لا شك أن اللحظة التي يأتي فيها طفلك إليك ليخبرك بأنه يريد أن يشتري هدية لحبيبته في عيد الحب، هي لحظة طريفة وجميلة.
وربما هي لحظة مفاجئة أيضًا، حيث تشعرين لوهلة بأن طفلك قد كبر وبدأ يتعرف على الحب، فتنتابك الشكوك عن التصرف الصحيح في هذه الحالة.
ربما يكون هذا الموقف جديدًا عليكِ، فتتساءلين كيف تتعاملين معه بالطريقة الصحيحة، دون أن تقللي من مشاعره، أو تشجعيه على ما لا يتناسب مع عمره.
في هذا المقال، سنرشدكِ إلى الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذا الطلب بحكمة ووعي.
من المهم أن تكوني متفهمة لمشاعر طفلكِ، فالأطفال والمراهقون يمرون بمراحل طبيعية من النمو العاطفي، وقد يكون إعجابه بإحدى زميلاته في المدرسة أو شعوره بالمودة تجاهه أمرًا طبيعيًا.
لا تستهزئي بمشاعره أو تسخري منها، لأن ذلك قد يجعله يشعر بالإحراج، ويفقد الثقة في مشاركة مشاعره معكِ مستقبلاً. بدلًا من ذلك، تقبّلي الأمر بروح إيجابية واستمعي إليه باهتمام.
قبل اتخاذ أي قرار، حاولي فهم دافعه وراء هذا الطلب. هل هو إعجاب بريء بزميلة في المدرسة؟ أم أنه يقلد ما يراه في الأفلام والمسلسلات؟ أم أنه يريد مجاراة أصدقائه الذين يقومون بالشيء نفسه؟ من خلال هذه الأسئلة، يمكنكِ التعرف أكثر على طبيعة مشاعره وتوجيهه بناءً على ذلك.
هذه فرصة رائعة لفتح حوار مع طفلكِ عن الحب والمودة والعلاقات الاجتماعية. يمكنكِ توضيح أن المشاعر جميلة، ولكن هناك مراحل لكل شيء في الحياة، وأن الحب في الصغر يختلف عن الحب الناضج. أخبريه أن التعبير عن التقدير يمكن أن يكون بطرق أخرى، مثل الصداقة والاحترام والتعاون.
إذا كان طفلكِ صغيرًا، يمكنكِ اقتراح أفكار أخرى أقل رمزية من "هدية الحبيب"، مثل تقديم بطاقة لطيفة لصديقته، أو صنع هدية يدوية بسيطة كتعبير عن الصداقة. أما إذا كان مراهقًا، فيمكنكِ مساعدته على اختيار هدية بريئة، مثل: شوكولاتة صغيرة أو كتاب مفيد، مع تأكيد أهمية التوازن في المشاعر والعلاقات.
من الضروري أن يفهم طفلكِ أن الحب الحقيقي لا يُقاس بالهدايا، بل بالأفعال الطيبة والاحترام المتبادل. ساعديه على إدراك أن تقديم هدية لا يعني إثبات المشاعر، وأن هناك طرقًا عديدة للتعبير عن التقدير، مثل: الكلمة الطيبة، والمساندة، والدعم.
قد يكون رفضكِ القاطع للطلب دون نقاش دافعًا لطفلكِ للقيام بذلك من وراء ظهركِ. بدلاً من ذلك، حاولي التوجيه بحكمة، ووضحي له وجهة نظركِ بطريقة تجعله يفكر في قراره، ويوازن الأمور دون الشعور بأنه يُمنع من التعبير عن مشاعره.
دعي طفلكِ يشعر أن رأيه مهم، وساعديه على اتخاذ قرارات سليمة تناسب عمره وقيمه العائلية. ناقشي معه خياراته بطريقة ودودة، ووجّهيه ليفهم أهمية المشاعر الحقيقية التي تُبنى على الاحترام والصداقة قبل أي شيء آخر.
طلب طفلكِ لشراء هدية في عيد الحب يجب ألا يكون أمرًا مقلقًا، بل يمكن أن يكون فرصة رائعة للحوار والتوجيه والتوعية بمفاهيم المشاعر والعلاقات الإنسانية. الأهم هو التعامل مع الأمر بعقلانية وتفهّم، وعدم التهويل أو التقليل من شأن مشاعره، بل استغلاله لتعليمه قيمًا تبقى معه مدى الحياة.