفلها وتعليمه أساسيات إدراك الموقف قبل أن يحصل.

ولهذا، تواصل موقع "فوشيا"، مع الأخصائية النفسية والاجتماعية لانا قصقص، وكذلك محللة السلوك المعتمدة من البورد الأمريكي والمستشارة التربوية ليال أبو سعد، إذ استعرضا أعراضًا قد تظهر على طفل تعرّض للتحرش الجنسي، ووجها بكيفية تعزيز قدراته على مواجهة هذا الأمر في حال كان عُرضة له، وآليات فتح جسور التواصل الآمنة بينه وبين أهله والمقربين. 

لانا قصقص لـ"فوشيا": هذه الأعراض ربما تكشف تعرض الطفل للتحرش

شرحت لانا قصقص ما ينتج على الطفل من أعراض في حال تعرّض لواقعة تحرش جنسي، وقالت: عندما يتعرض الطفل لمثل هذه الحوادث، ربما لا يستطيع التعبير عن ما جرى له بكلمات، ولكن سلوكيات الطفل ربما تعكس ما حدث له، حيث يتمسك بالصمتِ كثيرًا، ويُفضل الانعزال، وقد يخاف من أشخاص بعينهم، أو من أماكن مُحددة. 

وتابعت: كذلك قد يُعاني الطفل من اضطراب النوم، ويواجه كوابيس متكررة، وفي بعض الأحيان تبول لا إرادي، والشكوى من أوجاع بالجسم غير واضحة، وقد يُصاب بكدمات وإصابات بالمناطق الحسّاسة نتيجة التحرش. 

قد يُعبّر الطفل عن تعرضه للتحرش بهذه الطريقة

لفتت لانا قصقص: الأطفال ممن تعرّضوا للتحرش الجنسي، قد يعبّرون عن ذلك بسلوكيات غير مناسبة لعمرهم، وربما يرتبكون تصرفات معينة مع آخرين تعكس سلوكيات جنسية معينة.

وأوضحت: كل هذه الأعراض ليست دليلًا قاطعًا على أن الطفل تعرض لواقعة تحرش، لكنها إشارات تستدعي الانتباه والاستماع الجيد، وتستدعي تقديم الدعم والرعاية الكافية، بدلًا من تخويف الطفل، وخلق مساحة آمنة له للتعبير عن الأمور التي تحدث معه. 

أضرار تُلاحق الطفل بعد التحرش

686e35c3-56d4-424f-a7bc-d28c645f556d

كشفت الأخصائية النفسية والاجتماعية اللبنانية، أنه عندما يتعرض الطفل لهذه الحوادث، يُصاب بصدمة نفسية، تهز ثقته بنفسه وصورته الذاتية، وتفقده الشعور بالأمان، وشدّدت: لهذا يجب أن تكون ردة فعل الأهل داعمة، ولا نُشكك بكلامه، ولا نجعله موضع اتهام. 

وأوصت قصقص موجهة حديثها لأولياء الأمور: يجب أن نؤكد للطفل بأنه غير مذنب فيما حدث له، وأننا نعطيه المساحة الحرة للتعبير عن مشاعره بلا خوف، أو إحراج، ونستخدم معه كلمات تجعله يشعر بالقوة والطمأنينة، وأن ما جرى له ليس شيئًا يتعلق به، وأنه ليس المُخطئ، بالإضافة إلى إدماجه في أنشطة تجعله يستعيد ثقته في نفسه، كالرياضة، والفنون، وأنشطة ثقافية معينة يشعر من خلالها بأنه قوي، ويعود كما كان قبل الحادثة. 

وأضافت: يجب توعية الطفل بأهمية الحدود الخاصة بجسمه، وأن جسمه ملكه ولا يحق لأي شخص أن يتخطى أو يتجاوز حدوده معه، وأن نُمكنه من حماية جسده بالتوعية اللازمة. ونعرّفه الفرق بين اللمسة الآمنة وغير الآمنة، ونعلمه الرفض وأن يقول "لا" حينما يشعر بعدم الراحة، ويبتعد عن الموقف الخطر ويطلب المساعدة، ولا يتردد في إخبار أهله أو أي شخص هو يثق به، عندما يتعرّض لموقف غير مريح. 

كما لفتت قصقص إلى ضرورة خلق بيئة تواصل مفتوحة دائمًا داخل الأسرة، كي يشعر الطفل بأنه يستطيع أن يحكي، وألا يحس بالقلق من العقاب أو التوبيخ أو اللوم، مشيرة إلى أن ذلك يُسهم في تعزيز حمايته، ويجعله أكثر قدرة على مواجهة أي خطر قد يتعرض له، وأن يٌفصح عنه دون تردد.  

أخبار ذات صلة

مريم ناعوم تدعم طفل "لام شمسية": لا تحملوه ضغوطا نفسية

ليال أبو سعد: ضرورة مراقبة استخدام الطفل للإنترنت

أيضًا شاركت محللة السلوك المعتمدة من البورد الأمريكي والمستشارة التربوية ليال أبو سعد، مع "فوشيا"، نصائح من شأنها حماية أطفالنا من خطر التحرش، وشملت: 

1. التوعية المناسبة لعمر الطفل

  • علّم طفلك أسماء أجزاء جسمه بطريقة علمية ومناسبة لعمره، وأكد على مفهوم "المناطق الخاصة".
  • اشرح له الفرق بين اللمسة الآمنة وغير الآمنة بطريقة مبسطة (استخدم قصصًا أو رسومات توضيحية لتبسيط الفكرة).

2. تعليم الاستئذان والخصوصية

  • علم طفلك أنه يحق له رفض أي لمسة حتى من الأقرباء.
  • شجع طفلك على قول “لا” بصوت عالٍ إذا شعر بالخطر أو الإزعاج.

3. تعزيز الثقة بالنفس

  • ساعد طفلك على التعبير عن مشاعره دون خوف.
  • كن داعمًا له، وأظهر استماعك واحترامك لمشاعره.

4. وضع حدود Boundaries

  • علم طفلك عدم مشاركة الصور أو المعلومات الشخصية مع الآخرين، سواء في الواقع أم عبر الإنترنت.
  • حدد قواعد صارمة بشأن من يسمح لهم بالبقاء بالقرب منه أو الاعتناء به.

5. بناء علاقة وطيدة مع طفلك

  • اجعل طفلك يشعر بأنه يستطيع التحدث معك عن أي شيء دون خوف أو تردد.
  • اسأله بشكل دوري عن يومه وما يمر به بطريقة ودية وغير ضاغطة.

6. المراقبة والاحتياط

  • تأكد من أن من يعتني بطفلك أشخاص موثوقون ومُراقَبون.
  • راقب استخدام الطفل للإنترنت، وعلّمه كيفية التصرف إذا واجه أي محتوى أو شخص مريب.

7. الإبلاغ والتصرف عند الضرورة

  • إذا اشتكى طفلك من أي تصرف مريب، استمع له دون لوم أو تخويف.
  • بلغ السلطات المختصة في حال وجود أي اشتباه بالتحرش.

8. تعليمهم قول "لا" بوضوح

يجب أن يتعلم الطفل كيفية الرفض عند تعرضه لأي تصرف غير مريح، سواء بالقول المباشر "لا"، أم بالابتعاد عن الموقف، أم اللجوء إلى شخص بالغ موثوق.

9. توعية الطفل بمفهوم الأسرار المسموح بها والممنوعة

يجب أن يدرك الطفل الفرق بين الأسرار الجيدة، مثل مفاجأة عيد ميلاد، والأسرار السيئة، مثل أن يطلب منه أحدهم إخفاء تصرف غير لائق. علّمه أن أي شيء يجعله غير مرتاح يجب أن يخبر به والديه فورًا.

كيف نتصرف إذا تعرض الطفل للتحرش؟

في حال كشف الطفل عن تعرضه للتحرش، من المهم التعامل مع الموقف بحكمة دون تهويل أو إنكار:

ابقَ هادئًا

لا تظهر الذعر أو الغضب حتى لا يخاف الطفل من الحديث.

استمع إليه دون مقاطعته

اجعله يشعر بالأمان وأنه ليس مخطئًا.

اتخذ إجراءات فورية

إذا كان الجاني معروفًا، اتخذ خطوات قانونية لحماية الطفل ومنع تكرار الحادثة.

احصل على دعم نفسي للطفل

إذا تأثر الطفل نفسيًا، استشر مختصًا في العلاج النفسي للأطفال لمساعدته على تجاوز التجربة.

حماية الأطفال من التحرش مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع، تبدأ بالتوعية وتعزيز ثقة الطفل بنفسه، وتنتهي بخلق بيئة آمنة يشعر فيها الطفل بأنه محمي، ودعمه في حال تعرضه لأي خطر. فبقدر ما نزرع فيهم القوة والوعي، نمنحهم فرصة للنمو بثقة وأمان بعيدًا عن أي تهديد.

أخبار ذات صلة

"لام شمسية" الحلقة 3.. غموض جديد يقلب الموازين

google-banner
footer-banner
foochia-logo