دور الوالدين لا يقتصر على توفير الحماية والرعاية لأطفالهما، بل يتعداه إلى أن يكونا قدوة ومصدرًا للإلهام.
ففي رحلة نمو أطفالنا، نواجه العديد من المواقف التي تتطلب منا الحكمة والصبر. من أهم هذه المواقف هي كيفية التعامل مع إخفاقاتهم وتشجيعهم على الاستمرار؟
للتعرف على أهمية الفشل كجزء من رحلة النمو للطفل، توضح الخبيرة النفسية الاستشارية نيشثا كورانا من منصة الصحة العقلية LISSUN، أن الفشل ليس بالضرورة نهاية المطاف، بل فرصة للتعلم والتطور.
قدمت الخبيرة النفسية الاستشارية نيشثا كورانا لموقع Onlymyhealth، مجموعة من التدابير العملية التي يمكننا اتباعها للتعامل مع الفشل على نحو صحي وبناء ومنها:
يجب عليك تشجيع الأطفال على تبني عقلية النمو. فعندما يفشلون، أكِّد لهم على قيمة جهودهم ومثابرتهم، وليس على النتائج فقط.
وامتدح عملهم الجاد، الأمر الذي سيحفزهم على بذل المزيد من الجهد في المرة التالية بدلاً من الاستسلام.
من المهم تعليم الأطفال أن الفشل جزء طبيعي من التعلم. ويمكن أن تساعد مشاركة أمثلة لأشخاص ناجحين للغاية في توضيح هذه النقطة.
ومن الأهمية بمكان أن يفهموا أن ما يرونه غالباً على أنه نجاح ما هو إلا قمة جبل الجليد؛ فالخوف والرفض والمثابرة والشجاعة والانضباط التي تكمن تحته غالباً ما يتم تجاهلها.
فوفقاً لدراسة أجريت عام 2022 في كلية إريك جامعة ولاية كاليفورنيا، عندما يستجيب الآباء سلباً لفشل أطفالهم، فقد يصابون بالخوف من الفشل. وقد يفسر الأطفال ردود الفعل هذه على أنها عواقب سلبية للفشل؛ ما يدفعهم إلى ربط الفشل بالخوف والتجنب.
خلق بيئة داعمة أمر مهم للغاية؛ إذ يجب السماح للأطفال بالتعبير عن مخاوفهم واهتماماتهم.
فمن الطبيعي أن يرتكب الأطفال الأخطاء؛ وأن توضح لهم كيف تحبهم وتدعمهم مهما حدث.
لتساعد طفلك على تقبل فكرة الفشل، جرب معه تمرين 'أسوأ سيناريو محتمل'. ابدأ بمناقشة مع طفلك حول ما يقلقه بشأن موقف معين. واطرح عليه أسئلة مثل: 'ماذا تعتقد أنه أسوأ شيء يمكن أن يحدث لو لم تنجح في هذا الأمر؟'.
هذه التقنية تساعده على تحديد مخاوفه وتقييمها بشكل واقعي؛ ما يخفف من حدة القلق ويجعله أكثر استعداداً لمواجهة التحديات.
اعترف بإنجازاتهم ونجاحاتهم وانتصاراتهم واحتفل بها؛ مهما كانت صغيرة.
ادعم الأنشطة التي يستمتعون بها ويتفوقون فيها، فهذا يساعد في تنمية الشعور بالثقة والكفاءة.
ساعدهم على التركيز على الحلول؛ ناقش الإجراءات التي اتخذوها، وعواقب هذه الإجراءات، وكيف يمكن تجنب هذه العواقب في المستقبل.
اطرح أسئلة مثل "ما الخطأ الذي حدث هذه المرة؟"،" كيف يمكن منع ذلك أو تحسينه؟، هذا النهج يساعدهم على تحليل الموقف وتحديد الحلول الممكنة؛ ما يعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل. بالمحصلة، يعتبر الخوف من الفشل قد يؤثر سلباً على ثقة الأطفال وأدائهم، ولكن هذا التأثير يجب ألا يكون دائماً. فمع تعلم أطفالنا قبول الأخطاء، سوف يدركون أن الاستسلام ليس الحل. وسوف يساعدهم هذا الإدراك على اكتساب الثقة والشجاعة اللازمتين لمواجهة التحديات الجديدة.