القهوة هي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية لملايين الأشخاص حول العالم، إذ يُقدر ما يزيد على 2.25 مليار فنجان قهوة يُسْتَهْلَك يوميًّا عالميًّا، وتعدُّ القهوة مصدرًا أساسيًّا للكافيين المهم لتعزيز اليقظة وتحسين التركيز.
ولكن مع الانتشار الواسع لاستهلاك القهوة، يتزايد الجدل حول تأثيرها في الصحة، هل شرب القهوة يوميًّا آمن؟ وهل الفوائد المحتملة تفوق المخاطر، إليكم تأثير شرب القهوة على صحة الجسم عامة.
الفوائد الصحية لشرب القهوة يوميًّا
توجد كثير من الدراسات التي تشير إلى فوائد صحية متعددة لتناول القهوة بانتظام، وهي تشمل:
تحسين وظائف الدماغ والأداء العقلي
القهوة غنية بالكافيين، وهو منبه طبيعي يعزز الأداء العقلي، ويُحسن المزاج واليقظة، وفقًا لدراسة نشرتها Harvard Health Publishing، فإن الكافيين يعمل على حجب ناقل عصبي يُسمى الأدينوزين، ما يزيد نشاط النواقل العصبية الأخرى مثل الدوبامين والنورإبينفرين، وبالتالي يعزز أداء الدماغ، وبالتالي تحسين الانتباه، والذاكرة، ومهارات التركيز، ويُقلل من خطر الإصابة بأمراض مرتبطة بتدهور وظائف الدماغ مثل ألزهايمر وباركنسون.
تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة
وفقًا للأبحاث المنشورة في American Heart Association.، فإن تناول القهوة بشكل معتدل قد يُقلل من خطر الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة، ومنها:
داء السكري من النوع الثاني، إذ تظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يشربون القهوة بشكل منتظم، سواء أكانت تحتوي على الكافيين أم خالية منه، لديهم خطر أقل للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 25%.
أمراض القلب؛ إذ إن تناول 3-4 أكواب من القهوة يوميًّا يمكن أن يسهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
تعزيز صحة الكبد:
أظهرت الأبحاث أن تناول القهوة بانتظام يرتبط بتقليل مخاطر الإصابة بأمراض الكبد المزمنة، بما في ذلك تليف الكبد وسرطان الكبد، وقد أكدت دراسة نُشِرَت على American Liver Foundation أن الأشخاص الذين يتناولون القهوة بانتظام لديهم مخاطر أقل للإصابة بأمراض الكبد بنسبة تصل إلى 70%.
تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب:
الكافيين الموجود في القهوة ليس فقط محفزًا للدماغ، ولكنه أيضًا يمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب، إذ كشفت الدراسات أن النساء اللاتي يشربن 4 أكواب من القهوة يوميًّا يقل لديهن خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 20%.
المخاطر المحتملة لشرب القهوة يوميًّا
على الرغم من الفوائد المتعددة للقهوة، لا يخلو استهلاكها من بعض المخاطر التي يجب أخذها بالحسبان، ومنها ما يأتي:
اضطرابات النوم والأرق
الكافيين هو محفز قوي، وقد يؤدي تناول كميات كبيرة منه إلى اضطرابات في النوم أو حتى الأرق، ووفقًا لدراسة نشرت في Sleep Medicine Reviews، فإن تناول القهوة في وقت متأخر من اليوم يمكن أن يؤثر في جودة النوم، إذ يمتد تأثير الكافيين لساعات طويلة بعد استهلاكه، هذا قد يجعل الأشخاص الذين يعانون اضطرابات النوم أكثر عرضة للأرق والتوتر.
زيادة ضغط الدم
قد يؤدي شرب القهوة بكميات كبيرة إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم، إذ إن الكافيين يُسبب تضييقًا مؤقتًا في الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم مسبقًا.
إدمان الكافيين:
الاعتماد على الكافيين قد يُؤدي إلى ما يُعرف بـ"إدمان الكافيين". وفقًا لـموقع Johns Hopkins Medicine، فإن استهلاك الكافيين بانتظام يُمكن أن يجعل الجسم يتعود على الجرعة اليومية، ما يُؤدي إلى زيادة الحاجة إلى الحصول على تأثيره المعتاد، وعند التوقف عن استهلاكه، قد يشعر الشخص بأعراض انسحابية تشمل الصداع، والتعب، وتقلبات في المزاج.
اضطرابات الجهاز الهضمي
بعض الأشخاص قد يعانون اضطرابات في المعدة بعد تناول القهوة، خاصة إذا شُرِبَت على معدة فارغة، قد يُسبب الكافيين إفرازًا زائدًا للأحماض المعدية، ما يؤدي إلى حرقة المعدة أو تفاقم أعراض القولون العصبي لدى بعض الأشخاص.
اقرأ أيضًا: القهوة سريعة التحضير.. إليكِ فوائدها وأضرارها
معدل الاستهلاك اليومي لتناول القهوة
وفقًا لتقرير من Mayo Clinic، يعدُّ استهلاك 3 إلى 4 فناجين من القهوة يوميًّا آمنًا لمعظم الأشخاص، بل يمكن أن يكون مفيدًا للصحة، ومع ذلك، يجب تجنب الإفراط في تناول القهوة لتجنب الآثار الجانبية المحتملة، مثل الأرق أو اضطرابات الجهاز الهضمي.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم اختيار القهوة بحذر، إذ يمكن أن تحتوي بعض مشروبات القهوة على كميات كبيرة من السكر أو الكريمات المضافة، ما يجعلها غير صحية.
ويُفضل تناول القهوة السوداء أو القهوة مع كميات معتدلة من الحليب بدلًا من المشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من السعرات الحرارية.
