ربما يغمر الجميع الفرح عندما يُزَفُّ إليكِ خبر حملكِ بتوأم، وتبدأ مخيلتكِ برسم صور التوأم بملابسهما المتطابقة أو المكملة لبعضها، وتتخيلين الصداقة الفريدة التي ستجمع بينهما.
لكن الأمر الذي ستدركينه حتما بعد ولادتهما هو أن تربية التوائم ليس بالأمر السهل عليك، خاصة وإن تحدثنا عن البناء النفسي السليم لهؤلاء الأطفال.
فالتوأمان لا يحتاجان إلى الرعاية الجسدية والمادية فقط، بل إلى فهم عميق لهويتهما الفريدة والتحديات التي سترافقهما طوال الحياة.
في هذا المقال، نسلط الضوء على أبرز هذه التحديات وكيف يمكنكِ الاستعداد لها بحكمة وثقة.
من منظور المجتمع، يُنظر إلى التوائم على أنهم محظوظون؛ لأن لديهم رفيقًا دائمًا يساندهم ويشاركهم لحظاتهم.
لكن الحقيقة التي لا يلاحظها الكثيرون هي أن هناك صعوبات نفسية واجتماعية تواجه التوائم قد لا يشعر بها الآباء الآخرون الذين لديهم أطفال غير توائم.
هذه التحديات غالبًا ما تكون غير مرئية بالنسبة للمعلمين أو حتى للعائلة الممتدة، حيث يفترض البعض أن العلاقة بين التوأم سلسة وسهلة بطبيعتها.
من أبرز هذه التحديات:
ينشأ التوأم في بيئة تشجعهما على التشابه في المظهر والتصرفات، مما قد يؤدي إلى صعوبة في تكوين هوية فردية لكل طفل.
يكون الانفصال عن الأخ التوأم تجربة صعبة، خاصة عند دخول المدرسة أو اختيار مسارات مختلفة في الحياة.
غالبًا ما تتم مقارنة التوأم ببعضهما البعض، سواء في الأداء الأكاديمي، أو المواهب، أو حتى الشكل الخارجي، مما قد يخلق مشاعر التنافس والتوتر بينهما.
بعض التوائم يطورون لغة خاصة للتواصل فيما بينهم، ما قد يؤثر على تفاعلهم مع الآخرين، ويجعلهم أقل قدرة على التعبير عن أنفسهم خارج دائرة العائلة.
يحتاج الآباء إلى اتباع نهج تربوي متوازن يساعد التوأم على بناء علاقة قوية، مع إعطائهم الفرصة للتعبير عن ذواتهم بشكل مستقل. ومن بين النصائح العملية التي يمكن تطبيقها:
من المهم أن يحصل كل طفل على اهتمام فردي من والديه لتعزيز ثقته بنفسه بعيدًا عن شقيقه التوأم.
اللعب والتفاعل مع توائم آخرين يساعد في بناء فهم أعمق للتحديات والمزايا الخاصة بكونهم توأمًا.
تشجيع كل طفل على اكتشاف اهتماماته الخاصة وممارستها دون الحاجة إلى أن تكون متطابقة مع شقيقه.
يُفضل أن يكون لكل طفل ملابسه وألعابه الخاصة، وذلك لمنحه إحساسًا بالملكية والاستقلالية.
المشاركة مهمة، لكنها يجب أن تكون ضمن حدود تعزز التعاون دون أن تذيب الحدود الفردية بين التوأم.
التركيز على نقاط القوة الخاصة بكل طفل بدلًا من المقارنة الدائمة بينهما يساعد على تجنب التنافس السلبي.
من الأفضل أن يكون لكل طفل أصدقاؤه الخاصون بجانب الأصدقاء المشتركين.
لا شك أن تربية التوائم تجربة استثنائية تحتاج إلى وعي ودراية بالتحديات التي قد تواجههم. فالتوازن بين تقوية الرابطة بين التوأم وتعزيز استقلاليتهما هو المفتاح لتربية طفلين يتمتعان بالثقة بالنفس والقدرة على بناء علاقات صحية مع الآخرين.
ومن خلال اتباع نهج تربوي مدروس، يمكن للآباء والأمهات مساعدة أطفالهم على النمو في بيئة داعمة تعترف بفرادتهم وتحتفي بروح الأخوَّة التي تجمعهم.