في عصر تسود فيه ضغوط العمل، تصبح الحاجة إلى تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية أمرًا ملحًّا.
تشير الأبحاث التي أجرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي إلى أن 65% من الأمريكيين يعتبرون العمل من أبرز مصادر التوتر.
ورغم أن العديد من النساء يستمتعن بأعمالهن، فإنهن يواجهن تحديات فريدة تتعلق بالمسؤوليات الأسرية والعلاقات الشخصية.
يحدث التوتر عندما تتجاوز متطلبات موقف معين قدرات الشخص على التعامل معها. توضح الطبيبة النفسية في جامعة جون هوبكنز، "جينيفر هايثورنثويت": أن "الدماغ هو مركز التحكم في التوتر، حيث يقوم بتنظيم كيفية استجابة الجسم لهذه الضغوط".
هناك عدة عوامل تؤدي إلى التوتر في بيئة العمل، ومن أهمها:
تقضي النساء ساعات أطول في العمل أكثر من أي وقت مضى؛ ما يقلل من الوقت المتاح للالتزامات الشخصية. وفي الوقت نفسه، يتحملن أعباء رعاية الأطفال والمنزل.
تشير "جينيفر هايثورنثويت" إلى أن عدم مرونة بيئات العمل يمثل ضغطًا كبيرًا على النساء. فالكثير منهن يرغبن في العمل عن بُعد أو الالتزام بساعات غير تقليدية لتلبية احتياجاتهن الشخصية، إلا أن العديد من أصحاب العمل لا يزالون يعارضون هذه الترتيبات. بالإضافة إلى ذلك، تواجه بعض النساء قضايا مثل التمييز على أساس الجنس، ما يزيد من مستويات التوتر.
أصبح استخدام الأجهزة المحمولة، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، جزءًا لا يتجزأ من حياتنا الشخصية.
تشير "هايثورنثويت" إلى أنه رغم مغادرة بعض الأشخاص المكتب في الساعة السادسة، فإنهم يتحققون من بريدهم الإلكتروني في السرير. تجعل هذه التكنولوجيا المتاحة دائمًا من الصعب على النساء، اللاتي يعانين ضيق الوقت، الفصل بين العمل ووقت الراحة.
إليك بعض النصائح الفعالة التي يمكن أن تساعد النساء العاملات في إدارة التوتر:
يُعتبر دمج فترات قصيرة من الحركة في يومك أمرًا ضروريًّا، خاصة إذا كنت تقضين معظم وقتك جالسة. لا تحتاجين إلى ممارسة التمارين بشكل مكثف؛ حتى المشي لفترات قصيرة خلال اليوم يمكن أن يكون مفيدًا. يمكنك استخدام تطبيقات تتبع النشاط لمراقبة تقدمك.
تشير هايثورنثويت إلى أهمية النوم في تعزيز الصحة العامة. النوم الجيد يسهم في تحسين المزاج ويساعد في مواجهة التحديات اليومية بشكل أكثر فاعلية. عليك أن تستعدي للنوم قبل ساعتين من موعده بترك العمل وتجنب الكافيين بعد الظهر.
تخصيص وقت للمتعة والفرح أمر ضروري. أعطِ الأولوية للهوايات والأنشطة التي تحبينها، سواء كانت قضاء الوقت مع العائلة أو المشاركة في الأعمال المجتمعية. تقول "هايثورنثويت": وجود هدف ومعنى في حياتك هو مفتاح الرضا الوظيفي.
تعتبر شبكة الدعم الاجتماعي من العناصر الأساسية لمواجهة التوتر. ليس من المهم أن يكون لديك الكثير من الأصدقاء، ولكن يجب أن يكون لديك بعض الأشخاص الذين يعززون شعور الترابط والتجارب المشتركة. الصداقات والترابط الاجتماعي "أساسيان للقدرة على مواجهة الضغوط".
التوتر جزء لا يتجزأ من الحياة، لكنه ليس حتميًّا. من خلال اتباع بعض الإستراتيجيات البسيطة، يمكن للنساء العاملات تحسين جودة حياتهن والتمتع بتوازن أفضل بين العمل والحياة. سواء كان ذلك من خلال ممارسة الرياضة، أو تحسين عادات النوم، أو البحث عن مصادر السعادة والدعم، فإن اتخاذ خطوات صغيرة يمكن أن يؤدي إلى تحسين كبير في الصحة النفسية.