حقق فريق من الباحثين الأمريكيين تقدمًا ملحوظًا في فهم أسباب التوحد، إذ طوروا تقنية جديدة للتشخيص المبكر لهذه الحالة.
واعتمدت هذه التقنية على تحليل صور الرنين المغناطيسي للدماغ باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يسمح بالكشف عن تغيرات دقيقة في بنية الدماغ مرتبطة بالتوحد بدقة تصل إلى 95%.
وأطلق العلماء على التقنية اسم "قياس الشكل القائم على النقل"، لرصد التغيرات في حركة المواد الكيميائية داخل الدماغ، التي بدورها مرتبطة بتغيرات في الشفرة الوراثية.
وسبق أن أظهرت الدراسات السابقة أن بعض التغيرات في الشفرة الوراثية، تعرف بـ"اختلافات عدد النسخ" (CNVs)، التي تلعب دورًا مهمًّا في ظهور أعراض التوحد.
وأوضح الباحثون حول نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس أدفانسز" العلمية، أن هذه التقنية تمكنهم من ربط هذه التغيرات الوراثية بالتغيرات الملحوظة في بنية الدماغ، مثل حجم المناطق المختلفة وطريقة تواصل الخلايا العصبية مع بعضها.
وهذا الاكتشاف يمثل خطوة مهمة نحو فهم الآليات البيولوجية التي تؤدي إلى ظهور التوحد.
ومن المتوقع أن تسهم هذه التقنية الجديدة في تطوير طرق تشخيص مبكرة للتوحد، ما يفتح الباب أمام تقديم علاجات أكثر فاعلية في المراحل الأولى من تطور المرض.
ويمكن أن تساعد هذه التقنية الباحثين على تطوير علاجات جديدة تستهدف الأسباب الجذرية للتوحد.
واستندت هذه الدراسة على تحليل بيانات مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يعانون اختلافات جينية معروفة مرتبطة بالتوحد، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأشخاص الأصحاء، بحسب صحيفة "ديلي ميل".