الإكزيما هي حالة التهابية مزمنة تصيب الجلد، فتسبب جفافا وتقشرا مصحوبا بحكة مزعجة. هذه الحالة ليست حكرا على فئة معينة، بل يمكن أن تصيب أي شخص، بغض النظر عن العمر أو الجنس؛ إذ تشير التقديرات إلى أن واحدا من كل عشرة أشخاص سيواجهها في مرحلة ما من حياته.
كما أن الأبحاث تشير إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بها مقارنة بالرجال. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن نسبة انتشار الإكزيما بين الرجال تبلغ 9.1%، بينما ترتفع بين النساء لتصل إلى 11.1%. ويرجح الباحثون أن هذا التفاوت يرتبط بالأنشطة اليومية الأكثر شيوعا بين النساء، مثل تصفيف الشعر والتنظيف، إلى جانب بعض المهن التي تتطلب التعامل المتكرر مع المياه والمواد الكيميائية.
وتزداد معاناة المصابين بالإكزيما خلال فصل الشتاء، حيث تسجل الجمعية الوطنية للإكزيما في الولايات المتحدة ارتفاعا ملحوظا في حالات تفاقم الأعراض أو عودتها خلال هذه الفترة، نتيجة الجفاف الشديد وانخفاض الرطوبة، وذلك يجعل العناية بالبشرة أكثر أهمية لتجنب تهيجها.
يشير موقع Healthline إلى أن المصابين بالإكزيما قد يعانون من تفاقم الأعراض خلال فصل الشتاء، ويُعزى ذلك إلى ضعف حاجز الجلد.
وحاجز الجلد هو الطبقة الخارجية التي تحافظ على رطوبة البشرة وتحميها من العوامل البيئية المهيجة.
لكن في فصل الشتاء، تتعرض هذه الطبقة لعوامل قد تضعفها؛ ما يجعل الإكزيما أكثر حدة. ومن أبرز المحفزات الشتوية التي تسهم في تفاقم الأعراض:
تتضمن أبرز علامات الإكزيما في فصل الشتاء:
وفقًا لموقع Medical News Today، يمكن أن تسهم بعض العلاجات الطبيعية في تخفيف أعراض الإكزيما خلال فصل الشتاء، ومن أبرزها:
يستخدم جل الصبار منذ قرون لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك تهدئة الإكزيما؛ إذ تساعد التأثيرات المضادة للبكتيريا والجراثيم في منع التهابات الجلد، والمساعدة على التئام الجروح.
تفيد الجمعية الوطنية للإكزيما (NEA) أن خل التفاح يمكن أن يساعد على علاج الإكزيما. ومع ذلك، توصي المنظمة بالحذر؛ لأن أحماض الخل يمكن أن تلحق الضرر بالأنسجة الرخوة. لذا قم دائما بتخفيف خل التفاح قبل وضعه على الجلد.
يأتي دقيق الشوفان، المعروف باسم Avena sativa، من الشوفان المطحون والمغلي؛ إذ يتميز بخصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، لذا يساعد على علاج الجفاف والتقشر والخشونة وحكة الجلد.
ويمكن للناس تجربة إضافة دقيق الشوفان المطحون إلى حمام دافئ ونقع المناطق المصابة.
يحتوي زيت جوز الهند على أحماض دهنية مفيدة يمكن أن تضيف الرطوبة إلى الجلد؛ ما قد يساعد الأشخاص الذين يعانون جفاف الجلد والإكزيما.
بالإضافة إلى ذلك، قد يحمي زيت جوز الهند البكر الجلد من خلال المساعدة على منع الالتهاب وتحسين صحة حاجز الجلد.
العسل عامل مضاد للبكتيريا ومضاد للالتهابات بشكل طبيعي، وقد استخدمه الناس لعلاج الجروح لقرون.
وتشير مراجعة أجريت عام 2015 إلى أن العسل يمكن أن يساعد على التئام الجروح وتعزيز وظيفة الجهاز المناعي. بينما تشير مراجعة أخرى إلى أن العسل مفيد لعلاج مجموعة متنوعة من أمراض الجلد، بما في ذلك الحروق والجروح، وأنه يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا.
يأتي زيت شجرة الشاي من أوراق شجرة Melaleuca alternifolia، ويستخدم للمساعدة على علاج مشاكل الجلد، بما في ذلك الإكزيما.
تشير مراجعة أجريت عام 2012 إلى أن الزيت يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للبكتيريا ومضادة للجروح. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان له تأثير مباشر على تقليل أعراض الإكزيما.
توصي الرابطة الوطنية للإكزيما باختيار مرهم دهني أو زيتي؛ إذ عادة ما تحتوي على المزيد من الزيت، ما قد يساعد على الاحتفاظ بالرطوبة في بشرتك. كما تعد كريمات حاجز الجلد مثل الفازلين خيارات جيدة.
ووفقًا لموقع National Eczema، فإن أفضل المرطبات لعلاج الإكزيما هي تلك التي تتميز بملمس دهني، وخاصة المراهم والكريمات، حيث توفر ترطيبا عميقا وتحافظ على رطوبة البشرة لفترة أطول؛ ما يساعد في حماية الجلد من الجفاف والتشققات.
تُعد المراهم الخيار الأفضل لعلاج الإكزيما، نظرا لاحتوائها على أعلى نسبة من الزيت مقارنةً بالمنتجات الأخرى، تليها الكريمات ثم المستحضرات. وتمتاز المراهم بقدرتها الفائقة على حبس الرطوبة داخل الجلد، كما أنها لا تسبب إحساسًا بالحرق عند وضعها على البشرة الحساسة.
أما المنتجات الغنية بالزيوت، مثل الفازلين، فهي فعالة بشكل خاص في ترطيب الجلد وعلاج الإكزيما. ولكن إذا كنت لا تفضل ملمس الفازلين أو المراهم الدهنية، فإن الكريمات تعد البديل الأفضل. وللحصول على أفضل نتيجة، يُنصح بتطبيق المراهم العلاجية على المناطق المتهيجة كلما دعت الحاجة، للحفاظ على ترطيب البشرة وحمايتها من الجفاف.
تأتي الكريمات في المرتبة الثانية بعد المراهم من حيث نسبة الزيت التي تحتوي عليها؛ ما يجعلها فعالة في حبس الرطوبة داخل البشرة. كما أنها أقل دهنية عند الملمس؛ ما يجعلها خيارا مفضلا لمن لا يفضلون القوام الثقيل للمراهم.
لكن عند اختيار الكريمات، من الضروري قراءة الملصقات بعناية، فقد تحتوي بعض الأنواع على مواد حافظة أو مثبتات قد تسبب تهيج البشرة، خاصةً لمن يعانون من حساسية الجلد أو الإكزيما.
تحتوي كريمات حاجز البشرة على الدهون والسيراميد، وهي مكونات طبيعية موجودة في الجلد السليم تعمل على تكوين طبقة واقية تساعد في حفظ الرطوبة ومنع تسلل المهيجات.
يساعد استخدام هذه الكريمات في تعزيز قدرة الجلد على الشفاء الذاتي؛ ما يجعله أكثر مقاومة للأعراض المزعجة مثل الجفاف، الحكة، والإحساس بالحرقان. وتتوفر كريمات حاجز البشرة بوصفة طبية ومن دونها؛ ما يمنح خيارات متعددة تناسب احتياجات المصابين بالإكزيما.
يمكن تجنب نوبات الإكزيما خلال فصل الشتاء باتباع النصائح التالية:
قد يبدو الاستحمام بالماء الدافئ خلال أشهر الشتاء الباردة طريقة سهلة للتدفئة. ومع ذلك، قد يتسبب الماء الساخن في جفاف بشرتك بشكل أسرع إذا كنت تعاني الإكزيما.
وفقا للجمعية الوطنية للإكزيما (NEA)، فإن الاستحمام بشكل صحيح يعد طريقة فعالة لترطيب بشرتك. بدلًا من الماء الساخن، استخدم الماء الفاتر واستحم لمدة أقصاها 15 دقيقة.
من المهم أن يكون لديك روتين بعد الاستحمام للمساعدة على حبس الرطوبة، خاصة في أشهر الشتاء. تقترح الرابطة الوطنية للطب البديل القيام بما يلي بمجرد الانتهاء من الاستحمام:
إذا كنت تعاني الإكزيما، فمن المرجح أن تكون بشرتك حساسة للصابون والمنظفات. لذا توصي الرابطة الوطنية للطب البديل باختيار صابون الجسم ومنظفات الغسيل التي لا تحتوي على عطور أو أصباغ أو كحول.
يُعد الترطيب جزءا أساسيا من العناية بالبشرة عند الإصابة بالإكزيما، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث يساعد في تعزيز وظيفة حاجز الجلد للحفاظ على الرطوبة والتخفيف من الأعراض المزعجة.
للحصول على أفضل النتائج، يُنصح بتطبيق مرطب سميك مرتين يوميا على الأقل خلال الأشهر الباردة. وهناك العديد من الخيارات المتاحة دون وصفة طبية، مثل الفازلين، التي توفر ترطيبا عميقا وتحمي البشرة من الجفاف.
قد تسبب بعض المواد في تهيج بشرتك، وتؤدي إلى تفاقم أعراض الإكزيما، خصوصا الألياف الأكثر شيوعا في ملابس الشتاء، مثل الصوف والنايلون والبوليستر. تشير الجمعية الوطنية للإكزيما إلى أن هذه الملابس قد تسبب ارتفاع درجة الحرارة والتعرق، ما يؤدي إلى تفاقم الإكزيما.
المادة الموصى بها عادة للملابس المخصصة للإكزيما هي القطن بنسبة 100%. وتشمل الخيارات الأخرى الخيزران والحرير. وتأكد من أن ملاءات السرير مصنوعة من أقمشة قابلة للتنفس أيضا.
أحد أكبر الأسباب المؤدية إلى الإكزيما خلال فصل الشتاء هو انخفاض الرطوبة داخل المنزل، والذي قد ينتج عن أنظمة التدفئة، وقد يؤدي ذلك إلى إزالة الرطوبة من الهواء وجفاف بشرتك.
يمكنك استخدام جهاز ترطيب الجو لإضافة الرطوبة مرة أخرى إلى الهواء، ومن المهم صيانة جهاز الترطيب الخاص بك وتنظيفه بشكل صحيح لتجنب نمو البكتيريا والفطريات التي قد تؤدي إلى تفاقم أعراض الإكزيما.
يسهم ترطيب الجسم من الداخل في الحفاظ على رطوبة البشرة وحمايتها من الجفاف. لذا يُنصح بشرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميا لدعم صحة الجلد وتعزيز ترطيبه الطبيعي. ولإضفاء نكهة منعشة، يمكنك إضافة شرائح الليمون أو غيره من الفواكه الحمضية إلى الماء؛ ما يجعله أكثر متعة وفائدة.
وفقا للرابطة الوطنية للطب بالولايات المتحدة، قد يساعد تناول مكملات فيتامين د في الشتاء في تخفيف نوبات الإكزيما، فضلا عن فوائده الأخرى مثل:
نصح موقع Cleveland Clinic بإيجاد التوازن المناسب بين النشاط البدني والملابس التي يرتديها الشخص خلال فصل الشتاء. فعلى الرغم من أن التعرض للهواء البارد قد يزيد من تفاقم حالة الإكزيما، إلا أن ارتداء ملابس دافئة للغاية ليس هو الحل الأمثل أيضا.
وأوضح الموقع أنه يمكن أن يؤدي ارتداء ملابس دافئة بشكل مفرط إلى التعرق، مما يجعل الملابس الرطبة تلتصق بالجلد، وتسبب تهيج الإكزيما. لذا من الضروري إيجاد توازن يتيح لك الراحة دون التأثير سلبا على بشرتك.
إذا كنت تنوي القيام بأنشطة قد تسبب التعرق، يُفضل اختيار الأقمشة سريعة الجفاف مثل القطن، الحرير، والخيزران، لأنها مريحة وقابلة للتنفس. في حين أن الملابس القطنية الخفيفة الوزن توفر تهوية جيدة، يجب تجنب السترات القطنية السميكة التي تظل رطبة بعد التعرق.
أما بالنسبة للأقمشة التي ينبغي تجنبها، فيُنصح بتفادي الصوف، النايلون، والبوليستر، لأنها غالبا ما تتسبب في الحكة وتهيج الجلد. كما يجب الانتباه إلى أن الخدش يمكن أن يؤدي إلى جروح مفتوحة تزيد من خطر العدوى وتفاقم الوضع.