التوتر، شعور مألوف يمر به الجميع في مختلف مراحل الحياة، حيث يتفاعل الناس مع التوتر بطرق متنوعة، فبعضهم يفقد شهيته بينما يلجأ آخرون إلى تناول الطعام، كوسيلة لتخفيف الضغوطات.
لماذا يتناول الناس الطعام عند الشعور بالتوتر؟
في حين أن تناول الطعام قد يبدو وسيلة سريعة لتخفيف التوتر، هناك جوانب معقدة لهذا السلوك. كما أن هناك عدة أسباب تجعل الأفراد يلجؤون إلى الطعام عند مواجهة الضغوط النفسية.
- أولاً، يرتبط التوتر بمستويات مرتفعة من هرمون الكورتيزول، الذي يزيد من الرغبة في تناول الطعام، مما يجعل الأكل وسيلة للتعامل مع الضغوط، سواء كانت حقيقية أو متخيلة.
- ثانياً، العادات الاجتماعية والتقاليد تلعب دوراً مهماً. كثير من الأشخاص يرتبط لديهم الطعام بمشاعر إيجابية، مثل الراحة أو المكافأة. في أوقات الضغط، قد نعود إلى تلك الأطعمة التي نشعر بأنها تجلب لنا السعادة.
- ثالثاً، هناك جانب نفسي، فالأكل يمكن أن يكون وسيلة مؤقتة للشعور بالراحة أو الهروب من المشاعر السلبية، مما يجعلنا نبحث عن تلك الأطعمة التي تمنحنا شعوراً جيداً.
هل يساعد تناول الطعام في تخفيف التوتر حقاً؟
بينما قد يشعر البعض بتحسن مؤقت بعد تناول الطعام، فإن هذه الفوائد ليست دائمة. وتناول الطعام كوسيلة للتعامل مع التوتر قد يكون له تأثيرات سلبية على المدى الطويل، مثل إدمان الأكل كوسيلة للراحة.
تساعد بعض الأطعمة، مثل: الكربوهيدرات، على إفراز مواد كيميائية في الدماغ تحسّن المزاج، لكن هذه التأثيرات قصيرة الأمد.
كما أن تناول الطعام بشكل مفرط أو غير صحي، قد يؤدي إلى مشاعر سلبية لاحقاً، مما يجعل التوتر يتفاقم.
كيف نتجنب تناول الطعام بسبب التوتر؟
لتفادي تناول الطعام كرد فعل للتوتر، من المهم اتباع بعض الاستراتيجيات.
- أولاً، يجب علينا الانتباه إلى نظامنا الغذائي قبل التعرض للضغوطات. تناول وجبات متوازنة يمكن أن يقلل من مشاعر الجوع أو التوتر.
- ثانياً، يجب علينا التعامل مع المشاعر السلبية بدلاً من محاولة الهروب منها بالأكل. الجلوس مع هذه المشاعر وعدم الحكم عليها يمكن أن يساعدنا على فهم أنفسنا بشكل أفضل.
- ثالثاً، ممارسة الرياضة أو الانخراط في أنشطة إبداعية، مثل: الرسم أو الكتابة يمكن أن تكون بديلاً جيداً لتخفيف التوتر. هذه الأنشطة ليست فقط تشتيت بل تساهم في تحسين المزاج أيضاً.
وقد يكون تناول الطعام للتخفيف من التوتر حلاً مؤقتاً، لكنه لا يعالج السبب الجذري للمشكلة. من خلال التعرف على أنماطنا الشخصية وتطوير استراتيجيات صحية، يمكننا التعامل مع التوتر بشكل أكثر فعالية ودون اللجوء إلى الأكل.