تقشر الجلد ليس مجرد مشكلة جمالية؛ بل هو علامة على أن الجلد يحاول التعافي من أضرار قد تعرض لها.
قد تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة، منها الحروق الشمسية، أو التهابات الجلد، أو حتى العلاجات الطبية التي تستهدف مشكلات أخرى.
لكن الأهم هو فهم أن تقشر الجلد هو عملية طبيعية، وفي بعض الأحيان يكون جزءًا من مسار الشفاء.
تقشر الجلد يحدث عندما تتخلص الطبقة الخارجية من الجلد، والتي تعرف بـ"البشرة"، من بعض الخلايا القديمة أو التالفة.
هذه العملية تُعرف طبيًا باسم "التساقط الجلدي" أو desquamation. رغم أن البشرة تعتبر أكثر طبقات الجلد رقةً، فإنها تلعب دورًا حيويًا في حماية الجسم من الجراثيم والبكتيريا.
كما أنها مسؤولة عن تجديد خلايا الجلد باستمرار، حيث تموت آلاف الخلايا يوميًّا ويتم استبدالها بأخرى جديدة.
تقشر الجلد قد يظهر بعدة أشكال. قد يكون الجلد متقشرًا أو جافًا، وقد يصاحبه التهاب أو حكة مزعجة.
هذه الأعراض تعكس مدى الضرر أو السبب الأساس لتقشر الجلد.
ورغم أن هذه الظاهرة قد تبدو مزعجة أو غير مريحة، فإنها في معظم الأحيان تكون جزءًا من عملية الشفاء الطبيعية للجلد.
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى تقشر الجلد، بعضها يتعلق بالعوامل البيئية، وأخرى ترتبط بحالات مرضية معينة. من بين الأسباب الشائعة:
الحروق، سواء كانت حروقًا حرارية أو ناتجة عن التعرض الطويل لأشعة الشمس، هي من أكثر الأسباب الشائعة لتقشر الجلد.
بعض الأمراض النادرة مثل مرض كاواساكي أو متلازمة تقشر الجلد يمكن أن تسبب هذه الظاهرة.
بعض أنواع العدوى، مثل الحمى القرمزية أو التهابات بكتيرية مثل القوباء أو المتلازمة الصدمية السامة، يمكن أن تؤدي إلى تقشر الجلد.
الحساسية الجلدية مثل التهاب الجلد التماسي، أو بعض الأمراض المزمنة مثل الإكزيما والصدفية، قد تكون أيضًا من الأسباب.
بعض العلاجات، مثل تلك المستخدمة في علاج حب الشباب أو مكافحة الشيخوخة، بالإضافة إلى العلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان، يمكن أن تسبب تقشر الجلد كأثر جانبي.
عندما يبدأ الجلد بالتقشر دون سبب واضح، يفضل استشارة طبيب الأمراض الجلدية لتحديد السبب الدقيق. الطبيب
سيقوم بتقييم الأعراض وقد يطلب بعض الفحوصات مثل اختبار الحساسية، أو تحليل الدم، أو أخذ خزعة من الجلد لتحديد السبب بدقة.
تختلف طرق العلاج بناءً على السبب الأساس لتقشر الجلد. على سبيل المثال:
من المهم عدم قشط الجلد المتقشر يدويًا، لأن ذلك قد يؤدي إلى فتح باب للعدوى. بدلاً من ذلك، يمكن اتباع بعض النصائح للعناية بالجلد في المنزل:
يُفضل استخدام كريمات أو مراهم سميكة، ويمكن استخدام جل الألوفيرا لتهدئة الجلد المصاب بحروق الشمس.
الحفاظ على ترطيب الجسم بشكل جيد يساعد في تعزيز صحة الجلد وتقليل التقشر.
تجنب الماء الساخن لأنه يزيد من جفاف الجلد.
إضافة الرطوبة إلى الهواء المحيط يساعد على حماية الجلد من الجفاف.
اتخاذ احتياطات إضافية عند التعرض لأشعة الشمس باستخدام واقي الشمس أو ارتداء ملابس واقية.
إذا كان تقشر الجلد يحدث دون سبب واضح أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الحمى أو القشعريرة، فقد يكون من الضروري استشارة الطبيب.
الأعراض غير المبررة قد تكون علامة على مشكلة صحية تتطلب تدخلاً طبيًا.
وختامًا، فإن تقشر الجلد ليس دائمًا سببًا للقلق، لكنه قد يكون إشارة إلى وجود مشكلة تحتاج إلى اهتمام طبي. من الأفضل دائمًا استشارة أخصائي لتحديد السبب والعلاج المناسب.