header-banner
أمومة

الحب اللامشروط مفتاح تربية طفل واثق وناجح

أمومة
إيمان بونقطة
17 فبراير 2025,9:54 ص

عندما تتسابق الأمهات لإظهار مهاراتهن التربوية، وقدراتهن على إنشاء طفل مطيع ومتفوق ومؤدب، يضيع الأطفال بين شروط لا تنتهي وتوجيهات لا تنفذ، حتى لا تفشل الأم في مساعيها الكبيرة لتربية طفلها، والذي تعتبر أنه يمثلها بسلوكياته.

وفي خضم هذه الحرب الضروس، تنسى الأم أن لطفلها شخصية مستقلة، ومواهب منفردة، وأشياء لا يرغب في فعلها، أو التميز بها.

ويصبح الحب مرهونا بشروط لا تنتهي حتى يستطيع الحصول على اللقب المؤدب الشاطر المحبوب من طرف الجميع.

لكن الحقيقة التي على الأمهات إدراكها، هو أن نجاح طفلها قائم على أساس الحب اللامشروط له، وتقبله كما هو، والاحتفاء بشخصيته الفريدة دون مقارنات أو طموحات بأن يكون مثل طفل آخر.

هذا المفهوم الذي يبدو بسيطًا هو في الواقع حجر الأساس في بناء شخصية قوية وواثقة قادرة على مواجهة التحديات بثبات.

ما هو الحب اللامشروط؟

32a75562-cf79-47f1-a5c7-f6da3965fff4

الحب اللامشروط لا يعني التغاضي عن أخطاء الطفل أو الإشادة بكل تصرفاته مهما كانت، كما أنه لا يعني السماح له بفعل ما يحلو له بلا قيود أو توجيه.

بل هو ذلك الشعور العميق الذي يجعل الطفل يدرك أن محبة والديه له ليست مرهونة بمدى نجاحه أو حسن سلوكه، بل هي ثابتة لا تتغير، رغم لحظات الغضب أو خيبة الأمل.

كثير من الآباء يعبرون عن حبهم لأطفالهم من خلال الرعاية والاهتمام، لكن هناك جانبًا آخر لا يقل أهمية: التعبير المباشر عن الحب بالكلمات.

إذ تُظهر الدراسات أن سماع الطفل لعبارات مثل "أنا أحبك" يعزز ثقته بنفسه، ويمنحه الأمان العاطفي، حتى لو كان يعلم في داخله أن والديه يحبانه.

قد يشعر البعض بالحرج من قول هذه الكلمات، خاصة إذا لم يسمعوها في طفولتهم، إلا أن التغلب على هذا الحاجز يمكن أن يحقق تواصلًا عاطفيًا أعمق مع الطفل.

أخبار ذات صلة

من التربية التقليدية إلى الواعية.. خطوات لبناء جيل أكثر إدراكا

حين يخيّب الطفل توقعاتك

من الطبيعي أن يواجه الأهل لحظات من الإحباط بسبب تصرفات أطفالهم. قد لا يحقق الطفل الدرجات التي كان يُنتظر منه تحقيقها، أو ربما يتصرف بطريقة تخالف القيم التي حاول الأهل زرعها فيه.

قد يكذب أحيانًا، أو يتخطى القواعد، أو يتخذ قرارات غير مسؤولة. هذه اللحظات ليست سهلة، لكنها تشكل اختبارًا حقيقيًا للحب غير المشروط.

بدلًا من الشعور بالإحباط الشديد أو اتخاذ مواقف قاسية، من الأفضل أن يدرك الأهل أن الأطفال ليسوا انعكاسًا مباشرًا لهم، بل هم أفراد مستقلون بتجاربهم واختياراتهم.

وهنا يكمن التحدي الحقيقي: كيف نوازن بين فرض الحدود والتوجيه، وبين منح الطفل الإحساس بأنه محبوب حتى في لحظات الخطأ؟

التعبير عن الغضب أو خيبة الأمل لا يعني انتفاء الحب، بل من الضروري أن يسمع الطفل رسالة واضحة: "أنا غير راضٍ عن تصرفك، لكني أحبك دائمًا".

27c0b76f-92b2-4cc5-855b-488e2ba4790c

كيف يؤثر الحب اللامشروط على مستقبل الطفل؟

إن الأطفال الذين ينشأون في بيئة مليئة بالحب اللامشروط يكونون أكثر قدرة على بناء علاقات صحية في المستقبل، وأكثر استعدادًا لمواجهة التحديات دون خوف من الفشل. فهم يدركون أن قيمتهم لا تتحدد بإنجازاتهم، وذلك يعزز لديهم المبادرة والثقة بالنفس.

على النقيض، فإن الطفل الذي يشعر أن حب والديه له يعتمد على أدائه أو سلوكه قد يعاني من القلق والتوتر، وربما يكبر وهو يسعى باستمرار لإرضاء الآخرين على حساب راحته النفسية.


طفلك ليس نسخة مثالية مما كنت تحلم به، وليس مطلوبًا منه أن يكون كذلك. هو كيان مستقل، له نقاط قوته وضعفه، وستكون هناك لحظات من الفرح والإحباط، من الفخر وخيبة الأمل.

لكن عبر كل هذه التقلبات، يبقى أمر واحد ثابتًا: حاجته لأن يشعر بأنه محبوب دون شروط. فهذا الشعور هو الذي سيمنحه القوة ليصبح أفضل نسخة من نفسه.

أخبار ذات صلة

التربية الواعية.. كيف تتعاملين بهدوء مع طفلك دون الانجراف العاطفي

google-banner
footer-banner
foochia-logo