تعاني شريحة واسعة من النساء من مشكلة الشخير، خصوصا مع تقدمهن في السن؛ إذ تشير الأبحاث إلى أن حوالي 28% من النساء البالغات يعانين من الشخير بانتظام.
ويحدث الشخير بسبب اهتزاز الأنسجة في مجرى الهواء في أثناء تنفس النائم. وعلى الرغم من أن هذه المشكلة تؤثر على الأشخاص من أي جنس، إلا أن هناك العديد من العوامل الفريدة التي تسهم في الشخير لدى النساء.
ومؤخرا، بدأت الدراسات في الكشف عن كيفية تأثير الهرمونات الأنثوية على خطر إصابة المرأة بالشخير، وكيف يمكن أن تلعب الهرمونات دورا في مدى احتمالية إصابة الشخص بهذه المشكلة الليلية.
ويعد تأثير الشخير على صحة المرأة أحد الجوانب التي ركزت عليها الأبحاث، تجنبا لحدوث مضاعفات صحية، خصوصا أن الشخير لدى النساء يتأثر بالتغيرات الهرمونية وزيادة الوزن والحساسية، فضلا عن عوامل أخرى مثل نمط الحياة والحالات الطبية الأساسية.
عدّد موقع sleepfoundation بعض الأسباب الأساسية وعوامل الخطر للشخير عند النساء وتتضمن:
يقدر الخبراء أن ما يصل إلى نصف الحوامل يعانين من الشخير، الذي يزداد سوءا مع تطور الحمل عادة، خاصةً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.
بعد الولادة، تعاني معظم النساء من انخفاض سريع في الشخير، ويمكن أن تساهم الهرمونات المتغيرة وزيادة الوزن وتورم الممرات الأنفية في الشخير في أثناء الحمل.
يزداد الشخير في أثناء وبعد سن اليأس، وقد يكون هذا بسبب انخفاض هرموني الإستروجين والبروجسترون؛ إذ يعتقد العلماء أن الهرمونات قد تكون وسيلة وقائية ضد الشخير.
بعد انقطاع الطمث، تكتسب النساء أيضا وزنا زائدا؛ ما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة وتضاعف مشكلة الشخير.
الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هم أكثر عرضة للشخير؛ إذ يمكن للأنسجة الزائدة في الرقبة والحلق واللسان أن تجعل مجرى الهواء أكثر عرضة للانهيار.
في أثناء النوم، يمكن للسمنة أيضًا أن تقلل من حجم رئتي الشخص وتتداخل مع وظيفة العضلات المشاركة في التنفس، ومن ثم يكثر حدوث الشخير.
يمكن أن يحدث الشخير أيضا عندما يتم انسداد الممرات الأنفية أو تصبح ضيقة للغاية. تشمل الحالات التي تؤثر على الممرات الأنفية وتسهم في حدوث الشخير احتقان الأنف بسبب البرد أو الحساسية أو التهاب الجيوب الأنفية.
يمكن أن تزيد العديد من الأدوية والمواد الأخرى من احتمالية شخير الشخص. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي شرب الكحول إلى زيادة الشخير، كما قد يؤدي التدخين أيضا إلى تفاقم الشخير، ربما بسبب زيادة احتقان الأنف أو الانسحاب قصير المدى للنيكوتين نتيجة عدم التدخين في أثناء الليل.
وتتضمن الأدوية التي قد تزيد خطر الشخير:
يمكن لقصور الغدة الدرقية أن يضيّق ممرات التنفس لدى الشخص ويزيد من احتمالية شخيره، ويحدث قصور الغدة الدرقية عندما لا تنتج الغدة ما يكفي من هرمونات الغدة الدرقية، والتي تؤثر على وظيفة الأعضاء في جميع أنحاء الجسم.
ومن المعروف أن قصور الغدة الدرقية أكثر شيوعا عند النساء، خصوصا من سبق لهن الحمل أو كن حوامل مؤخرا.
وفقا لموقع Sleepapnea فإن النساء يجب أن يدركن أن الشخير يمكن أن يكون علامة على حالة تنفس أساسية تسمى انقطاع النفس الانسدادي في أثناء النوم.
ويحدث انقطاع النفس الانسدادي في أثناء النوم عندما يصبح مجرى الهواء ضيقا للغاية في أثناء النوم لدرجة أنه يقاطع التنفس الطبيعي.
في الواقع، تعاني ما يقرب من 1 من كل 5 نساء من انقطاع التنفس في أثناء النوم، لكن 9 من كل 10 نساء مصابات بانقطاع التنفس في أثناء النوم لا يدركن حتى أنهن مصابات به، وفقا لموقع lasinusandsnoring.
وفي الأشخاص المصابين بانقطاع النفس الانسدادي في أثناء النوم، قد يصبح الشخير الليلي متكررا وصاخبا ويمكن أن يتخلله توقف قصير في التنفس، وتشمل الأعراض الأخرى للمشكلة النعاس في أثناء النهار، وتقلبات المزاج، والاستيقاظ المتكرر، والصداع الصباحي.
يجب على النساء اللاتي يعانين من أعراض انقطاع التنفس في أثناء النوم التحدث إلى الطبيب؛ لأن ذلك يمنع الحصول على قسط كافٍ من الراحة، ويزيد خطر الإصابة بمجموعة متنوعة من المشكلات الصحية طويلة الأمد.
وتتضمن قائمة مضاعفات الشخير عند النساء التي تحدث نتيجة انقطاع النفس في أثناء النوم والشخير غير المعالج:
ترغب النساء في معرفة كيفية التخلص من الشخير، اعتمادا على السبب، وتشمل الخيارات ما يأتي:
إذا قرر الطبيب أن الوزن يساهم في الشخير، فقد تساعد التمارين الرياضية المنتظمة.
من بين الفوائد الأخرى للتمارين، أنها قد تؤدي إلى فقدان الوزن وتحسين وظيفة العضلات وتقليص الأنسجة الزائدة في الفم والرقبة، لتخفيف الضغط على مجرى الهواء.
قد يؤدي الحد من التدخين واستخدام الكحول، خاصة في الفترة التي تسبق وقت النوم، إلى تقليل الشخير أو إيقافه. أيضا إذا كانت الأدوية التي يتناولها الشخص تسهم في حدوث الشخير، يمكنه التحدث إلى طبيبه حول تغيير جرعته أو إيجاد دواء آخر.
قد يوصي الأطباء بمزيل الاحتقان، أو غسول الأنف الملحي ليلا، أو علاجات أخرى لتقليل الشخير الناجم عن احتقان الأنف.
يقل شخير بعض الأشخاص عند النوم على جانبهم أو على وسادة مرتفعة.
يتم تسويق بعض الأجهزة المختلفة للمساعدة في تشجيع النوم على الجانب والحفاظ على مجرى الهواء مفتوحا، مثل قمصان النوم وأجهزة إنذار الوضع والوسائد الخاصة.
إذا لم تكن الطرق الأخرى فعالة، فقد يوصي الطبيب بتجربة موسع الأنف.
موسعات الأنف هي أجهزة يمكن ارتداؤها تساعد في إبقاء الممرات الأنفية مفتوحة عن طريق توسيع الأنف من الداخل، أو تأتي على شكل شرائط أنفية لاصقة يمكن وضعها عبر الجزء الخارجي من فتحتي الأنف.
في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بجهاز فموي مخصص يُسمى واقي الفم لمنع الشخير، ويتم عادةً تركيب هذه الأجهزة بواسطة طبيب الأسنان؛ إذ تحرك الفك أو اللسان للأمام أو تغير وضع الأنسجة للحفاظ على مجرى الهواء مفتوحا.
على الرغم من أن هذا العلاج مخصص عادةً للأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي في أثناء النوم، فقد يصف الأطباء الضغط الإيجابي المستمر للمجرى الهوائي (CPAP) لمعالجة الشخير المزعج. يقوم جهاز الضغط الإيجابي المستمر للمجرى الهوائي بتوصيل الهواء المضغوط من خلال قناع للوجه لمنع مجرى الهواء من الانهيار في أثناء النوم.
وختاما، فإن تحديد السبب المحدد للشخير أمر بالغ الأهمية لإيجاد العلاج الأكثر فعالية، لذا إذا كان الشخير مستمرا، فمن الضروري استشارة طبيب لمعالجة أي مشاكل صحية أساسية.