header-banner
طفل التوحد

الفرق بين التوحد وطيف التوحد.. 30 علامة

أمومة
إيمان بونقطة
18 فبراير 2025,11:29 ص

يخلط الكثيرون بين التوحد وطيف التوحد، نظرًا لتشابه الأعراض بينهما، إلا أن الفرق بينهما جوهري، ويؤثر بشكل مباشر على طرق التعامل مع الطفل، سواء في المنزل أم المدرسة أم في أثناء الجلسات العلاجية.

فعندما يُشخَّص طفلك بطيف التوحد، ثم تشيرين إليه على أنه مصاب بالتوحد، قد يُفسِّر الأخصائيون ذلك بشكل مختلف تمامًا، وقد يؤثر في أسلوب التعامل معه وخطة دعمه. فالمسألة لا تتعلق فقط بالمصطلحات، بل بدرجة التعقيد في التشخيص والتفاوت الكبير بين الحالات.

في هذا المقال، نوضح لكِ بالتفصيل الفرق بين "التوحد" و"طيف التوحد"، إلى جانب استعراض العلامات الثلاثين المعتمدة في التشخيص، لمساعدتكِ على فهم الحالة بدقة والاستفسار عنها بوعي أكبر.

الفرق بين "التوحد" و"طيف التوحد"

a0f90041-465c-4ca2-b14d-146dddb60633

التوحد وطيف التوحد مصطلحان يُستخدمان أحيانًا بالتبادل، لكنهما ليسا متماثلين تمامًا. مع التقدم في الأبحاث الطبية والنفسية، أصبح من الضروري التفريق بينهما لفهم طبيعة الاضطراب بشكل دقيق.

يُعد التوحد اضطرابًا نمائيًا عصبيًا محددًا، بينما يُشير طيف التوحد إلى مجموعة واسعة من الأعراض والدرجات التي تشمل التوحد في إطار أوسع.

تعريف التوحد

التوحد هو اضطراب نمائي عصبي يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، ويؤثر بشكل رئيس على التفاعل الاجتماعي، والتواصل، والسلوكيات النمطية. عادةً ما تظهر أعراضه خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، ويُشخَّص بناءً على معايير صارمة تتعلق بضعف التواصل الاجتماعي، وتأخر اللغة، والسلوكيات المقيدة أو المتكررة.

تعريف طيف التوحد

هو مفهوم أوسع يشمل حالات تتراوح من التوحد الشديد إلى الأشكال الخفيفة التي قد لا تؤثر بشكل كبير على الأداء اليومي.

يتضمن الطيف حالات مثل متلازمة أسبرجر، واضطراب النمو الشامل غير المحدد (PDD-NOS).

الأشخاص الذين يُصنَّفون ضمن الطيف قد يكون لديهم مهارات لغوية واجتماعية مختلفة، مع تفاوت في شدة الأعراض.

أخبار ذات صلة

كل ما تودين معرفته عن التوحد.. الأعراض الأسباب وطرق التعامل

أهم الاختلافات بين التوحد وطيف التوحد

النطاق: التوحد هو تشخيص محدد، في حين أن طيف التوحد يشمل الاضطرابات جميعها ذات الصلة بدرجات متفاوتة.

شدة الأعراض: في حالات التوحد التقليدي، تكون الأعراض أكثر وضوحًا وتأثيرًا على الحياة اليومية، بينما في الطيف قد تكون الأعراض أخف أو غير ظاهرة بوضوح.

التفاعل الاجتماعي: الأطفال المصابون بالتوحد غالبًا ما يواجهون صعوبة كبيرة في تكوين علاقات اجتماعية، بينما الأشخاص في الطيف قد يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل مع الآخرين، رغم بعض التحديات.

التواصل: في التوحد التقليدي، يكون هناك تأخر في اكتساب اللغة أو انعدامها، أما في الطيف فقد تكون المهارات اللغوية طبيعية أو متقدمة.

السلوكيات المتكررة: الأشخاص المصابون بالتوحد عادةً ما يُظهرون أنماطًا سلوكية صارمة، بينما في الطيف قد تكون السلوكيات النمطية أقل حدة.

a437946b-7db3-40ff-ae0b-cc93a4c5cab9

العلامات الثلاثون للتوحد

تشخيص التوحد وطيف التوحد يعتمد على رصد مجموعة من الأعراض السلوكية والتطورية التي تختلف في شدتها من طفل لآخر.

وقد وضعت المعايير التشخيصية وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، حيث يُعد طيف التوحد حالة ذات نطاق واسع تتدرج من البسيطة إلى الشديدة.

تنقسم هذه الأعراض إلى ثلاث فئات رئيسة:

  1. اضطرابات التفاعل الاجتماعي
  2. اضطرابات التواصل اللفظي وغير اللفظي
  3. السلوكيات المتكررة والحساسية الحسية

اضطرابات التفاعل الاجتماعي (10 علامات)

  1. ضعف في القدرة على التفاعل مع الآخرين
  2. قلة استخدام تعابير الوجه في أثناء التواصل
  3. صعوبة في فهم مشاعر الآخرين
  4. عدم الاستجابة لمناداة اسمه
  5. تجنب التواصل البصري المباشر
  6. عدم مشاركة الاهتمامات مع الآخرين
  7. صعوبة في تكوين الصداقات
  8. تفضيل اللعب بمفرده
  9. عدم تقليد حركات الآخرين أو تعابيرهم
  10. عدم القدرة على فهم الإشارات الاجتماعية مثل لغة الجسد

اضطرابات التواصل اللفظي وغير اللفظي (10 علامات)

  1. تأخر في النطق أو عدم النطق نهائيًا
  2. استخدام لغة غير نمطية مثل تكرار الكلمات أو العبارات
  3. صعوبة في بدء أو إكمال المحادثات
  4. استخدام نبرة صوت غير معتادة (مثل صوت رتيب أو غير معبر)
  5. التحدث بطريقة رسمية جدًا وغير مناسبة لعمره
  6. عدم القدرة على فهم الدعابات أو التلميحات
  7. صعوبة في استخدام الضمائر (مثل قول "أنت" بدلًا من "أنا")
  8. استخدام لغة جسدية محدودة في أثناء الكلام
  9. الميل إلى الحديث عن مواضيع محددة بشكل مكثف
  10. الارتباك عند سماع تعليمات طويلة أو معقدة

السلوكيات المتكررة والحساسية الحسية (10 علامات)

  1. تكرار الحركات نفسها مثل رفرفة اليدين أو الدوران حول نفسه
  2. التعلق الشديد بروتين محدد وصعوبة التأقلم مع التغييرات
  3. تحسس زائد أو نقص في الاستجابة للمؤثرات الحسية (مثل الأصوات أو الأضواء)
  4. الاهتمام الزائد بتفاصيل صغيرة وإهمال الصورة الكاملة
  5. استخدام الألعاب أو الأشياء بطرق غير اعتيادية (مثل تدوير العجلات بدلًا من اللعب بها)
  6. هوس بموضوع معين دون الاهتمام بغيره
  7. ترتيب الأشياء بطريقة معينة والإصرار على عدم تغييرها
  8. ردود فعل غير متوقعة عند اللمس أو العناق
  9. قضاء وقت طويل في النظر إلى الأضواء أو الأشياء الدوارة
  10. صعوبة في التكيف مع البيئات الجديدة
08d1b133-bce1-4e6d-92f1-e37e7f8bd768

كيفية تحديد درجة التوحد بناءً على الأعراض

فيما يلي توضيح لكيفية تقييم درجة التوحد بناءً على الأعراض الظاهرة.

التوحد البسيط (الدرجة الأولى - يحتاج إلى دعم بسيط)

  • يعاني بعض الصعوبات الاجتماعية، لكنه قادر على التواصل عند الحاجة.
  • يعاني سلوكيات متكررة، لكنها لا تعيق حياته اليومية بشكل كبير.
  • يمكنه التفاعل مع الآخرين، لكنه يفضل العزلة في بعض الأحيان.

التوحد المتوسط (الدرجة الثانية - يحتاج إلى دعم متوسط)

  • يواجه صعوبة ملحوظة في التفاعل الاجتماعي والتواصل.
  • لديه سلوكيات متكررة واضحة تؤثر في قدرته على التكيف.
  • يجد صعوبة في فهم المشاعر أو التعامل مع التغيرات.

التوحد الشديد (الدرجة الثالثة - يحتاج إلى دعم مكثف)

  • صعوبات حادة في التواصل اللفظي وغير اللفظي.
  • سلوكيات متكررة شديدة قد تشمل إيذاء النفس أو نوبات غضب عنيفة.
  • حساسية حسية مفرطة تعيق أداء المهام اليومية.
cd676c20-da3f-4910-854f-ef5146461e3c

متى يقال إن الطفل مصاب بالتوحد؟

يتم تشخيص الطفل بالتوحد عندما يظهر لديه عدد كبير من الأعراض الثلاثين (غالبًا أكثر من 20 علامة)، وتكون شدتها مرتفعة بحيث تؤثر بشكل واضح على قدرته على التواصل، والتفاعل الاجتماعي، والسلوك اليومي. في هذه الحالة، يكون الطفل بحاجة إلى دعم مكثف ومستمر في مجالات متعددة، مثل التعليم والتأهيل اللغوي والسلوكي.

متى يقال إن الطفل مصاب بطيف التوحد؟

عندما يظهر لدى الطفل بعض أعراض التوحد، ولكن ليس كلها (عادةً بين 5 إلى 20 عرضًا)، وتكون شدتها متفاوتة بحيث قد يتمكن من التواصل والتفاعل الاجتماعي إلى حد ما، يندرج التشخيص تحت "طيف التوحد". قد يكون لدى الطفل تحديات في بعض الجوانب دون غيرها، وقد يحتاج إلى دعم جزئي أو متخصص، ولكن بدرجة أقل من أولئك الذين لديهم التوحد الكامل.

كيف يتم التمييز بين درجات التوحد ضمن الطيف؟

يعتمد ذلك على:

عدد الأعراض

كلما زاد عدد الأعراض، ارتفعت شدة الحالة.

مدى تأثيرها على الحياة اليومية

إذا كان الطفل بحاجة إلى دعم مستمر في جميع نواحي الحياة، يكون التشخيص أقرب إلى التوحد، أما إذا كان لديه استقلالية في بعض المجالات، فقد يكون في نطاق الطيف.

قدرة الطفل على التفاعل والتواصل

كلما كان الطفل قادرًا على تطوير مهارات لغوية واجتماعية، كان أقرب إلى الطيف وأقل إلى التوحد التقليدي.

باختصار، التوحد هو الشكل الأكثر حدة من الاضطراب، في حين أن طيف التوحد يشمل حالات أكثر تنوعًا في الشدة والاحتياجات.

متى يجب استشارة المختصين؟

إذا لاحظتِ وجود عدد من هذه الأعراض لدى طفلكِ، فمن الأفضل استشارة طبيب أطفال متخصص في النمو أو أخصائي نفسي أو أخصائي تخاطب، لإجراء التقييم المناسب ووضع خطة علاجية تتناسب مع احتياجاته.

التشخيص المبكر والتدخل العلاجي يمكن أن يساعد الطفل على تطوير مهاراته وتحسين جودة حياته بشكل كبير.


وعلى الرغم من أن التوحد وطيف التوحد يشتركان في العديد من الجوانب، إلا أن الفرق بينهما يكمن في نطاق وشدة الأعراض. من المهم أن يكون الوالدان والمعلمون والأطباء على دراية بهذه الفروق لفهم احتياجات الأفراد المصابين وتقديم الدعم المناسب لهم، ومساعدتهم على التكيف والاندماج في المجتمع بشكل أفضل.

أخبار ذات صلة

دليلك للتعامل مع طفل التوحد يوما بيوم مع فاتن مرعشلي

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo